شارع أم كلثوم

الاسم

فاطمة إبراهيم البلتاجي

اسم الشهرة

أم كلثوم

تعد من أبرز مغني القرن العشرين، واشتهرت في مصر والوطن العربي. وتعرف أيضاً بعدة ألقاب أبرزها أم كلثوم وكوكب الشرق والست. وتعتبر أم كلثوم من معجزات الغناء العربي، حصلت على ألقاب كثيرة منها “أميرة الطرب” و”الساحرة” و”الكروانة” و”ست لكل”، وأخيرًا “كوكب الشرق”.

مولدها ونشأتها:

ولدت فاطمة إبراهيم في قرية “طماي الزهايرة” مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية فى 4 مايو 1904م، وتعهدها والدها بالرعاية والتعليم وصحبها معه في الكثير من الحفلات حتى ذاع صيتها، وقد صادفها فى بداية مشوارها، كثير من العثرات، وقد مثل صوتها ومقاماته معضلة بحث فيها الشرق والغرب والذي كانت تطرب به الأذان فى أول خميس من كل شهر فكانت اسطورة حب عربية.

وقد بدأت الغناء وهي في سن الثانية عشر، حيث اصطحبها والدها لتغني معه في الحفلات، وهي تلبس العقال وملابس الأولاد، وبدأ صيت أم كلثوم يذيع منذ صغرها. وفي ذات مرة تصادف أن كان أبو العلا معها في القطار وسمعها تردد ألحانه دون أن تعرف أنه معها في القطار، وذلك بعد عام 1916م حيث تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد الذين أتيا إلى السنبلاوين لإحياء ليالي رمضان وبكثير من الإلحاح أقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة، ومعه أم كلثوم في عام 1922م. وقد أخذت الفن من صوله على يد السيخ أبو العلا، الذي كان فنانًا كبيرًا وموسيقيًا نابغًا، وأستاذًا غزير العلم بفن الغناء.

الطريق إلى الشهرة:

كان استقرار أم كلثوم في القاهرة بداية شهرتها الفنية، فأخذت تغني في مسرح البوسفور في ميدان رمسيس بدون فرقة موسيقية، وغنت على مسرح حديقة الأزبكية، واشتهرت بقصيدة “وحقك أنت المنى والطلب”، وتعد هذه أول إسطوانة لها صدرت في منتصف العشرينيات وبيع منها ثمانية عشر ألف إسطوانة.

وتعلمت أم كلثوم لاحقاً من أمين المهدي أصول الموسيقى، وكذلك تعلمت عزف العود على يدي أمين المهدي ومحمود رحمي ومحمد القصبجي.

في عام 1924م تعرفت إلى أحمد رامي عن طريق أبو العلا، في إحدى الحفلات، وكان أحمد رامي حاضراً بعد أن عاد من أوروبا، فأدرك أنه قد وجد هدفه. غير أن البداية الحقيقية كانت عندما سمعها محمد القصبجي الملحن المجدد وقتها. في نفس العام 1924م.

بدأ محمد القصبجي في إعداد أم كلثوم فنيًا ومعنويا مشكلًا لها فرقتها الخاصة، وأول تخت موسيقي يكون بديلا لبطانة المعممين التي كانت معها دائما، وتخلي أباها عن دوره كمنشد وانسحب هو وأخيها الشيخ خالد. بعد ذلك بعام تقريبا خلعت أم كلثوم العقال والعباءة وظهرت في زي الآنسات المصريات.

كان شائعًا في أوائل القرن العشرين أن يقدم المطربون قصائد بعينها بصرف النظر عن تفرد أحدهم بها، وكانت المباراة بين المطربين تكمن في كيفية أداء نفس القصيدة. وهكذا أدت أم كلثوم قصيدة (أراك عصي الدمع) مرة من ألحان السنباطي، ومرة أخرى من ألحان عبده الحامولي عام 1926م.

في عام 1928م تغني مونولوج (إن كنت أسامح وأنسى الآسية)، لتحقق الأسطوانة أعلى مبيعات وقتها على الإطلاق ويدوي اسم أم كلثوم بقوة في الساحة الغنائية، وهو نفس العام الذي لحنت فيه أم كلثوم أغنية (على عيني الهجر) بنفسها لنفسها.

وفي 31 مايو 1934م بعد افتتاح الإذاعة المصرية كانت أم كلثوم أول من غنى فيها.

أم كلثوم وثورة 23 يولية:

حينما قامت ثورة 23 يولية 1952م، تم منع إذاعة أغاني أم كلثوم من الإذاعة، وطردها من منصب (نقيبة الموسيقيين) باعتبارها (مطربة العهد البائد). لم يكن هذا قرارًا من مجلس قيادة الثورة. لكنه قرار فردي تم اتخاذه من قبل الضابط المشرف على الإذاعة.

برغم أن أم كلثوم غنت للجيش المحاصر في الفالوجا أثناء حرب فلسطين أغنية (غلبت أصالح في روحي)، إلا أنه تم اعتبارها ضد الثورة بسبب حصولها على قلادة صاحبة العصمة وغنائها للملك أكثر من مرة. وقد وصل الموضوع إلى جمال عبد الناصر شخصيًا، الذي ألغى هذا القرار. لقد أثرت هذه اللحظة فيها كثيرا جدا كما ظهر فيما بعد من أغانٍ لها ومواقف، وحملت إعجابا جارفا بعبد النـاصر وبمواقفه ككل الشعب آنذاك.

تم تدارك كل ما حدث سابقًا في حق أم كلثوم بعد أن هدأت الأمور، والثابت أن الثورة -بعد ذلك- أعطتها دافعًا معنويًا قويًا.

في عام 1960 تحصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي. يتفتتح التليفزيون كما افتتحت الإذاعة كذلك قبل 26 عاما.

أصبحت أم كلثوم مطربة الإذاعة الأولى لسنوات كثيرة، وسميت محطة باسمها وصار لها حفلات أسبوعية بصفة منتظمة بات ينتظرها الملايين في أنحاء العالم العربي.

وقد غنت أم كلثوم من ألحان عبده الحامولي وسيد درويش وأحمد صبري النجريدي، وأبو العلا محمد، ومحمود رحمي، ومحمد القصبجي، وداود حسني وزكريا أحمد، ورياض السنباطي، وفريد غصن، وكمال الطويل، ومحمد الموجي، وبليغ حمدي، ومحمد عبد الوهاب، وسيد مكاوي.

قدمت مجموعة من الأفلام الناجحة إلى السينما. حصلت على نيشان الكمال عام 1944م، كما نالت قلادة الجمهورية عام 1965م. ثم فازت في عام 1968م بجائزة الدولة التقديرية.

وطنية أم كلثوم:

وقد واكبت أم كلثوم الحركة الوطنية، فهي تغني لذكرى سعد زغلول، وتنشد لفلسطين وإحياء الأعياد الوطنية.

وتبرعت أم كلثوم بآلاف الجنيهات لصالح تعمير بورسعيد بعد العدوان الثلاثي عام 1956م. وعندما انتكست مصر بعد هزيمة 5 يونية 1967م قامت أم كلثوم تجوب البلاد العربية، وبعض الدول الأجنبية لتجمع الملايين من أجل مصر وجيشها، وذهبت باريس، وخرجت الصحف الخارجية تقول نفرتيتي في باريس وأم كلثوم في باريس.

أم كلثوم تتحول لأيقونة فنية:

لو أردنا الإنصاف فإن أم كلثوم أصبحت حتى وفاتها أيقونة مقدسة في حياة المصريين.

وقد تحولت بكل ما توافر لديها من مهارات إلى عاصمة فنية للمصريين والعرب. الجميع ينتظرون الخميس الأول من كل شهر يأتون إليها سفرًا بالطائرات، ويرتب الجميع أمورهم حتى يفرغوا لسماع الست في سهرتها المعتادة.

وفاة أم كلثوم:

توفيت أم كلثوم في صباح 4 فبراير 1975م، وقيل عن جنازتها أنها أعظم جنازة لامرأة عربية في التاريخ.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • جلال أمين، شخصيات لها تاريخ، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2008، ص157-165.
  • لمعي المطيعي، موسوعة رجال ونساء من مصر، القاهرة: دار الشروق، 2003، ص11 -18.
  • مصطفى نجيب، موسوعة أعلام مصر في القرن العشرين، القاهرة: وكالة أنباء الشرق الأوسط، 1996، ص127-128.
  • هدى الصدة وعماد أبو غازي، مسيرة المرأة المصرية علامات ومواقف، ج1، القاهرة: المجلس القومي للمرأة، 2001، ص107-108.