شارع العادل أبو بكر
الاسم | سيف الدين أبو بكر أحمد بن أبي الشكر أيوب بن شادي بن مروان |
اسم الشهرة | العادل أبو بكر |
مولده ونشأته:
هو سيف الدين أبو بكر أحمد بن أبي الشكر أيوب بن شادي بن مروان، الملقب بـ “العادل أبو بكر”، شقيق صلاح الدين الأيوبي. ثالث سلاطين الدولة الأيوبية في مصر.
ولد في بعلبك عام 538هـ/1145م، ونشأ في كنف والده “نجم الدين أيوب”، وكان من كبار رجالات السلطان “نور الدين محمود بن زنكي”. رحل إلى مصر مع أبيه سنة 565هـ/1170م، وكان صلاح الدين قد ولي وزارتها للخليفة الفاطمي “العاضد” سنة 564هـ/1169م عقب وفاة عمه “أسد الدين شيركوه” قائد جيش نور الدين.
مهامه تحت قيادة صلاح الدين:
ومن المرجح أن أول ما ولي من الأعمال لصلاح الدين حين استقل بحكم مصر بعد وفاة نور الدين سنة 569هـ/1173م قيادته لجيش أرسل إلى أسوان لإخماد ثورة هناك تريد إرجاع الخلافة الفاطمية، وقد تمكن من القضاء عليها في صفر سنة 570هـ/1174م. ثم استنابه صلاح الدين على مصر لما توجه إلى بلاد الشام في ربيع الأول سنة 570هـ/1174م، ليبدأ سياسته في توحيدها مع مصر تحت سلطانه، وقد بقي نائبًا له فيها حتى فتح صلاح الدين حلب سنة 579هـ/1183م فولاه إياها، ثم أعاده إلى ولاية مصر سنة 582هـ/1186م على أن يكون “أتابك” ابنه “العزيز عثمان”.
وعقب فتح صلاح الدين لمدينة عكا في جمادى الأولى 583هـ/1187م، توجه العادل من مصر إلى أخيه صلاح الدين وهو على حصار صور، ثم رافقه إلى عسقلان حتى فتحت في آخر جمادى الأخرى فولاه إياها، وشارك صلاح الدين في فتح بيت المقدس في رجب من السنة نفسها، وتولى استيفاء الفدية التي ضربت على الصليبيين فيها.
بعد ذلك عاود مع صلاح الدين حصار صور، فلما امتنعت عليهما رحل صلاح الدين عائدًا إلى عكا، وسار العادل إلى مصر، وبقي فيها حتى سنة 584هـ/1188م، ثم توجه إلى الشام، فأقامه صلاح الدين في “تبنين” ليحفظ البلاد أثناء توجهه لفتح جبلة، اللاذقية، وحين عاد صلاح الدين من فتح جبلة واللاذقية، أعطى العادل الكرك وأخذ منه عسقلان، ثم أذن له بالعود إلى مصر.
وكان الصليبيون قد أعادوا تجميع صفوفهم، فخرجوا من صور نحو عكا لمحاصرتها، ونزلوا عليها في رجب سنة 585هـ/1189م، فكتب صلاح الدين للعادل يستدعيه من مصر مع العساكر، فتوجه إليه وبقي ملازمًا له.
وحينما توفي “تقي الدين عمر” في سنة 587هـ، والذي كان يتولى حماة والرها وحران وسميساط، فولى صلاح الدين تلك البلاد للعادل على أن ينزل عن إقطاعه في مصر، وأن يبقى له في الشام الكرك والشوبك والصلت والبلقاء، فسار العادل إلى حران في جمادى الأولى سنة 588هـ يرتب أمورها.
وفي سنة 589هـ/1193م توفي صلاح الدين فقدم العادل من الكرك إلى دمشق، ولم يطل المقام فيها بل رحل طالبًا بلاده الرها وحران وسميساط خوفًا عليها من حاكم الموصل.
وكان صلاح الدين قبل وفاته قد ولي ابنه “الأفضل” على دمشق وتوابعها، وولي ابنه “العزيز عثمان” مصر، وابنه “الظاهر غازي” حلب وتوابعها.
العادل وتوحيد الدولة الأيوبية:
وسرعان ما نشب بين الأخوين العزيز والأفضل صراع، حاصر العزيز على إثره دمشق مرتين، الأولى في سنة 590هـ، والثانية سنة 591هـ، وقد استعان الأفضل فيهما بعمه العادل الذي استفاد من هذا الصراع بين الأخوين بعودة إقطاعه في مصر في الأولى، ثم بإقامته في مصر بالثانية استعداداً للانقضاض على دمشق.
وقد سنحت له الفرصة في سنة 592 هـ/1196م حيث سقطت دمشق بيد العزيز عثمان والعادل، وأخرج الأفضل منها إلى صرخد، وأصبح العادل على إثرها نائبًا للعزيز في دمشق وأعمالها.
وحين قدمت الحملة الألمانية إلى عكا سنة 593هـ/1197م، استطاع العادل أن يقف في وجهها، ويستولي على يافا بهجوم مباغت، ورد الصليبيون على ذلك باستيلائهم على بيروت، غير أن العــادل تجنب الاصطدام بهم في معركــة، مفضلاً عقد هدنــة معهم، وقد تم له ذلك في سنة 594هـ/1198م، وكانت مدة الهدنة خمس سنين وثمانية أشهر، وأتاحت له هذه الهدنة الاســتيلاء على مصر عقب وفاة العزيز عثمان في سنة 595هـ، طاردًا منها الأفضل الذي حاول حكمها نائبًا لابن العزيز، ثم خلع ابن العزيز، واستقل بحكم مصر في سنة 596هـ/1200م، واستدعى ابنه الكامل من حران ليكون نائبه فيها.
وهكذا تمكن العادل بعد نحو سبع سنين من وفاة صلاح الدين أن يصبح سلطان مصر وبلاد الشام، وأن يعيد توحيد البيت الأيوبي تحت سلطانه.
سياسته تجاه الصليبيين:
كان الملك العادل يعتقد أنه أحق الناس بالسلطنة بعد أخيه صلاح الدين، إلا أنه لم يتابع سياسة أخيه في مقاومة الصليبيين، بل آثر مسالمتهم، فما كانت تنتهي هدنة حتى يسارع إلى تجديدها حتى انتهت آخر هدنة في سنة 614هـ/1217م، حيث كانت (الحملة الصليبية الخامسة) في طريقها إليه، ولما وصلت طلائعها إلى عكا خرج من مصر إلى الشام، فبرز الصليبيون لقتاله، فانحرف عنهم إلى بيسان من الأردن، ثم اتجه نحو دمشق.
وما كاد يستقر فيها حتى فوجئ بالحملة الصليبية تصل إلى عكا، ثم تشق طريقها بحراً نحو دمياط، وقد استطاع الصليبيون في آخر جمادى الأولى سنة 615هـ/1218م من الاستيلاء على برج دمياط، وهو برج منيع، وكان سقوط هذا البرج مؤذنًا بسقوط دمياط في أيديهم.
وفاته:
عندما وصل خبر سقوط دمياط في أيدي الصليبيين إلى العادل، وهو بالشام، وقع مريضًا، وسرعان ما توفي في جمادى الأخرى 615هـ/ أغسطس 1218م، فدفن بقلعة دمشق، ثم نقل في سنة 619هـ/1222م إلى تربته في المدرسة العادلية الكبرى بدمشق، وكان قد بدأ بإنشائها في سنة 612هـ/1215م وأتمها من بعده ابنه “المعظم عيسى”.
البوم الصور
موقع اللوحة بالشارع
المصادر والمراجع
- إبراهيم الزيبق، العادل الأيوبي، الموسوعة العربية، مج12، ص730، رابط الإتاحة: http://arab-ency.com.sy/detail/7418
- سعيد عبد الفتاح عاشور، الأيوبيون والمماليك في مصر والشام، القاهرة: دار النهضة العربية، 1996، ص73-84.
- عبد المحسن طه رمضان، تاريخ مصر الإسلامية وحضارتها في العصرين الأيوبي والمملوكي، القاهرة: دار القدر، 2010.
- قاسم عبده قاسم وعلي السيد علي، الأيوبيون والمماليك: التاريخ السياسي والعسكري، القاهرة: عين للدراسات والبحوث، 1995، ص86-94.
- محمد سهيل طقوش، تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام وإقليم الجزيرة 569-661هـ، القاهرة: دار الملايين، 2000، ص229-299.