شارع بن كثير
الاسم | عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن درع القرشي الحَصْلي |
اسم الشهرة | ابن كثير |
مولده ونشأته
هو “عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن درع القرشي الحَصْلي”، ولد بقرية “مجدل” من أعمال بصرى من منطقة سهل حوران -درعا حاليًا- في جنوب دمشق سنة 701هـ/ 1302م، وكان والده خطيبًا بهذه القرية، وكان ذلك له الأثر الكبير في نبوغه، إلا أن والده لم يلبث أن توفي سنة 703 هـ، فنشأ ابن كثير يتيمًا.
وعلى أثر موت والده انتقل ابن كثير مع أسرته إلى دمشق سنة 707هـ، ونزلت في الدار المجاورة للمدرسة النوية، وقد تولاه أخوه الشيخ “عبد الوهاب” برعايته وتعليمه، فكانت البداية بحفظ القرآن، حيث حفظ ابن كثير القرآن الكريم وختم حفظه في سنة 711هـ، وقرأ القراءات وجمع التفسير، وحفظ متن “التنبيه” في فقه الشافعي سنة 718 هـ، وحفظ مختصر ابن الحاجب، وتفقه على الشيخين برهان الدين الفزاري، وكمال الدين ابن قاضي شهبة، سمع الحديث من ابن الشحنة، وابن الزراد، وإسحاق الآمدي، وابن عساكر، والمزي، وابن الرضى، شرع في شرح صحيح البخاري ولازم المزي، وقرأ عليه تهذيب الكمال، وصاهره على ابنته، وصاحب ابن تيمية ولازمه وأحبه وانتفع بعلومه وعلى الشيخ الحافظ بن قايماز وأجاز له من مصر أبو موسى القرافي والحسيني وأبو الفتح الدبوسي وعلي بن عمر الواني ويوسف الختي وغير واحد.
وظائفه
وُلي ابن كثير العديد من المدارس العلمية في ذلك العصر، منها: دار الحديث الأشرفية، والمدرسة الصالحية، والمدرسة النجيبية، والمدرسة التنكزية، والمدرسة النورية الكبرى.
مكانته العلمية
لقد كان لابن كثير مكانة علمية كبيرة، مما جعل شيوخه ورجال عصره يثنون عليه ويعترفون بعلمه، ومن ثناء هؤلاء العلماء عليه:
قال عنه “شمس الدين الذهبي”: “الإمام المفتي المحدث البارع ثقة متفنن ومحدث متقن ومفسر نقَّاد». وقال أيضًا عنه: “له عناية بالرجال والمتون والفقه، خرَّج وألَّف وناظر، وصنَّف وفسَّر وتقدَّم”.
كما قال عنه “ابنُ حبيبٍ”: “إمام ذوي التسبيح والتهليل، وزعيم أرباب التأويل، سمع وجمع وصنَّف، وأطرب الأسماع بالفتوى، وصنَّف وحدَّث وأفاد، وطارت فتاويه إلى البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت إليه رياسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير”.
وقال عنه “ابن ناصر الدين الدمشقي”: “الشيخ العلامة الحافظ عماد الدين ثقة المحدثين وعمدة المؤرخين وعلم المفسرين”.
مؤلفاته
- تفسير القرآن العظيم، المشهور بـتفسير ابن كثير.
- البداية والنهاية، وهي موسوعة ضخمة تضم التاريخ منذ بدأ الخلق إلى القرن الثامن الهجري وجزء النهاية في الفتن والملاحم.
- التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل، المعروف بجامع المسانيد.
- الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث وهو اختصار لمقدمة ابن صلاح.
- السيرة النبوية لابن كثير.
- جامع السنن والمسانيد لابن كثير.
- كتاب طبقات الشافعية.
- خرج أحاديث أدلة التنبيه في فقه الشافعية.
- خرج أحاديث في مختصر ابن الحاجب.
- كتاب «مسند الشيخين» يعني أبا بكر، وعمر.
- له رسالة في الجهاد، وهي مطبوعة.
- شرحه للبخاري، وهو مفقود.
- شرع في كتاب كبير للأحكام، ولم يكمله، وصل فيه إلى كتاب الحج
وفاته
أصيب ابن كثير في أواخر حياته بفقدان البصر، وهو يؤلف «جامع المسانيد»، فأكمله إلا بعض مسند أبي هريرة. وقد توفي 26 شعبان 774هـ، الموافق 18 فبراير 1373م. وقد ذكر ابن ناصر الدين أنه “كانت له جنازة حافلة مشهودة، ودفن بوصية منه في تربة شيخ الإسلام ابن تيمية بمقبرة الصوفية”، خارج باب النصر من دمشق.
البوم الصور
موقع اللوحة بالشارع
المصادر والمراجع
- ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، تحقيق محمد عبد المعيد ضان، ج1، حيدر أباد: مجلس دائرة المعارف العثمانية 1972، ص445-446.
- خير الدين الزركلي، الأعلام، ج1، بيروت: دار العلم للملايين، ط15، 2002، ص320.
- فوزية بنت صالح بن محمد الخليفي، منهج ابن كثير رحمه الله في تفسير أسماء الله الحسنى في القرآن الكريم، مجلة الدراسات العربية، كلية دار العلوم، جامعة المنيا، ص5463-5466.
- محمد الزحيلي، ابن كثير الدمشقي: الحافظ المفسر المؤرخ الفقيه، دمشق: دار القلم، 1995.