شارع صفية زغلول
الاسم | صفية مصطفى فهمي |
اسم الشهرة | صفية زغلول |
مولدها ونشأتها:
هي “صفية مصطفى فهمي”، ولدت في عام 1878م، وهي ابنة “مصطفى فهمي باشا”، الذي كان من أول الأشخاص الذين شغلوا منصب رئاسة وزراء مصر منذ أن وجد هذا المنصب. وكانت صفية تتميز بثقافتها العالية وذكائها الكبير.
سعد زغلول وصفية:
تميزت صفية بدخولها التاريخ من أوسع أبوابه، وذلك لما لها من دور كبير في المرحلة التي سبقت ولحقت ثورة 1919م.
تزوجت سعد زغلول 1919م، وحينما تزوجته لم يكن سوى قاضيًا مصريًا ولكن عندما دخل المعترك السياسي ساعدته ووفقت بجانبه في الشدائد ولقبت بصفية زغلول نسبة إلى زوجها سعد زغلول.
لقد كانت صفية زغلول مثالًا يقتدى به في إخلاصها ووفائها لزوجها ووقوفها بجانبه في جميع ظروفه التي مر بها، سواء في السراء وفي الضراء.
وكان الزعيم سعد زغلول يحرص على أن تكون حرمه صفية على مستوى المسئولية، وأن تكون إلى جواره في زيارة أقرانه، وفي بعض جولاته التفتيشية، وعاشت صفية زغلول في كنف زعيم يحرص على تحرير الشعب بفئاته المختلفة، برجاله ونسائه، مسلمين وأقباط، واتضح ذلك في ثورة 1919م، الثورة الشاملة التي شارك فيها كافة طوائف الشعب.
في موكب الثورة:
تشكل الوفد المصري من الرجال عام 1918م، وفي عام 1919م تشكلت هيئة وفدية من النساء تأييدًا للمطالب القومية، وكان لهذه الهيئة نفوذ أدبي ومجهودات كبيرة وشجاعة أكسبتها ثقة الشعب واحترام البلاد، وكذلك على المستوى الدولي.
وعندما ألقي القبض على سعد باشا، أرادت صفية النزول معه ومصاحبته في المعتقل، إلا أن سعد هدأها وطلب منها البقاء، فبقيت بالغة التأثر قوية الجنان ثابتة الإرادة، وظلت صفية رابطة الجأش وعلى اتصال بالتحركات الثورية تشد من أزر المتظاهرين، وشاركت النساء في الثورة، حتى وصلن إلى بيت سعد، وهتفن بحياة سعد باشا وبالتحية لزوجته صفية.
وشاركت صفية زغلول في الخوض في الكثير من المواجهات التي حصل مع الإنجليز بجانب سعد زغلول، وكان لها أثر كبير في ظهور العديد من الشعارات والتنديدات، بالإضافة إلى قيام المصريين بتتويجها بأم المصريين، بعد رحيل سعد زغلول عن مصر، وبعد ذلك تم إصدار بيان قُرأ على عدد كبير من المتظاهرين، والذي ينص على: “إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعداً ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية”.
وفي 13 ديسمبر 1919م اجتمع عدد كبير من نساء مصر يتباحثن، وعرف هذا الاجتماع باسم “اجتماع الكاتدرائية المرقسية”، وخرجن من هذا الاحتجاج بتقديم احتجاجًا شديدًا على ما يجري لمصر من قبل سلطات الاحتلال البريطاني.
وفي 16 يناير 1920 قامت السيدات بمظاهرة في القاهرة تأييدًا للوفد وقياداته، ومنادية بالاستقلال ومعادية للجنة “ملنر”.
وفي 9 مارس 1920م في ذكرى مرور عام على الثورة، اجتمعت السيدات في منزل سعد زغلول، وألهبت السيدة صفية حماسة السيدات، وأكدن جيعًا المطالب القومية، ووقوفهن خلف قيادة سعد زغلول.
وقد أشاد بدور صفية زعلول صحيفة أمريكية، تسمى “جريس تومسون”، وأصدرت كتابًا باسم “الزغلوليات”؛ ألقت فيه الأضواء على صفية زغلول والدور العظيم الذي قامت به بين الرجال والنساء أثناء نفي زوجها سعد زغلول من مصر، والدور الذي قامت به الحركة النسائية أثناء وجود سعد باشا في البلاد، وأشادت الصحيفة بصفية زغلول، ووصفتها بأنها: “ذات شخصية قوية وذات كبرياء ووداعة”.
صفية زغلول وقضية تحرير المرأة:
كان سعد زغلول نفسه يؤيد قضية تحرير المرأة، وعندما أصدر “قاسم أمين” كتابه (تحرير المرأة)، دافع عنه الزعيم سعد زغلول، وعن القضية ذاتها، ولا شك أن صفية زغلول كانت على رأس مؤيدي دعوة تحرير المرأة.
فقد ساهمت بشكل فعال في تحرير المرأة المصرية إلى جانب هدى شعراوي. وفى ١٩٢١ خلعت الحجابَ لحظة وصولِها مع زوجها سعد زغلول إلى الإسكندرية، فكانت أول زوجة لزعيم سياسى عربى تظهر معه دون نقاب في المحافل العامة، وخرجت على رأس مظاهرة نسائية في ثورة ١٩١٩ من أجل المطالبة بالاستقلال.
لقب “أم المصريين:
أعطت صفية الكثير من أجل القضية الوطنية، وحملت لواء الثورة عقب نفى زوجها الزعيم سعد زغلول إلى جزيرة سيشل، وأصدرت بيانًا قرأته سكرتيرتها على الحشد المجتمع أمام بيت الأمة، وبعد أن ألقت السكرتيرة هذا البيان على المتظاهرين هتف أحد قادة المظاهرة قائلاً: “تحيا أم المصريين”، ومن يومها اكتسبت السيدة صفية زغلول ذلك اللقب الوطني “أم المصريين”.
والجدير بالذكر أن من الأسباب التي دعت إلى إطلاق لقب “أم المصريين” على صفية زغلول، أنها لم تستطع الإنجاب من زوجها سعد زغلول، ونظرًا لحب الشعب المصري لصفية زغلول ولزوجها، تمنوا لهم أن تكتمل حياتهم بالأطفال، وكتعبير عن الحب أطلقوا عليها لقب “أم المصريين”.
كفاحها بعد رحيل سعد زغلول:
بعد رحيل سعد في 23 أغسطس عام 1927، عاشت صفية عشرين عامًا لم تتخل فيها عن نشاطها الوطني لدرجة أن رئيس الوزراء وقتها “إسماعيل صدقي” وجه لها إنذارا بأن تتوقف عن العمل السياسي، إلا أنها لم تتوقف عن العمل الوطني وكأن شيئا لم يكن.
وفاتها:
توفيت صفية زغلول في ١٢ يناير ١٩٤٦، تاركة نموذجًا نسائيًا رفيعًا للمصريات.
البوم الصور
موقع اللوحة بالشارع
المصادر والمراجع
- لمعي المطيعي، موسوعة نساء ورجال من مصر، القاهرة: دار الشروق، 2003، ص106-113.
- مصطفى نجيب، موسوعة أعلام مصر في القرن العشرين، القاهرة: وكالة أنباء الشرق الأوسط، 1996، ص265.
- هدى الصدة وعماد أبو غازي، مسيرة المرأة المصرية: علامات ومواقف، ج1، القاهرة: المجلس القومي للمرأة، 2001، ص68-79.