شارع محمد حسن بك

الاسم

محمد حسن محمد الشربيني

اسم الشهرة

محمد حسن بك

مولده ونشأته:

ولد “محمد حسن محمد الشربيني” بالدقهلية في 4 مايو 1892، وبعد أن تلقى تعليمه الأولي التحق بمدرسة الفنون الجميلة عند افتتاحها عام 1908 بـ”درب الجماميز”، وظهر نبوغه المبكر الذي لفت انظار جميع الأساتذة الإيطاليين والفرنسيين.

وقد كتب عنه ناظر مدرسة الفنون الجميلة عام 1910 وهو في السنة الثالثة مشيدًا بمواهبه قائلًا: “أنه أبدى منذ الشهور الأولى امتيازًا ظاهرًا في الرسم، وهو يتقدم بخطى ثابتة. لقد رسم صورًا لزملائه، ورسومات من الطبيعة الحية، لا تقتصر على مجرد النقل. وتشير بعض لوحاته إلى مستقبله كمصور. وتبدى ما توفر له من الاحساس باللون وأصول التكوين “.

ونظرًا لموهبته اختاره المسئولين في العام نفسه من بين الطلبة قبل انتهاء مدة دراسته بسنة كاملة، ليكون مدرسًا مساعدًا للرسم في أول معهد تقيمه الدولة لدراسة المواد الزخرفية، وكان هذا المعهد قسمًا خاصًا للزخارف بمدرسة الفنون والصنائع. وفي عام 1919 انفصل هذا القسم ليستقل في مدرسة خاصة تحت اسم “مدرسة الفنون والزخارف المصرية”، وصار مقرها “سراي فاضل باشا” بـ”حي الحمزاوي” بالقاهرة.

وظائفه:

أمضى الفنان محمد حسن سبع سنوات في تدريس الرسم بقسم الزخرفة بمدرسة الفنون والصنائع، التي كان مقرها “بولاق” على خير وجه، إلى أن منحته الحكومة المصرية بعثة إلى إنجلترا في عام 1917، لدراسة الرسم والتصميم، واشغال الصيانة، والمعادن، وسباكة التحف الفنية. وقد استمرت دراسته هذه عامين متواصلين، ليعود إلى مصر عام 1919 بعد أن حصل على شهادة مدرسة “الفنون والحرف” بلندن.

وعقب عودته من البعثة عهد إليه التدريس في مدرسة الفنون والزخارف المصرية، وما لبث محمد حسن أن ارتقى سلم الوظائف؛ فيعين وكيلًا لهذه المدرسة عام 1921، وهنا انتقلت حياته الفنية إلى مرحلة جديدة كان مداها سنوات ستة في ممارسته للفن التطبيقي، ولعل المقادير التي تصنع حياتنا هي التي ساقته إلى هذا الطريق، ليشق فيها خطًا آخر يربط مصيره، ويمضي به ليكون القنطرة التي ربطت بين الفنون الجميلة، والفنون التطبيقية في بدء الحياة الفنية المصرية، وإن انطوى ذلك على التضحية بجانب كبير من طاقته التصويرية.

وقد ظهرت مواهبه واكتملت شخصيته في هذه المدرسة. فكان المصري الأول الذي اعتمدت عليه الدولة في العديد من الأمور الفنية؛ فأسندت إليه منصب مفتش الأقسام الزخرفية بإدارة التعليم الفني بوزارة المعارف (التربية والتعليم حاليًا).

ومع توالى نبوغ محمد حسن أوصت اللجنة الاستشارية للفنون الجميلة بإيفاد محمد حسن في بعثه ثانية إلى إيطاليا عام 1925 مع زميلاه في دراسة الفنون الجميلة “يوسف كامل” و”راغب عياد”، ليحصل على شهادة “أكاديمية الفنون الجميلة” في روما عام 1926. إلا أنه لم يعد مباشرة؛ فقد داوم دراسته في إيطاليا بعد ذلك متنقلًا بين الفن هناك، متخذًا لنفسه مرسمًا خاصًا في روما، إلى أن عاد إلى مصر عام 1929.

وفي خلال هذه السنوات الأربع التي قضاها في البعثة أنتج عددًا وفيرًا من اللوحات، صور فيها بعض الشخصيات المصرية المرموقة من أعضاء السلك الدبلوماسي، وشخصيات أجنبية أخرى، إلى جانب ما قام به من دراسات بالنسخ من المتاحف المختلفة، سجل فيها نماذج مختارة من الفن العالمي أبان عصر النهضة، من بينها صورة “الحب الطاهر والحب المدنس” للفنان الإيطالي العظيم “تيتيان Titian” عام (1485-1576)، والموجودة نسختها حاليًا في متحف الفن المصري الحديث.

هذا بالإضافة إلى اللوحات الأخرى ذات الموضوعات التي خص بها دراسته الشخصية، ومنها لوحات “المراكبية المصريين” في حركاتهم المختلفة وهم يسحبون مركبهم النيلية بالحبال من على الشاطئ، ولوحة أخرى عبر فيها عن محنة كليوباترا في التخلص من حياتها بلدغة الأفعى، وكذلك اللوحات الكاريكاتورية التي رسمها داخل مرسمه.

ويعود محمد حسن من روما إلى متابعة تدرجه الوظيفي في مجال الفنون الجميلة والتطبيقية؛ فعين ناظرًا لمدرسة الفنون الزخرفية، ثم ناظرًا لمدرسة الفنون التطبيقية في عام 1937، يسانده مجموعة من الشباب المصري الذين عملوا معه في مراحل التعليم المختلفة التي مر بها، وذلك من أجل تطوير الفنون النفعية وبث روح الإتقان، ومقدرات التنفيذ في الفنان التطبيقي. كما عين عميدًا لمدرسة الفنون الجميلة العليا خلال الفترة (1939-1941).

وكان لولوجه هذه الوظائف علامة مميزة تحكمت في توجيهه؛ فهو من جيل قدر له أن يرتاد مجالات كانت وقفًا على الأجانب.

فعمل مراقبًا مساعدًا بإدارة (المراقبة العامة للفنون الجميلة)، ثم مراقبًا عامًا للفنون الجميلة، ثم مديرًا عامًا لها.

وهكذا أتاح له ذكاؤه ومقدراته أن يصل إلى الصفوف الأولى التي كانت حكرًا على الأجانب؛ فكان أول مدير مصري للفنون التطبيقية، كما سيكون أول مدير مصري للإدارة العامة للفنون الجميلة (قطاع الفنون التشكيلية حاليًا)، ومشرفًا على دار الأوبرا عام 1948.

ويظل خط الوظيفة في السمات المميزة لحياة محمد حسن فهو بعد سن التقاعد يعين مديرًا للأكاديمية المصرية للفنون في روما عام 1952، ثم يعود ليتولى إدارة متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، والمركز الثقافي بالإسكندرية عام 1958، ويظل محتفظًا بهذا المنصب حتى وفاته.

وفاته:

 توفي الفنان محمد حسن في ديسمبر 1961، بعد أن ترك بصماته التي لا تنسى في نهضة الفن المصري المعاصر.

دوره في النهضة الفنية المصرية المعاصرة:

إن الفنان محمد من طليعة الرعيل الأول من الفنانين المصريين، التي حفرت بخطوطها الغائرة في الصخر، تاريخ الحركة الفنية المصرية المعاصرة، وشقت طريقها الفني وسط عوائق الاحتلال والحكم الأجنبي لمصر.

وكانت شخصية محمد حسن الفنان تلوح من وراء كفاحه الوظيفي في المناصب الفنية، ودوره في حركة النهضة الفنية المصرية؛ فقد لمس محمد حسن الفراغ في مجال الفنون التطبيقية في مصر والحاجة إلى أحيائها، باعتبارها من مقومات عصر النهضة. ألم تكن الصناعات الفنية في مصر قوة شعبية طمسها الطغاة في عصور الظلام.

ألم يذكر “ابن إياس” بين صفحات كتابه “بدائع الزهور” جموع الفنيين المهرة الذين تم حشدهم في مراكب السلطان العثماني “سليم الأول” من مصر الى القسطنطينية، كما كانت آلاف الجمال المحملة بآيات الجمال للحرف المصرية الى هناك؛ فكان هذا الرحيل إيذانا بأفول الصناعات الفنية. ولهذا كان اتجاه محمد حسن نحو هذه الفنون والصناعات الزخرفية صادرًا عن ضرورات تاريخية إلى جانب الضرورات الواقعية. وهنا ترك في حقل الفنون أثرًا من براعته، واحتضن جيلًا من الفنانين التطبيقيين التقت عندهم قدرة الابتكار مع قدرة الإنجاز وموهبة الإبداع مع خبرة الأداء. وكان هو على رأسهم يصمم وينفذ ويخرج نماذج من روائع الفن التطبيقي.

ولكن اضطلاعه بنهضة الفن التطبيقي لم يشغله عن الإنتاج بقدر أو بآخر في الفنون الأخرى، ومن أجل هذا فهو إلى جانب براعته في الفنون التطبيقية يرسل بين حين وآخر روائعه في فن التصوير. فمنذ أول عهد دراسته بمدرسة الفنون الجميلة معروفًا بين زملائه من الطلبة بأنه مصور الشخصيات “البورترية”، ولم تكن هذه التسمية لفترة من الفترات، ولكنها لحقت بشخصه إلى آخر لحظه في حياته.

بعض أعماله الفنية وإسهاماته:

  • قام الفنان محمد حسن بتصميم التمثالين الكبيرين من البرونز، واللذان كانا مقامان على جانبي سور دار الأوبرا القديمة قبل احتراقها، ونقلا إلى حديقة دار الأوبرا الجديدة عام 1950.
  •  كان له الفضل فى إقامة وتنسيق الكثير من المعارض العامة بالداخل والخارج.
  •  يرجع إليه الفضل في إقامة المتحف الزراعي بالدقي، ومتحف الحضارة بالجزيرة.
  •  ساهم في تدعيم جمعية محبي الفنون الجميلة، وكان له الفضل في تمصير مدرسة الفنون التطبيقية.
  • كان له عناية خاصة بفنون المسرح حيث كان مشرفًا على دار الأوبرا.
  •  تولى إدارة الفرقة القومية المسرحية، وكان له أثر كبير في تطور فنون المسرح.
  •  أختير عضوًا بلجنة المسرح بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية حتى وفاته.
  •  شارك في تأسيس مدرسة الصناعات الزخرفية.
  •  له الكثير من الرسومات فى مجلة الكشكول، ممجلة السياسة.
  •  توجد أعماله بمتحف الفن المصري الحديث بالقاهرة، ومتحف الفنون الجميلة بالاسكندرية، فضلاً عن المقتنيات الخاصة لأعماله لدى بعض الأشخاص.

معارضه الخاصة:

أقام الفنان محمد حسن الكثير من المعارض الخاصة بداخل وخارج مصر.

المعارض الجماعية المحلية:

شارك الفنان محمد حسن في عدة معارض جماعية محلية، وبعد وفاته كانت أعماله حاضرة أيضًا في عدة معارض جماعية، ومن هذه المعارض:

  •  معارض جمعية محبي الفنون الجميلة.
  •  معرض مقتنيات متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية “حسين صبحي” بقاعة (الباب- سليم) بمتحف الفن المصري الحديث مايو 2010.
  • معرض الأعمال الفنية الصغيرة بقاعة “دروب” عام 2012.
  • صالون القاهرة (56) للفنون التشكيلية بقصر الفنون مارس 2013.

الجوائز:

  • حصل على لقب (البكوية).
  •  منحته الحكومة الإيطالية وسامًا بدرجة (فارس).
  • رشح لجائزة الدولة التقديرية في الفنون لعام 1961، لكنها منحت له بعد وفاته.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع