شارع قاسم أمين
الاسم | قاسم محمد أمين |
اسم الشهرة | قاسم أمين |
من أعظم المفكرين والمصلحين الاجتماعيين في تاريخ مصر الحديث، كما كان أكبر الداعين إلى تحرير المرأة التى اثمرت بعد أحسن الثمار، فأصبحت المرأة المصرية والعربية تشارك أخاها الرجل فى جميع الميادين.
مولده ونشأته:
ولد قاسم محمد أمين بالإسكندرية في أول ديسمبر عام 1863م، وقيل إن والده “محمد أمين بك” من أصل كردي، كما قيل إن أصل الأسرة تركي وإن بعض أفراد أسرة “محمد بك أمين” قد ولي إدارة “السليمانية” من أعمال العراق، وبقيت الأسرة فترة كبيرة من الزمن تقوم بهذه الولاية حتى ظن أنها كردية.
ويذكر أن والد قاسم أخذ رهينة في الآستانة على أثر خلاف وقع بين الدولة العثمانية والأكراد، ثم جاء إلى مصر في عهد الخديو إسماعيل، وانتظم في الجيش المصري ورقي إلى رتبة أميرآلاي، وتزوج من مصرية من صعيد مصر، وهي كريمة “أحمد بك خطاب” شقيق “إبراهيم باشا خطاب”، فولدت له أولادًا كان أكبرهم “قاسم”.
تلقى قاسم أمين تعليمه الابتدائي في مدرسة (رأس التين) التي كانت تضم أبناء الطبقة الارستقراطية، وأمضى بها قاسم السنوات المدرسية الأولى (1871-1875م) وبعد إتمام الدراسة الابتدائية انتقل قاسم أمين مع أسرته إلى القاهرة، وسكن في حي الحلمية الأرستقراطي، وألحقه والده بالمدرسة الخديوية التجهيزية (الثانوية).
وبعد أن أتم دراسته الثانوية التحق بمدرسة الحقوق والإدارة بالقاهرة، ونال منها إجازة القانون عام 1881م، وكان الأول على دفعته. ثم سافر في بعثة دراسية إلى فرنسا لدراسة القانون فيما بين عامي 1882-1885، وانضم لجامعة “مونبلييه” وبعد دراسة دامت أربعة سنوات أنهى دراسته القانونية بتفوق سنة 1885، وأثناء دراسته بفرنسا جدد صلاته مع “جمال الدين الأفغاني” ومدرسته، فالتقى بالأفغاني ومحمد عبده وانضم إلى جمعية العروة الوثقى واتخذه محمد عبده مترجمًا له.
وبعد ذلك انضم للكوكبة التي كانت تحيط بجمال الدين الأفغاني حيث التقى بسعد زغلول ومحمد فتحي زغلول وعبد الله النديم وأديب إسحاق وغيرهم.
وكانت في فرنسا في الوقت نفسه حركة نسائية كما كانت في إنجلترا وأمريكا حركة نسائية أخرى. كل هذه الأفكار تأثر بها مصري يعيش في قلب باريس في قلب هذه النظريات. كما أنه انبهر كثيرًا بالمجتمع الأوروبي سواء في مشاركة المرأة للرجل في الأعمال، أو مباديء الثورة الفرنسية التحريرية الإصلاحية. وعاد قاسم أمين عام 1885 حاملاً معه مباديء الإصلاح والتحرر التي درسها وتأثر بها في فرنسا.
وظائفه:
عمل قاسم أمين عقب تخرجه من مدرسة الحقوق محاميًا بمكتب صديق والده “مصطفى فهمي” المحامي. وبعد عودته من فرنسا عمل وكيلاً لنيابة طنطا عام 1885م، ثم أصبح رئيسًا لنيابة بنى سويف عام 1886. ثم عين قاضيًا عام 1892، ثم مستشارًا بمحكمة الاستئناف بالقاهرة هو وسعد زغلول عام 1894.
النشاط الفكري لقاسم أمين:
عاد قاسم من فرنسا بعد أن قضى فيها أربعة سنوات يدرس بها المجتمع الفرنسي، واطلع على ما أنتجه المفكرون الفرنسيون من مواضيع أدبية واجتماعية، وراقت له الحرية السياسية التي ينعم بها أولاد الثورة الفرنسية، والتي تسمح لكل كاتب أن يقول ما يشاء حيث يشاء، فأقام مبدأ الحرية والتقدم على أسس من الثقافة المسلمة. وكان من المؤيدين للإمام محمد عبده في الإصلاح، ورأى أن الكثير من العادات الشائعة لم يكن أساسها الدين الإسلامي. وكتب في جريدة المؤيد 19 مقالاً عن العلل الاجتماعية في مصر.
وعندما قرأ قاسم أمين كتاب “داركور” عن المصريين فتألم أشد الألم بعد قراءته، لشدة تأثره؛ فحاول أن يدافع عن المصريين والإسلام وألف كتابًا أسماه (المصريون) عام 1894 ردًا عليه حاول فيه تفنيد اتهاماته لمصر والمصريين وبين فيه فضائل الإسلام على المرأة المصرية، ورفع من شأن الحجاب وعده دليلاً على كمال المرأة، وحاول شرح الحكمة الإيجابية في قوانين الشرع الإسلامي.
تفجيره دعوة إصلاح وضع المرأة
كان قاسم يرى أن تربية النساء هي أساس كل شيء، وتؤدي لإقامة المجتمع المصري الصالح وتخرج أجيالا صالحة من البنين والبنات، فعمل على تحرير المرأة المسلمة، وذاعت شهرته وتلقى بالمقابل هجومًا كبيرًا فخلطت دعوته بالدعوة للانحلال والسفور رغم أنه لم يدع لذلك في كتاباته.
لقد كان قاسم قاضيًا وكاتبًا وأديبًا فذًا ومصلحًا اجتماعيًا، اشتهر بأنه زعيم الحركة النسائية في مصر كما اشتهر بدفاعه عن الحرية الاجتماعية وبدعوته لتحقيق العدالة، وبدعايته للتربية في سبيل النهضة القومية، ودعا لتحرير اللغة العربية من التكلف والسجع فقد كان أديبًا مغوارًا، ولكن أحدًا لم يتفق معه على التحرر من حركات الإعراب فماتت دعوته في رحم الكلمة.
كان قاسم من أوائل الداعين إلى إنشاء جامعة أهلية، لتمصير التعليم وإتاحته للفقراء، كما كان من أول المساهمين في إنشاء تلك الجامعة عام 1906م والتي سميت بعد ذلك جامعة فؤاد الأول ثم الجامعة المصرية ثم جامعة القاهرة.
مؤلفاته:
على الرغم من قلة المؤلفات التي كتبها قاسم أمين، إلا أن تأثيرها كان أكثر من تأثير آلاف الكتب، ومن مؤلفاته:
- في عام 1894 نشر بالفرنسية كتاب (المصريون) رادًا على كتاب الدوق داركور.
- وفي عام 1899 كتاب (تحرير المرأة) الذى صنع دويًا مؤثرًا فى الأوساط الفكرية والاجتماعية فى مصر آنذاك.
- كتاب (المرأة الجديدة) في عام 1901.
وفاته:
توفي قاسم أمين بالقاهرة في 23 أبريل عام 1908 وهو في الخامسة والأربعين من عمره، بعد أن سجل اسمه في سجل الخالدين.
البوم الصور
موقع اللوحة بالشارع
المصادر والمراجع
- قاسم أمين، الأعمال الكاملة، تحقيق محمد عمارة، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2008، ص20-27.
- منى الدسوقي، قاسم أمين مصلحًا اجتماعيًا، القاهرة: دار الفكر العربي، 2004.
- ماهر حسن فهمي، قاسم أمين، القاهرة: الدار المصرية للطباعة، 1964.