مولده ونشأته:

ولد “محمد أمين عبد الله فكري محمد بليغ” في القاهرة سنة ١٨٥٦م، وقد تربى في كنف والده الأديب والشاعر “عبد الله باشا فكري”، الذي ألحقه بالمدارس الأميرية (الحكومية) على عهد الخديو إسماعيل. وتميز أمين عن زملائه بالذكاء والاجتهاد، فكان امتيازه هذا داعيًا إلى إرساله في جملة الشباب الذين أرسلهم الخديو إسماعيل إلى “آكس” بفرنسا لتلقي علم الحقوق، وبعد أن اتمامه دراسة القانون في تلك الجامعة، وحصل على شهادتها عاد إلى مصر.

وظائفه:

وبعد أن عاد أمين فكري إلى مصر تم تعيينه في المحكمة المختلطة، ثم وُلي رئاسة النيابة في مصر سنة ١٨٨٨م. وقد أثبت في هذا المنصب جدارته له؛ فكان نزيهًا نشيطًا، قدوة العاملين، ومثال اللطف والدعة، وهو مع ذلك لا يفتر عن المطالعة والبحث، فألَّف في أثناء ذلك كتابًا مطولًا في (جغرافية مصر والسودان).

ثم عُين في سنة ١٨٨٩م قاضيًا في محكمة الاستئناف الأهلية، فلم تزداد الحكومة إلا ثقة به واعتمادًا عليه، وفي السنة التالية انتدبت الحكومة والده عبد الله فكري باشا لرئاسة الوفد العلمي المصري في المؤتمر الذي انعقد في “استكهولم” عام 1889م، فصحبه نجله أمين فكري في جملة أعضاء الوفد، فشاهد أوروبا ودرس أحوالها، فلما عاد كتب رحلة والده هذه وسماها (إرشاد الألبا إلى محاسن أوروبا)، طبعت بمصر سنة ١٨٩٢م في كتاب ضخم.

ونظرًا لما تمتع به أمين فكري من الجد والاجتهاد والكفاءة، قامت الحكومة المصرية بتعيينه محافظًا للإسكندرية، وذلك عندما قررت الحكومة أن تنتدب لخدمة مصالحها الإدارية رجالًا من أهل القضاء، فكان أمين في جملة من تولى مصالح الإدارة، فتولى محافظة الإسكندرية في 15 نوفمبر 1894، واستمر محافظًا لها حتى 28 فبراير 1896، وقد اكتسب خلالها حب أهالي الإسكندرية.

ثم انتدب لنظارة الدائرة السنية سنة ١٨٩٥م، واستمر في هذا المنصب حتى داهمه المرض، وتوفي على أثره.

وفاته:

توفي أمين فكري باشا في ١٧ يناير 1899م عن ٤٤ عامًا، على أثر مرض كان يتردد إليه حينًا بعد آخر.

مؤلفاته:

• جغرافية مصر والسودان.
• إرشاد الألبا في محاسن أوروبا.

عني بنشر مآثر والده عبد الله فكري، فجمع منظوماته ورسائله في كتاب سماه “الآثار الفكرية”، وطبعه ونشره، وله كثير من الرسائل والمنظومات، ولو مُدَّ في أجله وأوتي صحة لجاء بما يخلد ذكره؛ لأنه كان أهلًا للعمل بما طبع عليه من الذكاء والنشاط، ولكن عاجلته المنون.