مولده ونشأته:
ولد “فريد محمد عبده شوقي”، الشهير باسم فريد شوقي، في 30 يوليو 1920، بمنطقة البغالة بحي السيدة زينب وسط أسرة متوسطة الحال، لأب كان يعمل موظفًا حكوميًا وأم ربة منزل. وكان لإقامة الأسرة في منطقة السيدة زينب وحي الحلمية تحديدًا وسط القاهرة، أثر في اطلاع الطفل الصغير على “أفيشات” السينما وينتقل بين المسارح والسينمات بسهولة شديدة. لذلك أحب فريد شوقي التمثيل منذ صغره. تلقى فريد شوقي دراسته الابتدائية في “مدرسة الناصرية” التي حصل منها على الابتدائية عام 1937 وهو في الخامسة عشرة، ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل منها على الدبلوم. التحق بمعهد التمثيل وتخرج فيه عام 1947.
مسيرته الفنية:
أراد فريد شوقي بعد حصوله على دبلوم الفنون التطبيقية أن يعمل في مجال التمثيل، لكن والده لم يتحمس للفكرة في البداية، وأقنع فريد بأن الوظيفة أكبر ضمان لتقلبات الحياة، فعمل كاتبًا بمصلحة الأملاك في البداية، إلا أنه لم تستهويه الوظيفة، وظل حبه للتمثيل يطارده، فقرر أن يترك الوظيفة ويتجه إلى التمثيل.
وظل يبحث عن حلم التمثيل وسط أستديوهات السينما والمسارح، وبعد مجهود كبير نجح في دخول “فرقة يوسف وهبي” المسرحية، وقرر أن يدعم موهبته بالدراسة فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ونجح في لفت الأنظار إليه بعد مشاركته في بعض العروض المسرحية. ولم يقدم فريد شوقي على خشبة المسرح أدوار البطولة، حيث كانت أدواره كلها ثانوية، ولكن حضوره وأدائه القوي جذب أنظار صناع السينما.
وفي عام 1946 تم ترشيحه لأول فيلم في مسيرته الفنية وهو “ملاك الرحمة” أمام سيدة الشاشة العربية “فاتن حمامة”. وتوالت الأعمال بعد ذلك على شاشة السينما، وأدرك شوقي أن هناك عددًا كبيرًا من المخرجين يريدون أسره في دور الشرير، فقرر أن يتمرد وأن يصنع لنفسه عالمًا مختلفًا مليئًا بالتنوع والابتكار، وأصبح البطل الذي يدافع عن الخير في مواجهة الأشرار، وجاءت أفلامه في هذه المرحلة متميزة ومؤثرة، ومنها فيلم “جعلوني مجرمًا” عام 1954 وهو الفيلم الذي ألغى السابقة الأولى للأحداث، وهو من تأليف فريد شوقي و”رمسيس نجيب”، وقد شارك في كتابة السيناريو والحوار فيه “نجيب محفوظ”.
وفي تلك المرحلة تألق فريد شوقي في أعمال مثل: ملائكة جهنم، أمير الانتقام، الأسطى حسن، الفتوة، سواق نص الليل. وكانت إيرادات أفلامه الأكبر دائمًا في فترتي الستينيات والسبعينيات، وحقق نجومية كبيرة وأصبح يلقب بـ”ملك الترسو”، و”وحش الشاشة”، و”الملك”.
وفي الثمانينيات قرر فريد شوقي العبور إلى أرض جديدة تناسب تقدمه في العمر، وبذكاء شديد قدم أدوارًا رائعة في تلك المرحلة منها الكوميدي والتراجيدي. وفي كل عمل كان يطرح قضية اجتماعية تشغل وجدان الناس، ومن هذه الأعمال: آه يا بلد آه، خرج ولم يعد، عشماوي، الغول، قضية عم أحمد.
بالإضافة إلى السينما المصرية، قام فريد شوقي بالعمل في أفلام لبنانية وسورية وتركية، منها: شيطان البوسفور، عثمان الجبار.
مواهبه الأخرى:
امتلك فريد شوقي بجانب موهبة التمثيل القدرة على كتابة القصة والسيناريو والحوار، وقدم أعمالًا كثيرة حملت توقيعه كمؤلف منها مسلسل “البخيل وأنا”، بطولة “كريمة مختار” و”وائل نور”، ومسلسل “صابر يا عم صابر” على شاشة التليفزيون.
وكتب أفلامًا مهمة للسينما منها: حكمت المحكمة، مضى قطار العمر يا ولدي، الطريد، المحتال، ولعب دور البطولة في غالبية رواياته.
قام بتأليف عدد من قصص أفلامه منها “جعلوني مجرمًا”، الذي حصل فيه على جائزة القصة والإنتاج والتمثيل، كما حصل على وسام الدولة من الدرجة الأولى عام 1962.
أعماله الفنية:
قدم فريد شوقي خلال حياته الفنية حوالي 352 فيلم و13 مسرحية و18 مسلسل تليفزيوني، و12 مسلسل إذاعي، وأنتج 30 فيلم، وألف 27 فيلمًا و6 مسلسلات و2 مسرحية، ومن هذه الأعمال:

من أفلامه:

•  طريق الشوك
•  أمير الانتقام
•  هرب من الأيام
•  أنا الهارب
•  30 يوم في السجن
•  بلا رحمة
•  الغضب
•  وبالوالدين إحسانًا

من مسرحياته:

•  الدنيا لما تضحك
•  الحرامية
•  اللص
•  حكاية كل يوم
•  كومبارس الموسم

من مسلسلاته:

•  العاصفة
•  نقطة الضعف
•  الشاهد الوحيد
•  عم حمزة
•  وتاه الطريق
•  الشباب يعود يوما
•  لقمة القاضي

الجوائز:

حصل فريد شوقي على الكثير من الجوائز، منها:

•  جائزة الدولة عن قصة (جعلوني مجرمًا) عام 1955، كما حصل عن نفس الفيلم على جائزة أفضل ممثل وأفضل إنتاج.
•  جائزة الإنتاج في مهرجان برلين عام 1956 عن فيلم (الفتوة).
•  جائزة الدولة للإنتاج عام 1962.
•  وسام العلم عام 1964.
• جائزة التفاحة الذهبية من مهرجان “أنتاليا” بتركيا.
•  كرمه مهرجان القاهرة عام 1994.

وفاته:
توفي الفنان فريد شوقي في 27 يوليو 1998، بعد صراع مع مرض خطير بالرئة استمر عامين، ورحل الملك لكن أعماله كتبت له البقاء والخلود في قلوب الجماهير.