شارع الشيخ بخيت

الاسم

محمد بن بخيت بن حسين المطيعي

اسم الشهرة

الشيخ بخيت

مولده ونشأته:

هو “محمد بن بخيت بن حسين المطيعي”، ولد ببلدة “المطيعة” مركز ومديرية أسيوط في 10 محرم سنة 1271هـ، الموافق سنة 1856م.

ذهب إلى كتاب بلدته في الرابعة من عمره، وتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم كله وجوَّده، ثم التحق بالأزهر الشريف في عام 1282هـ، وكان حنفي المذهب، ثم اتجه إلى دراسة المذهب المالكي.

ولعلّ الذي دفعه إلى دراسة المذهب المالكي أنه ربّما سمع من شيخ الكتّاب أو إمام المسجد أو غيرهما من الذين لهم بعض الدراية بالفقه طرفًا من حياة الإمام مالك أو تلاميذه، وأهمّ ما أُلـّف في المذهب من المتون والشروح، فلا غرو أن أقبل فور دخول الأزهر على دراسة مذهب إمام دار الهجرة، وإمام مدرسة الحديث، ومن ثمّ حفظ “مختصر خليل”، وهو ممّن اعتمد عليه المتأخّرون في المذهب، ولذلك شرحه عدد من فقهاء المالكية.

وتتلمذ على كبار الشيوخ في الأزهر وخارجه، وكان منهم الشيخ “محمد عليش”، و”عبد الرحمن الشربيني”، و”أحمد الرفاعي”، و”حسن الطويل”، و”محمد البهوتي”، و”عبد الرحمن البحراوي”، والسيد “جمال الدين الأفغاني”، وغيرهم. وكذلك التقى ببديع الزمان سعيد النورسي.

حصل على شهادة العَالِمية من الدرجة الأولى في عام 1294هـ، وأنعم عليه بكسوة التشريفة من الدرجة الثالثة مكافأة له على نبوغه وفضله، وهي كسوة كان خديو مصر يمنحها للأجلاء من العلماء كتقدير رسمي من الدولة لهم.

وظائفه ومناصبــه:

بعد حصوله على العالمية اشتغل الشيخ بخيت بتدريس علوم الفقه والتوحيد والمنطق في عام 1295هـ/ 1878م، إلى أن عُيِّن قاضيًا للقليوبية في سنة 1297هـ/ 1880م، ثم تنقل بعد ذلك في سلك القضاء الشرعي حيث عمل قاضيًّا للمنيا 1298هـ/1881م، ثم انتقل إلى قضاء بورسعيد سنة 1300هـ/1883م، ثم إلى قضاء السويس سنة 1302هـ/1885م، ثم الفيوم سنة 1304هـ/1887م، ثم أسيوط سنة 1309هـ/1889م.

واستمر ترقيه في سلك القضاء إلى أن عُيِّن مفتشًا شرعيًّا بنظارة الحقانية (وزارة العدل) في سنة 1310هـ/ 1892م، وفي سنة 1311هـ/ 1893م عُيِّن قاضيًا لمدينة الإسكندرية ورئيسًا لمجلسها الشرعي، وفي سنة 1315هـ/ 1897م عُيِّن عضوًا أول بمحكمة مصر الشرعية، ثم رئيسًا للمجلس العلمي بها، وفي هذه الأثناء ناب عن قاضي مصر الشيخ “عبد الله جمال الدين” ستة أشهر حال مرضه إلى أن عُيِّن بدله، ثم تركه عام 1905م. ثم عُيِّن رئيسًا لمحكمة الإسكندرية الشرعية عام 1907م ثم نقل منها إلى إفتاء نظارة الحقانية في أوائل سنة 1912م. وأحيل عليه قضاء مصر مرة ثانية نيابة عن القاضي نسيب أفندي، ثم أحيل عليه مع إفتاء الحقانية رئاسة التفتيش الشرعي بها.

توليته مفتيًا للديار المصرية:

في 9 من صفر سنة 1333هـ الموافق 26 ديسمبر 1914م عُيِّن مفتيًا للديار المصرية، واستمر يشغل هذا المنصب حتى 16 من شوال سنة 1338هـ 1921م حيث أحيل إلى المعاش، أصدر خلالها (2028) فتوى، وأقام في بيته يفتي كما لو كان في دار الإفتاء.

وكان من المشتغلين بالحركة الوطنية، فعندما جاءت لجنة “ملنر” إلى مصر في أعقاب ثورة 1919م ذهب اللورد ملنر لزيارته في منزله. وكان من أشد المعارضين لحركة الإصلاح التي قام بها الشيخ “محمد عبده”؛ لكنه مع ذلك ظل يُكن له التقدير والتبجيل.

وفاتـه:

توفي الشيخ بخيت في 21 رجب 1354هـ، الموافق 18 أكتوبر 1935م بعد حياة حافلة بالعلم والعمل.

بعض صفاته وفضائله:

كان الشيخ بخيت ذا خلق حسن، سهلًا في التدريس، واسع الصدر جدًا، يتحمل من الطلبة كثرة السؤال مع خروج بعضهم عن الموضوع، وربما بقى الطالب يجادله ساعة حتى يذهب الدرس كله في الجدال والأخذ والرد، وهو لا يتكدر ولا يتألم، متواضعًا مع الطلبة ويمازحهم فى الدرس، وكان حلو النادرة مقبول الفكاهة، لا تمر به طرفة فيسكت عنها أصلًا، حتى اشتهرت طرائفه بين الناس، وكان محبًا للطلبة الغرباء ميالًا إليهم، بحيث لم يكونوا يقبلون على غيره، إذا لم يروا صدرًا رحبًا معهم سواه، حتى كان آخر أيامه لا يعمر درسه إلا الأغراب من الأتراك والهنود والعراقيين والأكراد وغيرهم. وكان يواسى الفقراء والطلبة الأغراب ويمدهم بالمال ويساعدهم، ويترددون على بيته فيجالسهم فى مجلسه ويحسن إليهم، وقد تخرج على يد فضيلته كثير من أفاضل العلماء الذين نفعوا الناس بعلمهم، وقد وصلت طبقات مَن تخرج عليه من الطلبة إلى الطبقة الرابعة أو بعدها، وممن تخرج عليه السيد عبدالله بن الصديق الغماري، والشيخ عبدالوهاب عبداللطيف، الأستاذ السابق بكلية الشريعة وغيرهم.

كان يكثر من مطالعة الكتب الأجنبية المترجمة وكتب المعاصرين ويقرأ من الصحف الأجنبية والمحلية، كما كان يقتنى الكتب بكثرة، ويدفع فيها الأموال الطائلة، حتى جمع مكتبة ضخمة، وكان عضوًا بلجنة الخمسين التي وضعت دستور ١٩٢٣م، وهو أول من اقترح إضافة المادة الخاصة بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.

وقد كان سببًا في صدور قانون تقاعد مفتي الديار المصرية عند سن الستين، حيث إن بعض الأغنياء قد بنى مسجدًا وأوقفه لله، فاحتاجت الحكومة موضع هذا المسجد، فاستفتت مفتي الديار المصرية الشيخ بخيت، فقال لهم: “إذا وافقكم ربه فلا مانع”، فكلموا ذلك الغنى فوافق، فرجعوا إليه ليصدر فتواه، وقالوا له إن ربه قد وافق، فقال ومَن ربه؟ قالوا: فلان الباشا، قال: ليس هو صاحبه الآن، فإنه أوقفه لله، وصار لله تعالى، فهو ربه الذي قلت لكم إن وافقكم فاهدموه.

وهذه الحادثة هي التي كانت سببًا في عزله من الإفتاء، فإن رئيس الوزراء وقتئذ، وهو “نسيم باشا”، قال فيه كلامًا فبلغه، فقال الشيخ: نحن لا نعبأ بكلام العيال أو نحو هذا، فبلغت إلى الوزير، فقال: سوف يعلم من العيال، فاجتمع بمجلس الوزراء وأصدر قانونًا يقضى بإحالة المفتي على المعاش إذا بلغ السن القانونية، وكان المفتي غير داخل في هذا القانون قبل ذلك، فلما صادقت الحكومة على هذا القرار، وكان هو قد جاوز السن المقررة عُزل وأحيل إلى المعاش.

وكان شيخ عصره، عرفته مصر أستاذًا كبيرًا، وقاضيًّا لبقًا فطنًا، يقضي بين الناس في مختلف ضروب الخصومات، فيكبره المحكوم عليه والمحكوم له، وكان مفتيًّا تجري بين الناس فتواه، فيكون القول ما قال، والرأي ما رأى، وكان أعلم أهل جيله بدقائق الفقه الحنفي وأبسطهم لسانًا في وجوه الخلاف بين أصحاب الشافعي وأصحاب أبي حنيفة، وجمع مكتبة كبيرة أهديت بعد وفاته للأزهر.

من مؤلفــاته:

لم يهمل الشيخ بخيت التأليف بل أثرى المكتبة الإسلامية بالمصنفات الرائقة الفائقة، وذلك على الرغم من كثرة مشاغله في مناصبه المتعددة، نذكر منها:

  • حاشية على شرح الدردير على الخريدة البهية.
  • إرشاد الأمة إلى أحكام الحكم بين أهل الذمة.
  • حسن البيان في إزالة بعض شبه وردت على القرآن.
  • القول الجامع في الطلاق البدعي والمتتابع
  • رسالتا الفونوغراف والسوكرتاه.
  • إزاحة الوهم وإزالة الاشتباه عن رسالتي الفونوغراف والسوكرتاه.
  • الكلمات الحسان في الحروف السبعة وجمع القرآن.
  • القول المفيد على وسيلة العبيد في علم التوحيد.
  • أحسن القرا في صلاة الجمعة في القرى.
  • الأجوبة المصرية عن الأسئلة التونسية. أجاب فيها عن أسئلة وردت إليه من الشيخ محمد العروسي السهيلي الشريف المتطوع بالجامع الأعظم بتونس.
  • حل الرمز عن معمي اللغز.
  • إرشاد أهل الملة إلى إثبات الأهلة.
  • البدر الساطع على جمع الجوامع، في أصول الفقه.
  • إرشاد العباد إلى الوقف على الأولاد.
  • الكلمات الطيبات في المأثور عن الإسراء والمعراج.
  • إرشاد القارئ والسامع إلى أن الطلاق إذا لم يضف إلى المرأة غير واقع.
  • أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام.
  • المخمسة الفردية في مدح خير البرية.
  • متناول سبيل الله في مصارف الزكاة.
  • الجواب الشافي في إباحة التصوير الفوتوغرافي.
  • الدراري البهية في جواز الصلاة على خير البرية.
  • رفع الإغلاق عن مشروع الزواج والطلاق.
  • محاضرة في نظام الوقف.
  • المرهفات اليمانية في عنق من قال ببطلان الوقف على الذرية.
  • تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد وهو كالمقدمة على كتاب شفاء السقام لتقي الدين السبكي.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • خير الدين الزركلي، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، مج6، بيروت: دار العلم للملايين، 1986، ص50.
  • زكي فهمي، صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر، مؤسسة هنداوي، 2013، ص509-512.
  • محمد الجوادي، أصحاب المشيختين: سيرة حياة خمسة من علماء الأزهر جمعوا بين مشيخة الازهر والافتاء، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 2008.
  • مينا عبد الملك بديع، الشيخ محمد بخيت المطيعى.. رجل مواساة الفقراء، جريدة الدستور، 30 أكتوبر 2020، رابط الإتاحة: https://www.dostor.org/3241575
  • موقع دار الإفتاء المصرية، رابط الإتاحة: https://www.dar-alifta.org/ar/ViewScientist.aspx?sec=new&ID=12&LangID=1