شارع ابن طفيل

الاسم

أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن طفيل القيسي الأندلسي

اسم الشهرة

ابن طفيل

فيلسوف، ومفكر، وقاضٍ، وفلكي، وطبيب، وشاعر عربي أندلسي، اشتهر بكتابه “حي بن يقظان”، الذي حاول فيه التوفيق الفلسَفِي بين المعرفة العقلية والمعرفة الدينية، وله إسهامات كثيرة في الفلك والطب والشعر.

مولده ونشأته:

هو “أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن طفيل القيسي الأندلسي”، ولد في مدينة “وادي آش” بالقرب من مدينة “غرناطة بالأندلس، في عام 1100م، على وجه التقريب.

درس الفلسفة والطب علي يد أعظم فلاسفة الأندلس وأطبائها، وكان صديقًا “لابن رشد”، ويعتبر عالمًا من العلماء اللواحق في عصر الحضارة الإسلامية، وكانت له معرفة جيدة وشاملة بمختلف العلوم، خاصة في الطب، والفلسفة، والفلك.

وظائفه:

لقد شغل ابن طفيل عدة مناصب، فعمل في البداية كاتبًا في ديوان والي غرناطة، ثم في ديوان الأمير “أبي سعيد بن عبد المؤمن” حاكم طنجة؛ ثم أصبح وزيرًا وطبيبًا للسلطان الموحدي “أبي يعقوب يوسف بن المأمون”، الذي تولى الخلافة بعد وفاة أبيه عام 558هـ، ذلك الخليفة الموحدي الذي كان يجمع بين المعرفة بعلوم الدين والاهتمام بالفلسفة وعلومها.

وكان يحيط نفسه بحاشية من العلماء والفقهاء والفلاسفة، وكان يهتم بجمع الكتب بمختلف أنواعها، ولأنه كان يجمع كتب الفلسفة لبحثها ودراستها، فقد طلب من ابن طفيل أن يعمل على تلخيص كتب أرسطو، ولكن ابن طفيل، لسبب أو لآخر، انتدب صديقه فيلسوف قرطبة، ابن رشد، لهذه المهمة.

ويقال إن ابن طفيل كان له تأثير كبير على الخليفة، وقد استغل ذلك في جلب العلماء إلى البلاط، ونذكر منهم بصفة خاصة الفيلسوف والطبيب ابن رشد الذي قدمه ابن طفيل عندما تقدم به السن إلى السلطان ليقوم بشرح كتب أرسطو وليخلفه في عمله كطبيب، وقد ظل ابن طفيل في بلاط السلطان حتى وفاته.

وفاته:

توفي ابن طفيل بمراكش في عام 581هـ/1185م، وقد مشي السلطان في جنازته، وهذا يدل على مدى الحظوة التي كان يتمتع بها ابن طفيل لديه.

بعض إسهاماته العلمية:

  • في مجال الطب:

يذكر بعض المؤرخون أن ابن طفيل ألف في الطب كتابًا من مجلدين، كما ذُكر أنه كان بين ابن الطفيل وابن رشد مراجعات ومباحث في “رسم الدواء” جمعها ابن رشد في كتابه “الكليات”، كما كانت لابن طفيل أرجوزة في الطب تتألف من 7700 بيت.

  • في الفلك:

يقال إن ابن طفيل كانت له آراء مبتكرة في الفلك ونظريات في تركيب الأجرام السماوية وحركاتها، ويقول الباحث الفرنسي “ليون جوتيه” في كتابه عن ابن طفيل: “على الرغم من عدم وجود أي شيء مكتوب عن الفلك، باستثناء بعض الفقرات القصيرة في كتاب حي ابن يقظان، فإننا نعرف أن ابن طفيل لم يكن راضيًا عن النظام الفلكي الذي وضعه “بطليموس”، وأنه فكر في نظام جديد”.

واستشهد الكاتب على ذلك بما كتبه كل من ابن رشد و”البطروجي”، فابن رشد في شرحه الأوسط لِـ “الآثار العلوية” لأرسطو، انتقد بدوره فرضيات بطليموس عن تكوين الأفلاك وحركاتها، وقال إن ابن طفيل يتوفر في هذا المجال على نظريات رائعة يمكن الاستفادة منها كثيرًا، كما أن البطروجي في مقدمة كتابه الشهير عن الفلك، ذكر أن ابن طفيل أوجد نظامًا فلكيًا ومبادئ لحركاته، غير تلك المبادئ التي وضعها بطليموس.

وتساءل ليون عن احتمال أن تكون فرضيات ابن طفيل تشتمل على بعض العناصر الأساس من الإصلاح الفلكي العظيم الذي جاء به “كوبرنيك” و”جاليلي” بعد أربعة قرون.

مؤلفاته:

  • “مراجعات ومباحث” التي جرت بين “ابن طفيل” وابن رشد في “رسم الدواء”، جمعها ابن رشد في كتابه “الكليات”.
  • “أرجوزة في الطب”.
  • “رسالة في النفس” في الفلسفة.

“حي بن يقظان”، وهي قصة فلسفية عرض فيها أفكاره الفلسفية عرضًا قصصيًا، محاولاً التوفيق فيها بين الدين والفلسفة، وقد عرفت هذه القصة في الغرب منذ القرن السابع عشر، وترجمت إلى عدة لغات، منها اللاتينية، والعبرية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والهولندية. وكما يبدو في هذه القصة الفلسفية، التي سبق ظهورها عصر النهضة في أوروبا، وعصور كوبرنيق وجاليليو ونيوتن وأينشتاين، وغيرهم من أقطاب الفلك الحديث، يتضح مسعى ابن طفيل في إظهار الدلائل الإيمانية والتأملية معاً في منظومة الخلق والكون.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • أحمد أمين، مقدمة “حي ابن يقظان”، القاهرة: دار المعارف، 1952.
  • حسين مؤنس، تاريخ الفكر الأندلسي، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، 1955، ص348.
  • خير الدين الزركلي، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، مج7، بيروت: دار العلم للملايين، 1986، ص128.
  • علي عيد، ابن طفيل: فيلسوف ومؤلف اتحفنا بـ”حي بن يقظان”، البيان، 3 أكتوبر 2006، رابط الإتاحة: https://www.albayan.ae/sports/2006-10-03-1.950073
  • محمد فارس، موسوعة علماء العرب والمسلمين، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1993، ص40-41.
  • ويل ديورانت، قصة الحضارة، المجلد الرابع، الجزء الثاني، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2001، ص369.