مولده ونسبه

هو “قُرة بن شريك بن مرثد بن الحارث بن حُبيش بن عبد الله بن ناشب العبسي”، حيث نجد أن المؤرخين اتفقوا في اسم قرة بن شريك ونسبه، ولكنهم اختلفوا في بعض أسماء أجداده. ولم نقف له على تاريخ أو مكان ميلاده، كما لم تهتم المصادر التي ترجمت له بذكر شيء عن أسرته.

ولايته على مصر

تتفق أغلب المصادر التاريخية على أن قرة بن شريك العبسي ولاه الخليفة الأموي “الوليد بن عبد الملك بن مروان” (705 – 715م) على أمر الصلاة والخراج بمصر خلفًا لأخيه “عبد الله بن عبد الملك بن مروان”، وكان ذلك في يوم الاثنين 13 ربيع الأول عام 90هـ/ 709م، حيث قام قرة بن شريك بإقرار “عبد الأعلى بن خالد” على الشرطة، وبعد أن توفي في عام 91هـ/ 710م، خلفه “عبد الملك بن رفاعة بن خالد الفَهمي” في نفس العام.

ومن الجدير بالذكر أن قرة بن شريك من أنشط الولاة الذين تولوا حكم مصر، وكان ذو عقلية إدارية كبيرة، يتمتع بكفاءة عالية، وحسن تدبير، وقام برفع الظلم عن الناس والرعية وأهل الأرض، وكان شديد على كافة عماله في الأقاليم. كما كان حريصًا على حماية الناس والرعية من ظلم عمال الأقاليم المصرية والجباة، وعمل جاهدًا على تحسين الأوضاع الزراعية والاجتماعية بولايته وزيادة الإنتاج والاهتمام بالجيش والأسطول البحري وغيرها من الأمور.

أعماله وإنجازاته

حرص قرة بن شريك على الاهتمام بالجيش، وذلك بالاهتمام بعطاء الجند وعطاء عيالهم قبل خروجهم للغزوات، كما اهتم بالأسطول البحري وصناعة السفن، إدراكًا منه بأهمية هذا الأمر في سيادة الخلافة الأموية على البحار في كافة الأقاليم التي فتحتها وعلى وجه التحديد البحر الأبيض والقلزم (البحر الأحمر).

ومن بين الإصلاحات المهمة التي قام بها قرة بن شريك، التي تدل على حسن إدارته ولاية لمصر، هي إعادة بناء وترميم السدود والقنوات لري الأراضي الزراعية.

ومن بين أعماله أيضًا الزيادة في جامع عمرو بن العاص بالفسطاط سنة 92هـ، حيث جعل على بنائه “يحيي بن حنظلة”، الذي قام بهدمه وبنائه من جديد، وأدخل فيه الطريق الشرقي ودار عمرو بن العاص، وجعل له أحد عشر بابا. وقد فرغ من البناء عام 93هـ، ونصب بالجامع منبر جديد سنة 94هـ.

وقد قام بتعمير “بِركة الحبش” من الموات، وهي من أشهر برك مصر، وتقع في ظاهر الفسطاط من قبليها بين الجبل والنيل، فغرسها قرة قصبًا، وعرفت فيما بعد بإسطبل قرة وأيضًا بإسطبل قامش وتناقلت حتى صارت تعرف باسم بركة الحبش.

وفاته

توفي قرة بن شريك في عام 96ه/ 715م، فكانت مدة ولايته ست سنين إلا أياما.