عدنان المالكي

الاسم

عدنان بن محمد شمس الدين بن عمر بن إبراهيم المالكي

اسم الشهرة

عدنان المالكي

مولده ونشأته

هو “عدنان بن محمد شمس الدين بن عمر بن إبراهيم المالكي”، ولد في عام 1919، في “حّي الشاغور” بمدينة “دمشق” بسوريا. ثم انتقل مع عائلته إلى “حّي المهاجرين” بنفس المدينة. عُرف عدنان بجده وتفوقه بين زملائه في سنوات دراسته المختلفة، ولازمه هذا التفوق طوال مسيرته الدراسية والعسكرية فيما بعد.

وفي أثناء دراسته الثانوية تقدم إلى مسابقة لدخول “الكلية العسكرية” مستغلاً تكبير سنه في تعداد السكان (قيد النفوس آنذاك)، وحاز على الدرجة الكاملة والمرتبة الأولى بين المتقدمين، ولما التحق وجد مدير “المدرسة الحربية” أن هذا الشاب لم يبلغ السن اللازم رغم أنه الأول بين المتقدمين، فأرجئ دخوله إلى السنة المقبلة مع إعطائه حق الالتحاق دون خوض المسابقة التالية.

وعندما حصل على الشهادة الثانوية عام 1937، التحق في نفس العام بالكلية العسكرية في “حمص”، مستفيدًا من المعاهدة السياسية التي أبرمتها سوريا مع فرنسا عام 1936، والتي تنص على تدريب القوات السورية وتسليمها أمرة الجيش فيما بعد، وتخرج عام 1939.

تدرجه في الرتب العسكرية

تخرج عدنان في عام 1939 برتبة “مرشح ضابط”، ثم رُقي إلى رتبة “ملازم ثان” في عام 1940، وكلف بتدريب الجنود والرقباء، ثم عين مدربًا في “الكلية العسكرية”، وعرف عنه في تلك المرحلة التجرد والتفاني في أداء الواجب العسكري.

اصطدم خلال السنوات التي سبقت عام استقلال سوريا مع رؤسائه من الضباط الفرنسيين، ودافع خلالها عن مواقفه الوطنية الواضحة في أكثر من مناسبة، ولعل أبرزها عندما قام هو وزميله “الملازم أول” “هشام السمان” بنزع صورة “الجنرال ديجول” من صدر قاعة الاجتماع في “الثكنة العسكرية” التي يؤديان فيها الخدمة، ووضعا مكانها صورة للرئيس السوري “شكري القوتلي”، فصدر أمر بنقل الضابطين المتمردين إلى “بيروت” لمحاكمتهما، ولكن الاضطرابات وتفاقم الأحوال السياسية حالا دون إجرائها.

استقال عدنان في عام 1945 من خدمة القوات الخاضعة لأمرة القيادة الفرنسية، والتحق “بالقوات الوطنية” نواة “الجيش العربي السوري” التي شكلتها الحكومة السورية، واشتبكت خلالها مع القوات الفرنسية قبل الاستقلال عام 1946، وبعد الاستقلال وقع الاختيار عليه، وكان عضواً في لجنة استلام القطع العسكرية من السلطات الفرنسية، وكرم عدنان بمناسبة جلاء آخر جندي فرنسي، وكان أول ضابط يحمل العلم السوري في الاستعراض العسكري الذي أقيم بهذه المناسبة في يوم 17 أبريل 1946.

بعد استقلال سوريا عُين عدنان مديرًا لأول مدرسة عسكرية لتدريب وتخريج الدفعات الأولى والكبيرة من “صف الضباط”، الذين كانت الحكومة الوليدة بحاجة ماسة إلى سواعدهم وإخلاصهم، فعمل عدنان على تشجيع المواطنين على إرسال أبنائهم لخدمة الوطن سواءً العسكرية أو الإدارية، ولعل أثمن ما قام به في تلك الفترة هو “تعريب الأنظمة العسكرية” لتدريسها لطلاب المدرسة، وسهر مع معاونيه الليالي الطويلة فاستحقوا الثناء من “رئاسة الأركان العامة”، وخاصة بعد تأليف كتاب من ثلاثة أجزاء لتدريسه في “المدارس العسكرية”، ويعد كتاب “رتيب المشاة” أول كتاب عسكري طبع بعد الاستقلال باللغة العربية.

وبعد جلاء القوات الفرنسية في عام 1946 ساهم المالكي مساهمة فعالة في تأسيس الجيش السوري، حيث أسس مدرسة صف الضباط، وخرّج أولى دوراتها وكان مديرًا لدورات عدة في الكلية العسكرية.

موقفه من قيام الكيان الصهيوني

عند الإعلان عن قيام الكيان الصهيوني في عام 1948، كلفه الضابط الآمر “حسني الزعيم” بقيادة سرية للمشاة، والسيطرة على تلة تدعى “تل أبو الريش” كأول مهمة له على الجبهة الجنوبية، وكانت التلة تطل على مستعمرة صهيونية سيطر عليها جنود سوريون بقيادة المقدم “محمود بنيان”، وهذه المهمة أظهرت الشخصية العسكرية المحنكة للمالكي.

وبعد سيطرته على التل التي سميت فيما بعد باسم “تل المالكي”، قام العدو بخرق الهدنة وأصيب المالكي بشظايا قنبلة أطلقت عليه، وأصابته من الخلف أسفل رأسه، فأسعف إلى دمشق وخضع لعملية في رأسه لإخراج الشظايا المتناثرة من جسمه. ولم تكد جراحه تلتئم حتى عاد إلى ميدان الشجاعة، وتسلم قيادة فوج من الفلسطينيين الذين قام بتدريبهم خلال فترة الهدنة، لدعم “جيش الإنقاذ” بقيادة البطل “فوزي القاوقجي”، الذي حوصرت قواته في منطقة “الجليل الأعلى”، فدخل المالكي عبر الأراضي اللبنانية واستطاع فك الحصار وإنقاذهم.

وأثناء عودت المالكي تعرض الفوج الذي يقوده للحصار من قبل الجيش الصهيوني، وخشيت القيادة العسكرية أن يقع جنود وضباط الفوج في الأسر، ودام الحصار الذي ضربته القوات الاسرائيلية عدة أيام وليالٍ، لكن المالكي استطاع أن يكسر الحصار ويعود بالفوج سالمًا دون وقوع أي خسائر في الأرواح، فتم استقباله في القصر الجمهوري استقبال الأبطال، وكان في مقدمة المهنئين “رئيس الجمهورية” و”وزير الدفاع” وعدد كبير من ضباط القيادة و”الأركان العامة”، وحاز على عدة أوسمة تقديرية.

بعد ذلك تم إيفاده إلى فرنسا عام 1949. وفي عام 1950 رقي إلى رتبة “مقدم” وتسلم “إدارة الشعبة الثالثة” في “الأركان العامة”، وهي الشعبة التي تختص بشؤون التدريب و”العمليات العسكرية”. ثم أوفد إلى فرنسا مرة أخرى في عام 1951 من أجل “الدراسة التخصصية” في “المدرسة الحربية العليا في باريس”.

وبعد عودته من فرنسا أسندت إليه رئاسة “تفتيش الجيش والقوات المسلحة”، وبعد أن اصطدم مع العقيد “أديب الشيشكلي”، قام “الشيشكلي” بتسريحه وأدخله مع عدد من الضباط الوطنيين إلى “سجن المزة”، وبقي فيه سبعة أشهر، وبعد استقالة الشيشكلي، أعيد إلى الخدمة في الجيش، ورقي إلى رتبة “عقيد” في عام 1954، وأسند إليه منصب “معاون رئيس الأركان العامة”، وكان يعمل على توظيف الجيش لمصلحة “حزب البعث” الذي كان يتحالف معه بقوة.

اغتياله

خلال هذه الفترة حاولت جهات عدة جر الضابط الواعد إلى تياراتها السياسية، ولكنه رفض إدخال نفسه أولًا والجيش ثانيًا ضمن التقسيمات السياسية، مع دعمه للقوى والأحزاب الوطنية والتقدمية، وبعد فشل الأحزاب والتحالفات الخارجية من تهميش المالكي أو تجنيده لخدمة أهدافها الرخيصة، عمدت هذه الجهات إلى التخطيط لاغتياله، وبالفعل تم اغتياله يوم الجمعة الموافق 22 أبريل 1955، أثناء حضوره مباراة لفريق “الجيش السوري” و”خفر السواحل اللبناني” بالملعب البلدي.

وارتكب جريمة القتل رقيب في الجيش السوري يدعى “يونس عبد الرحيم”، كان مكلفًا بحراسة المنصة الرئيسية، أطلق ثلاث رصاصات على المالكي أنهاها بطلقة في رأسه، بعد ذلك صوَّب يونس عبد الرحيم المسدس على رأسه وانتحر.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • أبو الحجاج حافظ، شهيد العروبة: عدنان المالكي، دمشق، 1961.
  • رياض المالكي، ذكريات على درب الكفاح والهزيمة، دمشق: مطبعة الثبات، 1972، ص105-170.
  • رياض المالكي، سيرة الشهيد عدنان المالكي 1919 – 1955، دمشق: دار طلاس للدراسات والنشر، 2005.
  • سليمان علي الصباغ، مذكرات ضابط عربي في جيش الانتداب الفرنسي، دمشق: مطبعة كرم، 1978، ص208-209.
  • محمد نمر المدني، عدنان المالكي: ثلاث رصاصات في الملعب البلدي، دمشق: الدار الحديثة، 1996.
  • مسعود الخوند، الموسوعة التاريخية الجغرافية، ج10، بيروت: مؤسسة هانياد، 1997، ص225-227.