شارع أحمد محرم

الاسم

أحمد محرم بن حسن بن عبدالله الشركسي

اسم الشهرة

أحمد محرم

ميلاده ونشأته
ولد “أحمد محرم بن حسن بن عبدالله الشركسي” يوم السبت 5 محرم 1294هـ، الموافق 20 يناير 1877م، في حي “باب الوزير” من أحياء القاهرة كان والديه تركيين، الأب تركي خالص النسب لم يختلط دمه بدم عربي أما الأم فاختلط نسبها بالدم المصري وتنسب لعائلة الدرملي بالقاهرة، وككثير من كبار الأدباء والمفكرين في مصر ممن امتزجت فيهم عدة أعراق فإن الشاعر أحمد محرم قد ورث خصائص الدم التركي والمصري حيث تكون مزاجة من مجموع هذه الخصائص.

وفي طفولته ذهب أحمد محرم مع والده الذي نقل إلى البحيرة وهناك ابتدأ حياة جديدة وتعرف فيها على الريف وعرف حياة البسطاء من الفلاحين ومدى توغل الشعور الديني لدى البسطاء. وقد قام والده بإلحاقه بأحد الكتاتيب حيث تلقى فيه مباديء القراءة والكتابة وشيئًا كثيرًا من القرآن الشريف، ولما قوي ذهنه وأصبح مستعدًا للاستاذة من العلوم والمعارف انتقى له والده أستاذًا من علماء الأزهر الشريف تلقى على يديه علوم اللغة العربية وآدابها بالإضافة إلى مجموعة من قواعد الدين وأحكامه، ولم يكن قد تجاوز الاثنى عشر عامًا.

ثم أرسله والده إلى إحدى المدارس الحكومية بالقاهرة، وكانت نفسه قد انطبعت على حب اللغة العربية وعلومها، فلم يجد في هذه المدرسة ما يريد من العلوم، فشكى ذلك إلى والده، فقام بنقله إلى مدرسة أخرى أكبر من الأولى، إلا أن أحمد محرم الذي لم يكن يريد إلا منزلة “المتنبي” ومقام “البحتري” لم تعجبه أكبر المدارس المصرية التي ضعفت فيها اللغة العربية بسبب الاحتلال البريطاني لمصر، فاستأذن والده في الانقطاع عن المدرسة بقصيدة أوضح فيها ما يجول في نفسه، فأذن له في العودة إليه، ووضع مكتبته الكبيرة بين يديه ليعكف على الدرس والمطالعة، كما ساعده والده على جلب ما يريد من الكتب التي لا توجد بالمكتبة، واشترك له في أشهر المجلات وأكبر الصحف. وكان يحفزه على الإجادة في نظم الشعر بالجوائز الكبيرة وعقد المناظرات مع كبار الأدباء.

حياته ومكانته الأدبية
وعندما بلغ أحمد محرم الخامسة عشر من عمره قام بالكتابة في الصحف السياسية والمجلات العلمية.

وفي دمنهور تعرف محرم على الشيخ “جاد علوان”، الذي كان شيخًا ذائع الصيت عالم باللغة وأسرارها وعنده حضر مجالس أدبية ودينية القي فيها بعض قصائده المبكرة وهي القائد التي لفتت إليه الأنظار بقوة حتى أن الكثير من رواده ندوه الشيخ جاد كانوا يحفظون هذه القصائد عن ظهر قلب، وفي هذه المرحلة الباكرة من حياته بدأت متابعه فهو بطبعه أميل للعكوف على القراءة والدرس بمفرده وأميل للعزلة والتفكير.

ولما برزت على ساحة العمل الوطني قضية فلسطين ومأساة شعبها بعد وعد بلفور سنة 1917، كان أحمد محرم في طليعة الشعراء العرب الذين أيقظوا الوجدان والشعور، وعلا صوتهم بالجهاد والنضال، وجعل من شعره أداة لبث الحمية في النفوس.

ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة “البعث والإحياء” في الشعر العربي التي حمل لواءها محمود سامي البارودي، ثم تبعه أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم، الذين أدوا دورهم القوي في تجديد الديباحة الشعرية، وإعادتها إلى بهائها السالف في عهد الشعراء الكبار كأبي تمام والبحتري والمتنبي.

حظي أحمد محرم بالكثير من التوقير والاحترام من معاصريه من الأدباء الكبار الذين عرفوا قيمته وحينما قدم محرم، الإلياذة الإسلامية والتي حكي فيها بمد الآلاف الأبيات تاريخ الإسلام وسير الخلفاء وأيام الفتوحات، كان قد أخذ مكانه التي يستحقها كشاعر ملتزم بقضايا أمته وبطريقة العرب في الشعر حيث كان يري الكلام الكثير عن التجديد ضربًا من اللغواء والثرثرة وأن التجديد الحقيقي هو الغاء كلمة جديدة على مسامع الدهر ولكن بحفاظ كامل على الأوزان والقوافي وإحياء اللغة وإلباسها أثوابًا جديدة وقد كان بالفعل يغاله في الشعر القصصي ضرب هام من ضروب التجديد لم يكن موجودًا في الشعر العربي قبل “الإلياذة الإسلامية” بهذه الروعة والضخامة والامتداد، وكان طبيعيًا وأحمد محرم مشغول بشعره مهموم بأمته أن تتعثر حياته حيث عاني كثيرًا من شطف العيش وخشونته مع عدم انتظامه في عمل ثابت يليق به.

وما كاد ينشر بواكير هذا العمل الخالد على صفحات جريدة البلاغ، وجريدة الفتح، ومجلة الأزهر، حتى استقبلته أقلام الكتاب في مصر والشام والعراق بالثناء والتقدير، وعلى الرغم من أن أحمد محرم قد أتم نظم هذا الديوان، فإنه لم يُنشر في حياته، وبقي مخطوطاً حتى طبع في القاهرة سنة 1963.

وإذا كان أحمد محرم قد تناول النقد وكتب العديد من الأبحاث مثل “الشعر الباكي في الأدب العربي” و”شعر الهجاء” و”أدباؤنا المنسيون”، و”الشعر العصري”، إلى جانب نقده للعديد من أثار شعراء عصره مثل النقد الذي كتبه حول ديوان “الشعلة” لأحمد زكي أبو شادي، ونقده لقصائد “حافظ إبراهيم” و”توفيق البكري” و”إسماعيل صبري”، إلا أن أثاره الشعرية الكبرى تبقي الأثر الأهم الذي يحفظ له مكانه عالية لم يدانيه فيها حتى الآن أحد فشاعر الإلياذة الإسلامية هو الذي أصدر الجزء الأول من ديوانه سنة 1908 على حين ظهر الجزء الثاني في 1920. و”ديوان مجد الإسلام” هو عمل هائل ونادر في أربعة أجزاء وسجل خلالها حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأشهر غزواته وسرياه في خمسة آلاف ومائتي بيت.

عاش أحمد محرم حياته في مدينة دمنهور بعيدًا عن أضواء العاصمة، مترفعًا عن السير في ركاب الحاكمين والوزراء، أو التزلف إلى أصحاب الجاه والسلطان، وكانت فيه عفة وإباء، فلم يمدح ملكًا، أو يتملق رئيسًا أو يعرف في الحق لينًا.

تكريمه
نال أحمد محرم شهادة الامتياز بين شعراء النيل من لجنة التحكيم التي تولت أمر النظر في القصائد المقترحة على كبار الشعراء في عيد الجلوس الخديوي سنة 1910. كما نال حوالي 15 جائزة في مسابقات شعرية ونثرية أخرى. 

وفاته
توفي أحمد محرم في 13 يونيو 1945 عن عمر يناهز الثمانية والستين عامًا بعد أن ترك إرثًا شعريًّا عظيمًا.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • أحمد عبيد، مشاهير شعراء العصر في الأقطار العربية الثلاثة: مصر وسورية والعراق، القسم الأول: شعراء مصر، دمشق: المكتبة العربية، سبتمبر 1922، ص114-143.
  • محمود صالح، الشاعر أحمد محرم .. رائد الشعر القصصي وصاحب “الإلياذة الإسلامية”، موقع إسلام أون لاين، اطلع عليه بتاريخ 21 سبتمبر 2024، رابط الإتاحة: https://islamonline.net/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B9%D8%B1-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D8%B1%D9%85-%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5%D9%8A-%D9%88%D8%B5/
  • مؤمن منصور فنون، أحمد محرم، موقع موضوع، مؤرشف من الأصل بتاريخ 18 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 سبتمبر 2024، رابط الإتاحة: https://mawdoo3.com/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%85%D8%AD%D8%B1%D9%85