شارع جواد حسنى

الاسم

جواد علي حسني

اسم الشهرة

جواد حسني

مولده ونشأته:

ولد جواد علي حسني بحي جاردن سيتي بالقاهرة في 20 إبريل 1935، وبعد أن نال شهادة إتمام الدراسة الثانوية عام 1952، التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة في العام الدراسي 1952-1953، وفي السنة النهائية من دراسته بالكلية قرر التطوع للدفاع عن الوطن أثناء تعرضه للعدوان الثلاثي.

تأميم القناة والعدوان الثلاثي:

في يوم 26 يوليو عام 1956م أعلن الرئيس “جمال عبد الناصر” قرار تأميم قناة السويس لتصبح شركة مساهمة مصرية وبذلك تتحصل مصر علي إيراداتها وتكون هي مصدر تمويل بناء السد العالي.

وذلك لأنه عندما طلب عبد الناصر من البنك الدولي تمويل بناء السد العالي إشترطت كل من إنجلترا وأمريكا أن تركز مصر برنامجها التنموي على السد العالي بتحويل ثلث دخلها القومي لمدة عشر سنوات لهذا الغرض، ووضع ضوابط للحد من التضخم، ومنح عقود البناء على أساس المنافسة مع رفض قبول أي مساعدة من الكتلة الشرقية، وألا تقبل مصر قروضًا أخرى أو تعقد إتفاقيات في هذا الصدد دون موافقة البنك الدولي.

واستاء عبد الناصر من تلك الشروط وبعد مفاوضات وافق أن يكون للبنك حقوق معقولة في تفقد إجراءات مقاومة التضخم. وكان لإرتباط قرض البنك الدولي ببريطانيا والولايات المتحدة آثار سلبية على التنفيذ؛ فقد أراد الطرفان إخضاع مصر لإستراتيجيتهما في منطقة الشرق الأوسط مقابل تمويل بناء السد العالي. وتزامن ذلك مع بداية مرحلة ساءت خلالها العلاقات المصرية البريطانية بسبب رفض مصر دخول حلف بغداد الذي إنضمت إليه كل من بريطانيا وتركيا وباكستان والعراق وأرادت بريطانيا أن تضم مصر إليه أيضا في محاولة منها للحصول علي نفوذ سياسي وعسكرى في المنطقة إلا أن مصر رفضت وإلي جانب ذلك كانت مصر قد بدأت في توسيع نفوذها السياسي في منطقة الخليج العربي مما هدد المصالح البريطانية في المنطقة بالإضافة إلى إعتراف مصر بجمهورية الصين الشعبية وإنعكس ذلك بالطبع سلبيا علي عملية تمويل مشروع بناء السد العالي.

وقد رد عبد الناصر على الأصوات التي تعالت في بريطانيا تنادي بسحب عرض التمويل إنتقامًا من مصر بأن العرض السوفيتي الذى سبق وأن تقدم به السوفييت لتمويل المشروع لا يزال قائمًا، وأن مصر ستنظر في أمر الموافقة عليه إذا تعثرت المفاوضات مع الغرب. وفي الوقت نفسه أقدمت بريطانيا على تحريض السودان ضد بناء السد العالي وأصبحت الدلائل تشير إلى أن التصدع في العلاقات بين الغرب ومصر سوف يلقي بظلاله سلبيًا على تمويل بناء السد العالي.

وبالفعل أبلغ رئيس البنك الدولي مصر بأنها إن لم تقبل الشروط السابق إبلاغها بها فإن الحكومة الأمريكية ستكون في حل من العرض، وتبع ذلك إبلاغ واشنطن مصر بأنها أعادت إلى الخزانة المبلغ المخصص للمشروع لإنفاقه على مشروعات أخرى. وفي اليوم التالي أعلنت بريطانيا سحب عرضها أيضًا، فسقط بالتالي قرض البنك الدولي لإرتباطه بمساهمة الدولتين. وكان الغرض من ذلك كله إضعاف عبد الناصر بعد وقوفه عقبة في تحقيق الأهداف الأنجلو أمريكية في منطقة الشرق الأوسط وذلك في ظل الإشارات والدلائل على الساحة بأنه من المستبعد أن يساعد السوفييت مصر في تمويل بناء السد العالي، بسبب التكلفة الضخمة التي ستنهك مواردهم هم المالية وهنا لم يكن أمام عبد الناصر أي فرصة لكي يتمكن من تمويل بناء السد العالي فكان قراره الذى أعلنه في يوم 26 يولية عام 1956 بتأميم قناة السويس لتصير شركة مساهمة مصرية.

كان قرار تأميم قناة السويس قرارًا أصاب القوى الاستعمارية بالذهول، وفتح على عبد الناصر حربًا كبيرة، فكان العدوان الثلاثي على مصر التي ضمت في طياتها خراب ودمار من الدولة الصهيونية وبريطانيا وفرنسا.

جواد يتطوع لمقاومة العدوان:

وإزاء تعرض مصر للعدوان الثلاثي قرر البطل جواد حسني تلبية نداء الوطن، وكان ما يزال طالبًا بالسنة النهائية في كلية الحقوق، فإنطلق مع مجموعة من الشباب كونها للدفاع عن أرض الوطن إلى منطقة القناة ليأخذوا أماكنهم في المعركة.

وفي مساء يوم الجمعة 16 نوفمبر 1956، وصل إلى جواد حسني أخبار تفيد بأن بعض القطع البحرية المغيرة أنزلت قوات كوماندوز بالسويس للوصول إلى بورسعيد قلب المقاومة المصرية، فخرج جواد حسني في دورية استطلاعية مع مجموعة الحرس الوطني في القنطرة، وتوغلت كتيبة الحرس الوطني داخل سيناء فقابلتهم دورية إسرائيلية كانت مرابطة عند الكيلو 39 في طريق “الكاب” شرقي قناة السويس، واشتبكوا معهم فأطلق رصاص رشاشه عليهم فأصيب برصاصة في كتفه الأيسر، فتقدم منه زملاءه وضمدوا جرحه وطلبوا منه العودة، لكنه رفض وتعهد بحمايتهم بنيران رشاشه.

الفرنسيون يأسرون جواد:

وعند المساء تحرك جواد وواصل التقدم حتى وصل إلى الضفة الشرقية التي احتلتها القوات الفرنسية، فاشتبك مع دورية فرنسية وكان مدفعه سريع الطلقات (600 طلقة في الدقيقة) فظن الفرنسيون أنهم يحاربون قوة كبيرة فطلبوا النجدة، فإذا بقوة من الجنود الفرنسيين تتقدم تجاهه، وأخذ جواد يقذفهم بالقنابل اليدوية مع نيران مدفعه ودماءه تنزف، فسقط مغشيًا عليه، فتقدمت القوات نحوه وهى تظن أن هذا السقوط خدعة، فوجدت شابًا في الحادية والعشرون من عمره ملقى وسط بركة من الدماء يحتضن مدفعه ويقبض على قنبلة شديدة الانفجار، فنقلوه إلى معسكر الأسرى وسجل بدمائه التي تنزف قصة اعتقاله وتعذيبه يوم بيوم ابتداء من يوم أسره في 16 نوفمبر 1956.

توجه قائد القوات الفرنسية بنفسه ليستجوبه، ولكن جواد لم يتكلم لينقذ نفسه بل مد إصبعه في أحد جروحه وكتب على الحائط – بدمائه – عبارات يذكرها التاريخ وسجلتها شبكة المعلومات “اسمي جواد طالب بكلية الحقوق.. فوجئت بالغرباء يقذفون أرضي بالقنابل فنهضت لنصرته، وتلبية نداؤه.. والحمد لله لقد شفيت غليلي في أعداء البشرية، وأنا الآن سجين وجرحي ينزف بالدماء.. أنا هنا في معسكر الأعداء أتحمل أقسى أنواع التعذيب.. ولكن يا ترى هل سأعيش؟ هل سأرى مصر حرة مستقلة؟ ليس المهم أن أعيش.. المهم أن تنتصر مصر ويهزم الأعداء”.

استشهاد جواد:

ومع إصرار جواد على الرفض بأن يبوح بأي معلومة، أوهمه قائد القوات الفرنسية أنه سيطلق سراحه وأمره بالخروج من حجرة الأسرى وأثناء سيره أطلق الجنود الفرنسيون رشاشاتهم على ظهره فسقط شهيدًا فى 2 ديسمبر 1956.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • أبو الحجاج حافظ، البطل جواد على حسني، القاهرة: المجلس الأعلى لرعاية الشباب والتربية الرياضية، 1957.
  • طارق بدراوي، رسالة بدم الشهيد “جواد حسني” على جدران النضال، جريدة أبو الهول، أكتوبر 2018، رابط الإتاحة: https://www.abou-alhool.com/arabic1/details.php?id=39552
  • مجلة الوعي العربي، الشهيد الفدائي جواد حسني: قصة بطل، 10 نوفمبر 2020، رابط الإتاحة: http://elw3yalarabi.org/elw3y/2020/11/10/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%AF-%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A8%D8%B7%D9%84/
  • مصطفى نجيب، موسوعة أعلام مصر في القرن العشرين، القاهرة: وكالة أنباء الشرق الأوسط، 1996، ص164.
  • وسيم عفيفي، جواد حسني: البطل العسكري الصغير الذي سمي على اسمه شارع، موقع تراثيات، 8 مايو 2017، رابط الإتاحة: http://www.toraseyat.com/2017/05/08/%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%AF-%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D8%B3/