شارع صلاح الدين مصطفى

الاسم

محمد صلاح الدين علي مصطفى أحمد

اسم الشهرة

صلاح الدين مصطفى

مولده ونشأته:
ولد صلاح الدين مصطفى في 2 يناير 1921، بمدينة «طلخا»، بمحافظة الدقهلية، واسمُه بالكامل، “محمد صلاح الدين علي مصطفى أحمد”، وتعلم في المدرسة الابتدائية بالمنصورة، ثم في المدرسة الأميرية الثانوية، وكان مشهورًا بتفوقه ومحبة زملائه له، وفى عام 1937 حصل على البكالوريا “شهادة الثانوية العامة” وكان من الأوائل، والتحق بالكلية الحربية وتخرج منها في إبريل عام 1939، وكان ترتيبه الأول على الدفعة.
مسيرته العسكرية:
عقب تخرجه عين “ملازم ثان” في مركز تدريب المدفعية بالقاهرة، ثم تدرج في الرتب العسكرية. وكانت جميع تقاريره تشيد به وبكفاءته المدهشة وسماته الشخصية القيادية وتفانيه البالغ في عمله. وعندما قامت ثورة 23 يوليو 1952، كان في اللواء الثاني، مشاة إسكندرية، ثم انتقل إلى رئاسة الفرقة الأولى مشاة برفح في 8 أكتوبر 1952، ثم التحق بعد ذلك بقيادة الحرس الوطني في أول أغسطس 1953.
وظلّ به حتى عُيّن في 15 فبراير عام 1955، ملحقًا عسكريًا بالأردن، وتسلّم عمله يوم 14 مايو 1955، ومنحه المشير “عبدالحكيم عامر”، القائد الأعلى للقوات المسلحة آنذاك، رتبة خاصة.
وكان انتقال صلاح إلى الأردن، على أثر تقريرين، الأول كتبهُ اللواء أركان حرب عبدالفتاح فؤاد، قائد الحرس الوطني، والثاني كتبه اللواء أركان حرب محمود سيف اليزل، ويقول التقرير الأول إنه “ضابط أركان حرب ممتاز جدًا”، أما التقرير الثاني فيصفه بـ “محاضر لبق، سهل الأسلوب، ذكي، رزين، متزن، صبور، محب للتحصيل”.
دوره في دعم الفدائيين:
لم يكن اختيار صلاح الدين ملحقًا عسكريًا بالأردن بسبب كفاءته، بالإضافة لكونه ضمن الذين حاربوا في فلسطين ضد العصابات الصهيونية، عام 1948، مما أكسبه خبرة بطبيعة جغرافيا المنطقة، أهلته للعمل سرًا في تكوين وتنظيم حركة الفدائيين في فلسطين والأردن.
فهو الذي دعم حركة الفدائيين الأردنيين، ونادى بتكوين فريق منهم يقض مضاجع إسرائيل التي حاولت تهديده منذ شهرين، ولم تفلح التهديدات، فكان دوره تنظيم العمل الفدائي مع جهة الأردن ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
وكانت وظيفته كملحق عسكري تغطية هذا الدور، وذلك بجانب مساعدة اللاجئين الفلسطينيين، المتواجدين في المنطقة الواقعة قُرب حدود الأرض الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل، وذلك بتقديمه مساعدات مادية لهُم، وعقد اجتماعات معهم، وإلقاء محاضرات عليهم، واكتسب بذلك لقب «أستاذ اللاجئين»، مما أدى إلى مراقبته ومتابعته من الجواسيس.
وفي أحد الأيام، لاحظ صلاح متابعة الجواسيس لهُ، حول بيته، فدعا زوجته وأولاده إلى السينما، وخرج معهم ووقف طويلًا حتى يتأكد الجواسيس أنه في طريقه إلى نزهة مع الأسرة، وركب سيارته هو والأسرة متوجهًا إلى السينما، فيما تتبعته أعين الجواسيس، ودخلها أمامهم وعندما بدأ العرض تسلل من دار السينما، وترك عربته في مكانها وتوجه إلى مكان الاجتماع، وحضره بالفعل دون أن ينكشف أمره.
استشهاده:
وفي يوم 14 يوليو 1956، خرج صلاح من بيته متوجهًا إلى مكتبه في المبنى الملحق، بدار السفارة المصرية بالعاصمة عمان، ودّع زوجته وأولاده الثلاثة، وعندما ترك مكتبه في طريق عودته إلى بيته، ليتناول مع أسرته الغداء، همّ بركوب سيارته الصغيرة، الواقفة أما المبنى، فيما أسرع إليه ساعي السفارة، ليُخبره أنّ هناك طردًا وصل باسمه، فاتّكأ على سيارته وطلب الطرد الذي كان حجمه صغيرًا، وكان الطرد مُزينًا بمطبوعات، وجوانبه غير مغلفة، والورق الموضوع فيه من السوليفان الأصفر ومصدر الطرد، «مكتب بريد القدس»، وامتدت يد البطل للورقة الصفراء لفضها، وأمسك الكتاب ليفضه، وفي لمح البصر دوى صوت انفجار هائل، كانت تلك قنبلة شديدة الانفجار، موضوعة في حفرة داخل الكتاب الذى تطاير ومعهُ أجزاء من جسد صلاح.
وفي عمّان، نُقل جسد صلاح إلى المستشفى الإيطالي، وعندما وصل الخبر إلى القاهرة، أمر “جمال عبدالناصر” بسفر الدكتور “مظهر عاشور”، كبير أطباء الجيش المصري، على طائرة خاصة تحمِل كل المستلزمات الطبية اللازمة، كما اصطحب والدة صلاح معهُ.
وعند وصول الدكتور مظهر إلى عمّان، أجرى لهُ عمليات جراحية، استأصل فيها أجزاء من أمعائه، وأفاق في اليوم الثالث من وقوع جريمة الانفجار، ولم يسأل عن أي شيء، قال فقط: “بلغوهم في مصر لكى يحذروا وينتبهوا”، ثم دخل في غيبوبة جديدة، حتى تُوفي يوم 21 يوليو 1956.
وفي الواحدة والرُّبع من ظهر نفس يوم استشهاده، شهدت العاصمة الأردنية، عمّان، حشودًا بالآلاف خرجت لوداعه، بعد أن ظلت الصحافة الأردنية والمصرية تتابع حالته، فيما وقف الجميع يودّع الشهيد المصري، محمولاً على أعناق ضباط أردنيين، لوضعه في طائرة خاصة، استعدادًا لنقله إلى القاهرة.
وفي القاهرة، تحديدًا في العاشرة من صباح يوم 22 يوليو 1956، سارت الجنازة يتقدمها الجثمان محمولاً على عربة مدفع حربي، ومُغطى بعلم مصري، وأمامها كتيبة كاملة من الجيش، تسير منكسة بنادقها، على صوت الموسيقى الحزينة، وتقدّم المشيعين الرئيس جمال عبدالناصر، وعبدالحكيم عامر، وضباط الجيش والحرس الوطني.
وفي 26 يوليو 1956، بميدان المنشية بالإسكندرية، وقف جمال عبدالناصر، قائلاً: “أخوكم وأخي الذي قام معى في 23 يوليو ليجاهد من أجل مصر، وآثر أن يكافح ويجاهد في صمت وسكون، ولم يكُن أحد منكم يعرف من هو صلاح مصطفى، وماذا عمل؟، وما دوره في 23 يوليو؟”
وأضاف: «كان يؤمن أنهُ وهب روحه ونفسه ودمه في سبيل القومية العربية، فإذا كانوا قد اغتالوا صلاح مصطفى بهذه الوسائل التى كان يستعملونها قبل حرب 1948، فأنا أشعر بأنّ العصابات التي تحولت إلى دولة تتحول مرة أخرى إلى عصابات”.
وقبيل إعلان عبدالناصر لقراره بتأميم قناة السويس، قال: “إننا سنقاتل لآخر قطرة من دمائنا كصلاح مصطفى ومصطفى حافظ، كلنا سنُقاتل في سبيل بناء بلدنا”.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  •  سعيد الشحات، صلاح الدين مصطفى أول الرحلة، موقع اليوم السابع، 31 أغسطس 2016، رابط الإتاحة: https://www.youm7.com/story/2016/8/31/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9/2865152
  •  ………….، طرد إسرائيل الناسف، موقع اليوم السابع، 3 سبتمبر 2016، رابط الإتاحة: https://www.youm7.com/story/2016/9/3/%D8%B7%D8%B1%D8%AF-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3%D9%81/2869039
  •  نورهان مصطفى، قصة اغتيال المُلحق العسكري المصري في الأردن: استُشهد بـ “طرد بريد” ناسف، موقع المصري لايت، 20 أكتوبر 2016، رابط الإتاحة: https://lite.almasryalyoum.com/extra/116660/