شارع شهاب
الاسم | فؤاد عبدالله شهاب |
اسم الشهرة | شهاب |
مولده ونشأته:
ولد فؤاد عبدالله شهاب في ١٩ مارس ١٩٠٢م بمنطقة غزير قضاء كسروان، وهو ينتمى لعائلة لبنانية عريقة لها تاريخ نضالي في مقاومة الاحتلال، تلقى شهاب علومه في مدرسة الفرير في “جونية”. وفي عام ١٩١٩م انضمّ إلى صفوف الجيش الفرنسي للخدمة العسكرية لعام واحد، قبل إعلان الانتداب على لبنان في عام ١٩٢٠م. ثم التحق بالمدرسة الحربية بدمشق عام ١٩٢١م.
مسيرته العسكرية:
تخرج شهاب من المدرسة العسكرية في 20 سبتمبر 1923م برتبة ملازم. وفي عام 1929م رقي إلى رتبة نقيب وعين قائدًا لإحدى الثكنات العسكرية، وفي عام 1930م حضر دورات عسكرية في فرنسا وتخرج في المدرسة الحربية العليا بباريس عام 1937م، ورقي إلى مرتبة مقدم، وخدم في عدة مراكز عسكرية مرموقة في قوات الشرق الخاصة التابعة للجيش الفرنسي. وفي عام 1942م عندما أصبحت القوات الفرنسية في لبنان تحت إمرة الحكومة الفرنسية الحرة بقيادة الجنرال “شارل ديجول” عين شهاب قائدًا للفرقة اللبنانية التابعة للقوات الفرنسية الحرة في الشرق، والتي أصبحت النواة المستقبلية للجيش اللبناني. وفي عام 1944م رقي إلى رتبة عقيد وكلف بمهمة تنظيم جميع القوات العسكرية اللبنانية، ثم أصبح في 1 أغسطس عام 1946م أول قائد للجيش اللبناني بعد حصولها علي الاستقلال، وحصل علي رتبة زعيم أي عميد، وفي عام 1949م كان أول ضابط لبناني يحصل علي رتبة لواء. وقد قـاد بصفته القائـد الأعلى للجيش اللبنانـي والقوى التابعـة له الأعمال الحربيـة في فلسطيـن عام 1948.
شهاب رئيسًا للحكومة الانتقالية:
وفي عام ١٩٥٢ برزت معارضة قوية طالبت الرئيس “بشارة الخوري” بالاستقالة، بعد أن انتخب لولاية ثانية، ورفض شهاب أن يتورط الجيش فى هذه المواجهة السياسية، وأن يتدخل لصالح أو ضد أي من الأطراف المتنازعة، عندما أُجبر بشارة الخورى على الاستقالة، وعُيّن اللواء شهاب رئيسًا لحكومة انتقالية مهمتها تنظيم وتأمين انتخاب رئيس، وحرص على إبقاء الجيش بعيدًا عن السياسة، وانتخب “كميل شمعون” خلفًا لبشارة الخوري.
وفي أكتوبر ١٩٥٦ أوكل الرئيس شمعون للواء شهاب وزارة الدفاع، إضافة إلى مسؤولياته كقائد للجيش، إلّا أن شهاب استقال من منصبه الوزاري بعد أربعة أشهر.
شهاب رئيسًا للبنان:
في عام 1958 في نهاية ولاية شمعون وقع انقسام سياسي حاد بين اللبنانيين فيما عرف باسم «أزمة ٥٨»، فأصبح هناك معسكر بقيادة شمعون يؤيد الأميركيين ومعسكر مؤيد للعرب يجمع أكثرية السياسيين والقادة المسلمين الذين نظموا حركة تمرد قوية تعارض الرئيس شمعون. وبدأت اشتباكات مسلحة في الشوارع ورفض شهاب حينذاك أن يتدخل الجيش في هذا الصراع لا سيما أن التدخلات الأجنبية كانت قد أصبحت جلية وواضحة في الشارع اللبناني، وقام الجيش بمنع أنصار المعارضة والحكومة على حد السواء من احتلال المواقع ذات الأهمية الاستراتيجية؛ كالمطارات والإذاعات والمباني الحكومية، وبذلك ظل الجيش محافظًا على حياده ووحدته ومصداقيته ولم يتأثر بالانقسام السياسي الشعبي الحاد.
وعندما اشتدّت الأزمة طالب الرئيس شمعون الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل العسكري في لبنان لحماية نظامه، وكانت ولايته قد أشرفت على الانتهاء وبدا مستقبل لبنان المنقسِم في مهبِ الريح، وظهرت الحاجة إلى ضرورة وجود رئيس توافقي وقوي لإنقاذ البلاد وإعادة الهدوء والسلم الأهلي إليها، وحظي فؤاد شهاب برضا الأمريكيين والزعيم “جمال عبد الناصر” على حد السواء، وبذلا معًا مجهودًا لإقناعه بقبول المهمة كمرشح توافقي، حيث كان بشخصه محط ثقة كبيرة من الجميع لنزاهته واستقامته، وبالفعل انتخبه البرلمان اللبناني في يوم 31 يوليو عام 1958م لولاية رئاسية مدتها ست سنوات؛ فقام برفع شعار “لا غالب ولا مغلوب”.
سياسة شهاب:
خلال أول سنتين من عهده اجتهد شهاب لإعادة الاستقرار والهدوء إلي البلاد، كما سعى إلى تحسين علاقة لبنان بالدول العربية الأخرى، واكتسب ثقة كافة الأطراف لتفهمه مخاوف وحاجات كل منها، وألف حكومات توافقية شاركت فيها جميع العناصر السياسية في البلاد، واتبع مسلك الاعتدال متعاونًا بعناية ومرونة مع المجموعات الطائفية المختلفة، وبالفعل تمكن من إعادة الثقة والاستقرار إلي البلاد، وقد سمي النهج الذي تبناه بـ”الشهابية”.
وفي عام 1960م وبعد عامين من ولايته، وبعد إجراء الانتخابات النيابية في شهر يونيو عام 1960م، رأى شهاب أن البلاد قد استقرت وعادت إليها الحياة الديمقراطية الطبيعية؛ فقدم استقالته حيث كان مقتنعًا أنه قد أتم أداء واجبه تجاه بلاده حين واجهت وضعًا استثنائيا طارئا وقد حان الوقت لإعادة تسليم أمانة الرئاسة إلى السياسيين، خاصة أنه كان قد مهد الطريق لإجراء الإصلاحات المرجوة، وقد فاجأ قرار الاستقالة غير المتوقع الجميع فتداعى السياسيون وأعضاء البرلمان إلى منزله وأقنعوه بعد جهد بالبقاء في منصبه.
ونزولًا علي رغبة السياسيين وأعضاء البرلمان قرر الرئيس شهاب سحب استقالته وتكريس ما تبقى من الولاية الرئاسية لتحديث الدولة وإجراء إصلاحات إدارية واجتماعية والبدء في تنفيذ مشاريع إنمائية.
وقبيل انتهاء ولايته الرئاسية عام 1964م، اعتبر الكثيرون أن بقاء الرئيس شهاب على رأس البلاد هو أفضل خيار لاستمرار الاستقرار، ولإتمام المزيد من الإصلاحات في البلاد إلا أنه رفض رفضًا قاطعًا تعديل الدستور للسماح له بالترشح لولاية ثانية، ودعم المرشح الرئاسي “شارل حلو” الذي انتخب رئيسًا للجمهورية اللبنانية، وبعد فترة وجيزة أبدى شهاب عدم رضاه عن حكم الرئيس حلو بسبب عدم تقيده بنهجه ومناوراته السياسية لإعادة فتح الطريق أمام السياسيين الإقطاعيين التقليديين واستعادة سيطرتهم على مواقع النفوذ في البلاد.
وتوقع الكثيرون أن يترشح شهاب لانتخابات عام 1970م بعد انتهاء ولاية الرئيس شارل حلو، لكنه وفي بيان تاريخي أعلن قراره بعدم الترشح، وشرح أن تجربته في السلطة قد أقنعته أن شعب بلاده للأسف الشديد ليس جاهزًا ليتخلى عن العقلية الإقطاعية والاقتناع بأهمية بناء الدولة الحديثة.
وفاته:
ابتعد فؤاد شهاب عن الحياة السياسية حتي توفاه الله في منزله علي أثر أزمة قلبية حادة في يوم 25 أبريل عام 1973م عن عمر يناهز الواحد والسبعين عام
البوم الصور
موقع اللوحة بالشارع
المصادر والمراجع
- الرئيس اللواء فؤاد شهاب، الموقع الرسمي لمؤسسة شهاب، رابط الإتاحة: https://web.archive.org/web/20170108120203/http://fouadchehab.com/ar/?loc=biography
- طارق بدراوي، شارع شهاب، جريدة أبو الهول، رابط الإتاحة: https://www.abou-alhool.com/arabic1/details.php?id=49158#.YmhPddpBzIU
- لمحة تاريخية عن اللواء فؤاد شهاب، موقع الجيش اللبناني، رابط الإتاحة: https://www.lebarmy.gov.lb/ar/content/%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A9-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D8%A4%D8%A7%D8%AF-%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%A8
- موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية، اللواء فؤاد شهاب، رابط الإتاحة: https://www.presidency.gov.lb/Arabic/PresidentoftheRepublic/FormerPresidents/Pages/GeneralFouadChehab.aspx
- ندى حسن فياض، الدولة المدنية: تجربة فؤاد شهاب في لبنان، بيروت: منتدى المعارف، 2011.