شارع أحمد شوقي بك
الاسم | أحمد علي أحمد شوقي |
اسم الشهرة | أحمد شوقي |
مولده ونشأته:
ولد “أحمد علي أحمد شوقي” في 16 أكتوبر 1868 في “حي الحنفي” بالقاهرة القديمة، لأب کردي وأم من أصول ترکية شرکسية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر “الخديو إسماعيل” وعلى قدر كبير من الغنى والثراء، فتكفلت بتربيته ونشأ معها في القصر.
التحق في الرابعة من عمره بـ”كتاب الشيخ صالح” في حي السيدة زينب، فحفظ بعضًا من القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق في عام 1876 بـ”مدرسة المبتديان الابتدائية”، وبعدها التحق بالمدرسة التوجيهية (الثانوية) فأظهر نبوغًا فائقًا كوفئ عليه بالإعفاء من المصروفات الدراسية، وانكب على دواوين فحول الشعراء العرب حفظًا واستظهارًا، فطفق الشعر يجري على لسانه.
وقد كان طفلًا عندما داعبه الخديو إسماعيل بنثر جنيهات ذهبية أمام عينيه عندما لاحظ تعلق نظره بالسماء، فاتجه بصره للذهب، فابتسم الخديو ونصح جدته بتكرار اصطحابه للقصر، ليتعلق قلب الفتى بالقصر وزعيمه.
أتم شوقي تعليمه الثانوي في عام 1885، وهو في الخامسة عشر من عمره، وفي نفس العام التحق بمدرسة الحقوق والترجمة -كلية الحقوق لاحقًا- منتسبًا إلى قسم الترجمة، وبعد تخرجه سافر 1887 إلى فرنسا على نفقة “الخديو توفيق”، فتابع دراسة الحقوق في جامعة مونبلييه، واطلع على روائع الأدب الفرنسي، وعاد إلى مصر 1892.
وظائفه
تخرج شوقى من قسم الترجمة في سنة 1887، وهو لا يتصف بالشاعر فحسب بل هو شاعر الخديو توفيق، وقد أخذ يقترب إلى القصر، وأتاح له “علي مبارك” فرصة لقائه، فهنأه على تخرجه. ولم يلبث أن عينه أباه مفتشًا في الخاصة الخديوية، فأصبح بذلك موظفًا بالقصر، ولكن لم يلبث أن رأى توفيق أن يوفده فى بعثة وترك له حرية اختيار مايريد من العلوم فاختار دراسة القانون.
وبعد أن عاد شوقي من بعثته التعليمية صار مقربًا من “الخديو عباس حلمي”، وعُيّن رئيسًا للقلم الإفرنجي في ديوان الخديو عباس حلمي، وانتدب سنة 1896 لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين المنعقد بجنيف في سويسرا عام 1894، حتى قامت الحرب العالمية الأولى وخلع الإنجليز عباس حلمي.
شوقي في المنفى
ظل شوقى يعيش في كنف الخديو عباس حتى قيام الحرب العالمية الأولى 1914، وكان عباس غائبًا عن مصر بتركيا، فأعلنت إنجلترا الحماية على مصر، ومنعت عباس من العودة إليها، وأقامت مكانه “السلطان حسين كامل”، واخذت تحول بين حاشية عباس وبين القصر، وكان شوقي في مقدمة من قامت سلطة الاحتلال بنفيهم، فنفته وأسرته إلى “برشلونة” على ساحل إسبانيا، ونزل فى فندق فيها، ثم أقام فى ضاحية جميلة من ضواحيها تدعى “فلفديرا”، وكان شوقى يستمتع بمشاهدة ماحولة من غابات الصنوبر ومشاهدة الطبيعة الرائعة. وظل شوقي في “فلفديرا” حتى أعلنت الهدنة في عام 1918 فأصبح من حقه أن يتجول في إسبانيا كما يريد، فتنقل في مدنها الكبيرة ورأى مجد العرب الغابر في قرطبة واشبيلية وغرناطة، وأخذ يبكيهم ويبكي نفسه في قصيدته السينية المعروفة، والتي بدأها بحنينه إلى وطنه “مصر” يقول:
اختلاف الليل والنهار ينسي …….. اذكر لي الصبا وأيام أنسي
وسلا مصر هلا سلا القلب عنها … أو أسا جرحه الزمان المؤسي؟
وطني لو شغلت بالخلد عنه …….. نازعتنى إليه في الخلد نفسي
وكانت أوقات شوقي فارغة لمدة خمس سنوات قضاها في القراءة الكثيرة عن الأندلس وملأ وعيه بتاريخ أبطالها وشعرها، فبدأ يكتب قصة “أميرة الأندلس”. وبعد أن تجول شوقي في إسبانيا، وعفت عنة السلطات سافر الى” جنوا” بحرًا ومنها ذهب إلى البندقية فركب أول باخرة تغادر أوروبا إلى مصر.
عودة شوقي إلى مصر
عاد شوقي إلى مصر في عام 1920 وخرجت جموع غفيرة لاستقبالة، وبالغوا في الحفاوة به، وكان لذلك تأثير كبير في نفسه، وقد وجد شوقي أرض مصر مخصبة بدماء الحركة الوطنية. فعند ذلك بدأت وطنية شوقى تبرز فعكف على دراسه تاريخ مصر ليتخذه درعًا يتحدى به الاحتلال فتغنى بحضارة مصر، وتغنى باكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1923. وعندما تعرض الزعيم “سعد زغلول” لحادث اعتداء عليه ونجاته من هذا الحادث أقيم احتفال في يوم الخميس 24 يوليو 1924 بكازينو “سان ستيفانو” لتكريم سعد زغلول وانشد شوقى بهذه المناسبة قصيدة ألقها عنه “علي الجارم”.
لقد ذاع صيت شوقي وأصبح مشهورًا في الكثير من الأماكن، فأينما ذهب إلى مكان أقيمت له الاستقبالات، وكان بيته منتدى للأدباء والشعراء وكبار رجال عصره. وقد زاره فى عام 1926 “طاغور” شاعر الهند الكبير. وقد اختير شوقي عضوًا في مجلس الشيوخ في عام 1926.
شوقي أميرًا للشعراء
وفي 29 أبريل 1927 اجتمع أعلام الأمة العربية في دار الأوبرا احتفالا بإصدار الطبعة الثانية من ديوان شوقي وعضويته في مجلس الشيوخ، لمبايعته أميرًا للشعراء، بحضور كبار الشعراء وبينهم شاعر النيل “حافظ إبراهيم”، الذي قال مادحًا شوقي:
أمير القوافي قد أتيت مبايعًا …. وهذي وفود الشرق قد بايعت معي وبعد تلك الفترة تفرغ شوقي للمسرح الشعري حيث يعد الرائد الأول في هذا المجال عربيًا؛ ومن مسرحياته الشعرية “مصرع كليوباترا” و”قمبيز” و”مجنون ليلى”
و”علي بك الكبير”.
خصائص شعر شوقي
كان لشوقي الريادة في النهضة الأدبية والفنية والسياسية والاجتماعية والمسرحية التي مرت بها مصر، أما في مجال الشعر فهذا التجديد واضح في معظم قصائده التي قالها، ومن يراجع ذلك في ديوانه الشوقيات لا يفوته تلمس بروز هذه النهضة؛ فهذا الديوان الذي يقع في أربعة أجزاء يشتمل على منظوماته الشعرية في القرن التاسع عشر وفي مقدمته سيرة لحياة الشاعر وهذه القصائد التي احتواها الديوان تشتمل على المديح والرثاء، والأناشيد والحكايات والوطنية والدين والحكمة والتعليم والسياسة والمسرح والوصف والمدح والاجتماع وأغراض عامة.
لقد كان الشاعر يملك نصيبًا كبيرًا من الثقافتين العربية والغربية، كما أفادته سفراته إلى مدن الشرق والغرب. يتميز أسلوبه بالاعتناء بالإطار وبعض الصور وأفكاره التي يتناولها ويستوحيها من الأحداث السياسية والاجتماعية، وأهم ما جاء في المراثي وعرف عنه المغالاة في تصوير الفواجع مع قلة عاطفة وقلة حزن، كما عرف أسلوبه بتقليد الشعراء القدامى من العرب وخصوصًا في الغزل، كما ضمن مواضيعه الفخر والخمرة والوصف، وهو يملك خيالاً خصبًا وروعة ابتكار ودقة في الطرح وبلاغة في الإيجاز وقوة إحساس وصدقًا في العاطفة وعمقًا في المشاعر.
كان شوقي ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء.
أعماله ومؤلفاته
ديوان الشوقيّات: هو ديوان يتألف من أربعة مجلدات، طبع أول مرة بين عامي 1888-1889 في مطبعة الآداب والمؤيد، ثمّ أُعيد طبعه عام 1911 دون أيّة إضافة إليه، كما وقُسّمت الشوقيات إلى أربعة أجزاء، طبع الجزء الأول 1926
دون أيّة إضافة إليه، ثمّ طبع الجزء الثاني عام 1930، وبعد وفاة أحمد شوقي طبع الجزء الثالث الخاص بالرثاء عام 1936، ثمّ طبع الجزء الرابع عام 1943.
الروايات: كتب الشاعر أحمد شوقي ثلاث روايات، هن:
- عذراء الهند: هي رواية عن تاريخ مصر القديم أيام الملك رمسيس الثاني، وقد ألفها عام 1897.
- لادياس: كلمة (لادياس) تعني آخر الفراعنة، وهي أيضاً عن تاريخ مصر القديم، وتعكس حالة مصر قبل القرن الخامس الميلادي، أي بعد عهد بسمافيك الثاني.
- ورقة الآس: هي أيضاً رواية تاريخية وقعت أحداثها في زمن سابور ملك الفرس.
- مذكرات بنتاؤر: هي رواية تدور حول معتقد مصري قديم وهو أنّ بعض الناس بإمكانهم التكلم مع الطيور والتعبير عنهم بألسنتهم، فكانت الرواية عبارة عن حوار دار بين طائر الهدهد الذي يرمز إلى الشاعر ذاته وطائر النسر الذي يرمز إلى الشيطان الذي كان يسكن بنتاؤرو الشاعر المصري القديم.
المسرحيّات: اعتُبر الشاعر أحمد شوقي رائد المسرح العربي، إذ ملأ فراغاً في الأدب المعاصر، فوضع عدداً من المسرحيات الشعرية تناولت مادتها الأولية من التاريخ القديم ومن الحياة الاجتماعية المعاصرة، وجعل لكل مسرحية من مسرحياته هدفاً متمثلاً باتجاه معين أو عبرة أو قيمة أخلاقية، وقد اتسم أدب شوقي المسرحي بتأثره بالأدب الأوروبي، حيث استفاد من مطالعاته الأدب الفرنسي والإنجليزي، وهذه المسرحيات هي:
- مسرحية مصرع كليوباترا
- مسرحية قميز
- مسرحية علي بك الكبير
- مسرحية الست هدى
- مسرحة عنترة
- مسرحية مجنون ليلى
- مسرحية أميرة الأندلس
- مسرحية البخيلة
الكتب: لم يكتب أحمد شوقي الكثير من الكتب، واقتصر على كتابين هما: - كتاب أسواق الذّهب
- كتاب دول العرب وعظماء الإسلام
وفاته
توالت الأمراض على شوقى خلال السنتين الأخيرتين من عمره حتى انتقل الى جوار ربه في 14 أكتوبر 1932، وسقطت قيثارة الشعر من يده وارتفع البكاء في مصر والأقطار العربية وخرجت الأمة المصرية تودع أمير شعراءها.
البوم الصور
موقع اللوحة بالشارع
المصادر والمراجع
- أحمد محفوظ، حياة شوقي، القاهرة: مكتبة الخانكي للطباعة والنشر والتوزيع، (د.ت).
- شوقي ضيف، شوقي شاعر العصر الحديث، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2010.
- عمر فروخ، أحمد شوقي: أمير الشعراء في العصر الحديث، بيروت: مكتبة منيمنة، 1950.
- ممدوح الشيخ، أمير الشعراء أحمد شوقي حياته وشعره، القاهرة: دار الورد للنشر، 2008.