شارع أبو الدرداء
الاسم |
| |
اسم الشهرة |
|
مولده ونشأته
أبو الدرداء هو “عويمر بن قيس بن زيد بن أمية بن مالك الخزرجي الأنصاري”، والدرداء ابنته كنى بها فقامت الكنية مقام اسمه حتى لا يكاد يعرف إلا بها. ولا يعرف على وجه التحديد تاريخ ميلاده.
وقد اختلف المؤرخون في اسمه، فقيل اسمه “عويمر بن زيد”، وقيل “عويمر بن عامر”، وقيل “عويمر بن عبد الله”، وقيل “عويمر بن ثعلبة”، وقيل “عامر بن مالك”، ولكنهم أجمعوا على أنه من بني كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، وأمه هي “محبة بنت واقد بن عمرو الخزرجية”، وأخوه لأمه “عبد الله بن رواحة”.
إسلامه
أسلم أبو الدرداء في غزوة بدر، وقيل إنه آخر مَنْ أسلم من الأنصار، مما يروى في قصة إسلامه، أنه كان عنده صنم في داره، وذات يوم دخل عليه عبد الله بن رواحة ومحمد بن مسلمة، فشاهدا الصنم فكسراه إلى قطع صغيرة، فبدأ أبو الدرداء يجمع القطع المتناثرة من أحجار الصنم، وهو يقول للصنم: ويحك! هلا امتنعت ألا دافعت عن نفسك؟ فقالت زوجته أم الدرداء: لو كان ينفع أو يدفع عن أحد لدفع عن نفسه ونفعها.
فقال أبو الدرداء أعدي لي ماءً في المغتسل، ثم قام فاغتسل، ولبس حلته، ثم ذهب إلى النبي، فنظر إليه ابن رواحة مُقبلا، فقال: يا رسول الله، هذا أبو الدرداء، وما أراه إلا جاء في طلبنا، فأخبره رسول الله أن أبا الدرداء إنما جاء ليسلم، وأن الله وعد رسوله بأن يسلم أبو الدرداء، وبالفعل أعلن أبو الدرداء إسلامه، فكان من خيرة الصحابة الكرام.
حياته بعد إسلامه
كان أبو الدرداء تاجرًا مشهورًا، فلما أسلم تفرغ للعلم والعبادة، ويقول عن إسلامه -رضي الله عنه- أسلمت مع النبى وأنا تاجر، وأردت أن تجتمع لى العبادة والتجارة فلم يجتمعا، فتركت التجارة وأقبلت على العبادة، وما يسرنى اليوم أن أبيع وأشترى فأربح كل يوم ثلاثمائة دينار، حتى لو يكون حانوتى على باب المسجد، ألا إنى لا أقول لكم: ان الله حرم البيع، ولكنى أحب أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وكان ينطق بالحكمة، فقيل عنه: حكيم الأمة عويمر.
وقد آخى النبي (صلي الله عليه وسلم) بينه وبين “سلمان الفارسي”، وشهد أبو الدرداء مع رسول الله غزوة أحد وغيرها من المشاهد، وقد أبلى يوم أحد بلاءً حسنًا في القتال دفاعًا عن النبي، فدعا النبي له، وقال “نعم الفارس عويمر”. وعرف بالعفو والسماحة، ويحكى أن رجلا قال له ذات مرة قولًا جارحًا، فأعرض عنه أبو الدرداء ولم يرد عليه، فعلم بذلك “عمر بن الخطاب”، فغضب وذهب إلى أبي الدرداء وسأله عما حدث فقال: اللهم غفرانًا، أوكل ما سمعنا منهم نأخذهم به (أي نعاقبهم ونحاسبهم عليه)؟!.
وكان لأبي الدرداء ثلاثمائة وستون صديقًا، فكان يدعو لهم في الصلاة، ولما سئل عن ذلك قال: إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب إلا وكل الله به مَلَكيْن يقولان، ولك بمثل، أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة؟!
روايته للحديث النبوي
قيل أن أبو الدرداء روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مئة وتسعة وسبعون حديثًا، منها حديثان متفق عليهما، وانفرد البخاري بثلاثة أحاديث، ومسلم بثمانية أحاديث، كما روى له الجماعة في كتبهم.
حفظه للقرآن
كان من القلائل الذين استطاعوا أن يحفظوا القرآن كاملًا في صدورهم. عَنْ أَنَسٍ: مَاتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَجْمَعِ القُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَمُعَاذٌ، وَزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ.
وبعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، واتساع الفتوحات الإسلامية، أمر الخليفة عمر بن الخطاب أبا الدرداء بالخروج إلى الشام ليعلّم الناس القرآن، ويُفقّههم في الدين، ففعل. وفي خلافة “عثمان بن عفان”، ولاّه “معاوية بن أبي سفيان” قضاء دمشق.
مناقبه
مناقبه رضي الله عنه عديدة، فهو رجل حكيم له فراسة المؤمن التقي الزاهد رضي الله عنه، وكان أول قاضٍ لدمشق: “وعندما فُتحت قبرص مرَّ بالسبي على أبي الدرداء، فبكى، فقيل له: تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ قال: بينما هذه الأمة قاهرة ظاهرة، إذ عصَوا الله فلقوا ما ترى، ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه!”.
ومن أقواله رضي الله عنه التي أصبحت منارًا للباحثين، وطريقًا للسالكين: “ما لي أرى علماءكم يذهبون، وجهالكم لا يتعلمون، تعلموا؛ فإن العالم والمتعلم شريكان في الأجر”.
ومن دعائه “اللهم انى أعوذ بك من شتات القلب” سئل: وما شتات القلب يا أبا الدرداء؟ فأجاب: أن يكون لى في كل واد مال.
وقال رضى الله عنه: من لم يكن غنيا عن الدنيا، فلا دنيا له وقال أيضا: لا تأكل الا طيبا ولا تكسب الا طيبا ولا تدخل بيتك الا طيبا. ومن أقواله- رضي الله عنه -: من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قلّ عمله وحضر عذابه.
وقال رضي الله عنه: “اعبُدِ الله كأنك تراه، وعُدَّ نفسك في الموتى، وإياك ودعوة المظلوم، واعلم أن قليلًا يغنيك خير من كثير يلهيك، وأن البر لا يبلى، وأن الإثم لا يُنسى”.
وقال أيضًا رضي الله عنه: “أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث؛ أضحكني مُؤمِّل دنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك بملء فِيه ولا يدري أرضى الله أم أسخطه؟! وأبكاني فراق الأحبة محمد صلوات ربي وسلامه عليه، وحزبه، رضوان الله عليهم، وهول المطلع عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي الله، ولا أدري إلى الجنة أم إلى النار؟”.
وفاته
اختلف المؤرخون في تاريخ وفاة أبو الدرداء، فقيل بأنه توفي في دمشق سنة 32هـ، وقيل سنة 31هـ، وقيل سنة 33هـ، وقيل توفي بعد وقعة صفين سنة 38هـ أو سنة 39 هـ. إلا أن أرجح الأقوال أنه توفي في دمشق سنة 32هـ.
البوم الصور
موقع اللوحة بالشارع
المصادر والمراجع
- إبراهيم بن محمد الحقيل، سيرة حكيم الأمة أبو الدرداء رضي الله عنه، موقع الألوكة، مؤرشف من الأصل بتاريخ 7 سبتمبر 2007، اطلع عليه بتاريخ 14 سبتمبر 2024، رابط الإتاحة: https://www.alukah.net/sharia/0/1292/
- شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق حسين أسد، ج2، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1985، ص338-349.
- عبد الرحمن محمد، أبو الدرداء الأنصاري.. كيف دخل الإسلام ولماذا لُقب بحكيم الأمة، موقع صدى البلد، مؤرشف من الأصل بتاريخ 30 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 14 سبتمبر 2024، رابط الإتاحة: https://www.elbalad.news/4301151#goog_rewarded
- عز الدين بن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود، ج4، بيروت: دار الكتب العلمية، 1994، ص307.