شارع حسن باشا الإسكندراني

الاسم

حسن الإسكندراني باشا

اسم الشهرة

 

مولده ونشأته:

حسن الإسكندراني، مصري من أصل جركسي، ولد في عام 1790م بمدينة “أنجاسيا” على مقربة من البحر الأسود، وقد جاء إلى مصر عندما عزم والده على تأدية فريضة الحج، وعقد النية على إرسال إبنه ليتلقى علومه بالأزهر عام 1800، ولم يكن عمر ابنه يتجاوز الـ 10 سنوات، ولما وصلا إلى مصر ترك الأب ابنه عند أحد أصدقائه من المماليك السلحدارية إلى أن يعود، لكن المنية عاجلت الوالد وهو فى طريقة من مكة إلى المدينة، فأصبح حسن يتيمًا.

شب حسن فى رعاية صديق والده، وعمل معه في صناعة الأسلحة، وشاءت الأقدار أن يتم تكليفه من قبل الوالي محمد علي باشا بصناعة كمية من الأسلحة، ولما أتم صنعها حملها بصحبة حسن إلى قصر الأزبكية حيث قابلهما محمد علي، وما كاد نظر الوالي يقع على حسن حتى أعجبته فيه جرأته وأعماله، فشمله بعطفه واستخدمه في ديوانه.

كان محمد علي بدأ محاولاته الأولى في تأليف الجيش المصري، فلبى حسن النداء والتحق بالجيش بسلاح المشاة، ولكن بعد سنوات ترك المشاة ليلتحق بالبعثة البحرية المصرية عام 1818م إلى ميناء “طولون” بفرنسا، ودرس فنون البحرية والرياضيات، وأتقن اللغة الفرنسية، وتدرب فى ترسانة طولون، وبعد التخرج فى المدرسة البحرية الفرنسية عاد إلى مصر.

حياته العملية:

عقب عودة حسن الإسكندراني من فرنسا عام 1825م، وكان في السابعة والثلاثين من عمره، التحق بالاسطول المصري، وعُين برتبة ملازم بحري، وقد برهن على كفاءته ومهارته، وشارك فى معركة “نفارين” البحرية، التي انتهت بتدمير الأسطولين المصري والعثماني.

وفي الأول من أغسطس 1828م أنفرد محمد علي بتوقيع اتفاق مع الحلفاء بجلاء الجيش المصري عن المورة مع تحديد كيفية الجلاء، معتبرًا أن ذلك من أعمال سيادة مصر، ما أثار حفيظة السلطان العثماني صاحب السيادة على مصر، نتيجة لما أبداه الجيش المصري من قدرة وكفاءة بميدان القتال في حرب المورة، ما جعل الدول المتحالفة تفاوض والي مصر مباشرة دون وساطة الدولة العثمانية، وبدأ محمد علي يتخذ مواقف استقلالية تغفل السلطان العثماني، وبدأ ينازعه بمحاولة إنفصال مصر عن الدولة العثمانية.

وفي أوائل عام 1831 تجددت التهديدات والدسائس التركية ضد مصر، إزاء ذلك سير محمد علي جيش مصر برًا في أكتوبر، وأبحرت من الإسكندرية في نوفمبر وحدات من الأسطول المصري، وسُلمت له غزة ويافا وحيفا التابعة للسلطنة العثمانية بلا قتال، وفى 8 ديسمبر، أرسل محمد على، الفرقاطة “شير جهاد” بقيادة حسن الإسكندراني، مع الأسطول المصري بقيادة “عثمان نور الدين باشا” ناظر (وزير) البحرية، واشترك في دك حصن عكا والقضاء على واليها الموالي لتركيا، ثم اتجه إلى جزر الأرخبيل وقضى على أعمال القرصه، وعاد معظم الأسطول المصري إلى الإسكندرية وبقيت وحدات خفيفية لمراقبة تحركات الأتراك.

تم منح حسن الإسكندراني لقب “أمير البحار” مكافئة له، وكان محمد علي قد استقر على تزويج حسن الإسكندراني من إحدى فتيات القصر فتم له ما أراد، وظل حسن الإسكندراني يتقلد سفينة بعد الأخرى، حتى عينه محمد علي 1833م قائدًا ثانيًا للأسطول المصري، وصارت الترسانة وأحواض بناء السفن تابعة لسلطة حسن الإسكندراني، وخاضعة لاشرافة مباشرًة ، فقام بإرسال عددًا من العمال والمهندسين وصف الضباط من المصريين في بعثات إلى موانئ فرنسا لتعلم بناء السفن، ولما عادوا استغنى بهم عن معظم الأجانب الذين كانوا يعملون في بنائها.

حسن الإسكندراني وزيرًا للبحرية:

وفى مايو 1837م عُين الإسكندراني ناظرًا (وزيرًا) للبحرية، وأنعم عليه محمد علي باشا برتبة “الباشاوية”، وفى نوفمبر 1838م كان الأسطول المصري بفضل حسن الإسكندراني فى مقدمة أساطيل العالم بعد أسطولي إنجلترا وفرنسا.

قيادته للأسطول المصري في حرب القرم:

ومع تولى “عباس باشا الأول” حكم مصر في نوفمبر 1848م، ومع طلب تركيا من عباس الأول مساعدتها فى حربها ضد روسيا، فأمر عباس باشا قائد البحرية حسن الإسكندراني بتجهيز الأسطول المصري للمشاركة في هذه الحرب، التي عرفت بـ”حرب القرم”.

فقام حسن باشا بتجهيز الأسطول وإعادة تنظيمه وتجديده، فكان قوام ذلك الأسطول 12 سفينة حربية، مزودة بـ 642 مدفعًا، و6850 جنديًا بحريًا.

وسافر على رأس الأسطول المصري إلى تركيا في عام 1853م، وقد أحدث قدوم الأسطول المصري إلى تركيا هزة فرح وضجة انشراح واستقبلتهم السلطات التركية بالترحيب، وبعد مقتل عباس الأول فى قصره ببنها، يوليو 1854م، وتولي بعده “سعيد باشا”، كانت المعارك عند “سباستبول” قد اشتدت برًا وبحرًا وفى بعض بلاد القرم، وتكبد الإنجليز والفرنسيون فيها خسائر فادحة، وعانى المصريون الشدائد والأهوال من شدة البرد القارس، ولقي الكثير منهم حتفهم.

وفاته:

في 31 أكتوبر 1854 لدى عودة حسن باشا الإسكندراني، قائد الأسطول على رأس أسطوله إلى الأستانة، لترميم بعض السفن هبت عليه رياح عاصفة بالبحر الأسود، وتكاثر عليها الضباب، ما أدى إلى ارتطام السفينة “مفتاح جهاد” المتواجد عليها قائد الجيش البحري حسن الإسكندراني، بصخور البحر الأسود، فغرقت السفينة، وغرق هو ومعه 1920 بحريًا مصريًا، ساهموا فى خسارة الروس لحرب شبه عالمية، ولم ينج من الغرق إلا 130 فقط.

وقد انتهت حرب القرم بفوز تركيا وحلفائها مصر وإنجلترا وفرنسا على الروس وأبرم الصلح في مؤتمر باريس 30 مارس 1856، وأجمع الرواة وقادة الجيوش المتحالفة، ورئيس القواد العام لجيوش الحلفاء، على أن الجنود المصريين رفعوا مكانتهم في أعين الجميع بإقدامهم وبسالتهم وشدة كفاحهم ضد الروس، وتفوقهم على الجيش التركي.

تخليد ذكراه:

قامت الأديبة “عصمت الإسكندراني”، هى حفيدة حسن الإسكندراني، بإحياء التاريخ العسكري لجدها؛ فقامت بإصدار كتب باللغة العربية والفرنسية، تشيد بأمجاد مصر البحرية، وأهدتها للقوات البحرية المصرية، كما أهدت منزلها برأس التين إلى القوات البحرية ليكون ناديًا بحريًا، ووهبت جميع ممتلكاتها من عقارات وأراض زراعية وأموال للكلية البحرية، لذا لقبت بـ”أم البحرية”، حيث كانت تستطيع أن تدخل مقر القوات البحرية فى أى وقت، وتصعد على ظهر أية بارجة أو مدرعة دون أن تعترضها أي عوائق، وقد أهداها الرئيس الراحل “جمال عبدالناصر”، وسام “الكمال الذهبي” عام 1955م.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • حسين سعيد، الموسوعة الثقافية، القاهرة: مؤسسة فراكلين للطباعة والنشر، 1972، ص400.
  • عبد الرحمن الرافعي، عصر محمد علي، القاهرة: دار المعارف، 1989، ص480.
  • عمر طوسون، البعثات العلمية في عهد محمد علي ثم في عهدي عباس الأول وسعيد، الإسكندرية: مطبعة صلاح الدين، 1934، ص12-38.
  • ——–، الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم (1853-1855). سلسلة “صفحات من تاريخ مصر”، القاهرة: مكتبة مدبولي، 1996.