شارع تقى الدين المقريزى

الاسم

تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد

اسم الشهرة

المقريزي

مولده ونشأته:

هو تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد، اشتهر جده بالمقريزي، واشتهر والده بابن المقريزي، وقد لقب بالمقريزي نسبة إلى حارة “المقارزة” بمدينة بعلبك. وقد نزحت أسرته من بعلبك إلى مصر طلبًا للحياة الكريمة، وتولى والده القضاء بمصر.

وقد ولد مؤرخنا المقريزي في حارة برجوان بالقاهرة عام 764هـ/ 1364م، ونشأ نشأة علمية دينية حسنة، وقد أظهر المقريزي منذ سنواته الأولى شغفًا نحو العلم، وكانت لأسرته عظيم الأثر في ذلك، فقد كفل تعليمه جده لأمه وهو “ابن الصائغ الحنفي”، الذي قام بتعليمه وتحفيظه القرآن الكريم وتدريسه أصول المذهب الحنفي، فلما بدت عليه علامة النجابة والذكاء أرسله إلى كبار شيوخ عصره فأخذ عنهم العلوم المختلفة؛ كالفقه والحديث واللغة والقراءات والنحو والأدب والتاريخ.

ومن شيوخه الذين أخذ منهم: الشيخ برهان الدين الآمدي، وشيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، والحافظ زين الدين العراقي، وابن حجر الهيثمي، وابن دقماق، والنجم بن رزين، وابن أبي الشيخة.

وكان من أشهر من أخذ عنهم المقريزي علامة عصره “عبد الرحمن بن خلدون” (توفي 1405م)، وقد تأثر المقريزي بآراء ابن خلدون، ووصفه بأنه أستاذه، وكرر ذلك كثيرًا في كتابيه “الخطط المقريزية” و”السلوك”، ويتضح هذا التأثير في كتابات مؤرخنا التي تعلو فيها النغمة الاقتصادية والاجتماعية، كما تتجلى فيها الرؤية التحليلية الناقدة للأحداث التاريخية.

تلاميذ المقريزي:

أصبح المقريزي علمًا من أعلام عصره بعد أن جمع من الفنون والعلوم الكثير، فقصده طلبة العلم من كل الأنحاء، وتتلمذ على يديه الكثير من كبار العلماء والمؤرخين، نذكر منهم على سبيل الثمال لا الحصر: المؤرخ “ابن تغري بردى” (توفي 874هـ) صاحب كتاب (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة)، والكثير من المؤلفات. و”الحافظ السخاوي” (توفي 902هـ) صاحب كتاب “الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع”، وغيره.

مناصب المقريزي

وظائفه التي تولاها:

تولى المقريزي الكثير من الوظائف التي كانت لها دور في صقل الجانب المعرفي لديه واغنائه، بما يخدم توجهه لكتابة التاريخ، وتوظيف هذه الخبرات والمعارف في ذلك انعكاس دراسته النظرية والخبرة التي اكتسبها من وظائفه التي تقلدها. إذ تقلد العديد من الوظائف الديوانية، والخطابة بجامع عمرو وبمدرسة الناصر حسن، والإمامة بجامع الحاكم.

إلا أن النقلة النوعية المهمة في حياته تمثلت بتوليه وظيفة المحتسب، إذ عينه السلطان “برقوق” محتسبًا للقاهرة والوجه البحري في سنة 801هـ/ 1398م، وهذا العمل كان من الأعمال المهمة في ذلك الوقت والتي من خلالها اطلع على أحوال مصر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتي سطرها في كتبه مثل الأسعار، والضرائب، والإجراءات الرسمية المتخذة بشان تلك القضايا.

وقد سافر إلى دمشق بصحبة السلطان “الناصر فرج بن برقوق”، وأخذ يتردد عليها في فترة كانت مليئة بالفوضى السياسية، حتى عام (815ه/ 1412م)، وتولى بها نظر وقف البيمارستان النوري، وتدريس دار الحديث الأشرفية، والمدرسة الإقبالية، وعرض عليه الناصر فرج أثناء وجوده بالشام قضاء الشافعية، لكنه رفض.

ثم عاد المقريزي إلى القاهرة بعد مكوثه في دمشق عشر سنوات، وآثر التفرغ للعلم والدرس حتى اشتهر ذكره وذاع صيته، بعد أن سئم الوظائف الحكومية. ولكن بعد ذلك ترك القاهرة إلى مكة لغرض الحج سنة 834هـ/1431م، ومكث هناك خمس سنوات، ظل فيها يدرس ويصنف الكتب. ثم رجع إلى القاهرة سنة 839هـ/ 1435م، وسكن في حارته، وهي حارة برجوان التي نشأ وترعرع فيها، وأضحت داره ندوة للعلم ومقصد الطلاب والعلماء، وقضى فيها بقية حياته.

المقريزي وتاريخ مصر الإسلامية:

كان المقريزي يتمتع بشخصية مرموقة بين سائر المؤرخين الإسلاميين المصريين من حيث دقته في الرواية ونشاطه الواسع وعمله الدءوب وسعة دائرة أبحاثه ودراساته واهتمامه الفائق بالجانب الاجتماعي والإحصائيات السكانية التاريخية.

وقد شملت مؤلفاته تاريخ مصر السياسي والحضاري منذ الفتح الإسلامي إلى عصر دولة المماليك البحرية والمماليك البرجية، وذلك في مؤلفات عدة، وهي:

  • البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب.
  • عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط.
  • اتعاظ الحنفا بإخبار الأئمة الفاطميين الخلفا.
  • كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك، الذي أرخ فيه تاريخ مصر منذ بداية الدولة الأيوبيةودولة المماليك، وانتهى فيه إلى أواخر سنة 844هـ/1440م، أي قبيل وفاته.
  • المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، ويعرف بالخطط المقريزية.
  • إغاثة الأمة بكشف الغمة.
  • المقفى الكبير أو التاريخ الكبير المقفى: في تراجم أهل مصر والواردين إليها. 

مؤلفات المقريزي الأخرى:

بالإضافة إلى كتب التاريخ السابق ذكرها كان للمقريزي مؤلفات أخرى كثيرة في المجالات الشرعية والتاريخية والأدبية، منها:

  • إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع.
  • تاريخ الأقباط.
  • شذور العقود في ذكر النقود.
  • المقاصد السنية في معرفة الأجسام المعدنية.
  • الأوزان والأكيال الشرعية.
  • الإلمام بأخبار من بأرض الحبشة من ملوك الإسلام. 

وفاة المقريزي:

توفي المقريزي يوم الخميس الموافق 16 رمضان 845هـ/ 1442م، ودفن بمقبرة الصوفية (البيبرسية) خارج باب النصر من القاهرة.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • حسن حافظ، المقريزي عمدة مؤرخي مصر، جريدة الجريدة الكويتية، بتاريخ 13 سبتمبر 2009.
  • حسين عاصي، المقريزي: مؤرخ الدول الإسلامية في مصر، بيروت: دار الكتب العلمية، 199
  • خلدون خليل الحباشنة، المقريزي ومنهجه في كتابه (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار)، مجلة دراسات العلوم الإنسانية والاجتماعية، المجلد 46، العدد 2، جامعة الأردن، 2019، ص283-284.
  • محمد مصطفى زيادة وآخرون، دراسات عن المقريزي “مجموعة أبحاث”، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1971.