شارع محمد لاظوغلى باشا

الاسم

محمد لاظ أوغلي

اسم الشهرة

لاظوغلي بك

 لاظوغلي باشا اسمه الحقيقي “محمد لاظ”، أما “أوغلو” أو “أوغلي” فهى كلمة تركية تعني “الابن”؛ أي أن اسمه محمد ابن لاظ.

وعلى الرغم من الدور المهم الذي قام به لاظ أوغلي في تأسيس مصر الحديثة، إلا أنه بقي الوحيد من رجال “محمد علي باشا” الذي لا يعرف عنه أي شيء متعلق بحياته، فمن الصعب الوصول إلى تاريخ ميلاده أو حتى وفاته، بل حتى تمثاله لم يكن له بالتفصيل.

مجيئه إلى مصر:

يبدأ تاريخ لاظ أوغلي حين جاء إلى مصر في ظروف متشابهة لـ محمد علي باشا، حيث كان أحد الجنود العثمانيين الذين أشرفوا على خروج الحملة الفرنسية من مصر سنة 1801، ومثل محمد علي لم يغادر لاظ أوغلي مصر، فقد كان صديقًا له.

مناصبه وأعماله:

وعندما تولى محمد علي حكم مصر، ظل لاظ أوغلي ملازمًا له وأخلص في خدمته؛ لهذا أنعم عليه محمد علي برتبة “الكتخدا”، أي “نائب محمد علي باشا”، وهذا المنصب يأتي بعده مباشرة من حيث الأهمية، وفي عام 1808 كلفه محمد علي رئيس الدواوين، وتعادل منصب رئيس الوزراء حاليًا.

كان الرعب يدب في مصر بمجرد ذكر اسم لاظ أوغلي، بسبب مذبحة القلعة التي كان هو صاحب فكرتها، وتمكن محمد علي باشا من خلالها أن يقضي نهائيًا على المماليك سنة 1811، وفي عام 1822 تولى محمد لاظ أوغلي منصب ناظر الجهادية (وزارة الدفاع حاليًا)، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته.

وقد استطاع تحقيق انجازات هائلة بجيش مصر، ولكن برغم منصب محمد لاظوغلي، إلا أنه لم يكن يهتم بذكر اسمه أو تمجيد أعماله وإنجازاته، ولا أحد يعلم السبب.

لم يتول محمد لاظ أوغلي رئاسة الدواوين فقط لدي محمد علي باشا، بل كان أشبه بالجهاز الأمني السري له، وكان يكلف الجواسيس بالتنكر لدخول البيوت والمقاهي لمعرفة أخبار الناس، وكان يتم تسليم الرسائل والمعلومات الخاصة بهذه الأسرار عن طريق سيدة تسكن في بيت لها بالسيدة زينب، وتتلقى الخطابات وتقوم بالتبعية بإرسالها إلي محمد لاظ أوغلو باشا في القلعة.

والجدير بالذكر أنه من الصعب أن تجد علاقة متوافقة بين الحاكم والنائب في تاريخ مصر، فلابد أن تجد لعنة الرجل الأول والرجل الثاني تؤثر على السياسة والحكم، إما بكارثة تدمر البلد أو مصيبة تساعد في إنهاء الرجلين. فيثبت تاريخ لاظ أوغلي أنه هو الوحيد بلا منازع الذي اتسم بوفاء شديد، حيث كان يتولى قيادة أمن مصر وأيضًا حكم الدولة في غياب محمد علي باشا وقت سفره للحجاز في حرب الوهابية، وبمجرد رحيل الباشا إلى الحجاز وقعت مؤامرة باشتراك فلول المماليك وفرقة ألبانية منشقة عن محمد علي وبتمويل ودعم عثماني لإزاحة الباشا عن حكم مصر والذي كان منشغلاً في الحرب ضد الوهابية.

كانت تقضي المؤامرة بأن يتم التحرك إلى القلعة لقتل عائلة محمد علي باشا وبعدهم رجاله، فدبر لاظ أوغلي حيلة أمنية، حيث هيأ عساكره إلى بيوت حريم الباشا على هيئة استنفار بهدف جعل المنقلبين على الباشا يشعرون أن لاظ أوغلي سينهي أمر عائلة محمد علي ليعلن نفسه حاكمًا، فتم تغيير خطة المنقلبين ليكون هدفهم لاظ أوغلي نفسه وهو ما كان يريده لاظ أوغلي.

كان قائد المؤامرة لطيف باشا أحد المقربين من محمد علي لدرجة أنه طلب الزواج من ابنة الباشا، لكن لم يكن لاظ أوغلي مرتاحًا له نظرًا لصلاته مع العثمانيين الذين يكرهون والي مصر، ونجح لاظوغلي في مراقبته والتي مهدت له معرفة الخطة مبكرًا فتعامل على هذا الأساس ونجح لاظ أوغلي في سحق عناصر هذه المؤامرة بلا رحمة، وأولهم لطيف باشا الذي قُدِّمَت رأسه إلى محمد علي بمجرد وصوله للقاهرة.

كان لاظ أوغلي عاملاً فاعلاً في نشأة مصر الحديثة التي بدأت فعليًا في عهد محمد علي حيث الاهتمام بالصحة والتعليم والبنية التحتية، إلا أن محمد علي كان لابد وهو في أوج سلطته بعد تقليص دور المقاومة الشعبية ثم القضاء على أعتى وأعدى أعدائه وهم المماليك ومن قبلهم نجاحه في حملة فريزر، كل هذا لا بد وأن يتم وهو مسنود على جيشه قوي مؤهل لمساعدته في إنجاز ما يحلم به.

ورغم شهرة تاريخ لاظ أوغلي لكن الغريب عدم أي ترجمة تاريخية لحياته. لكن تبقى حقيقة واحدة وهي أنه لولا محمد لاظ أوغلي ما كان الباشا، وبدون محمد علي باشا ما كان لـ لاظ أوغلي أن ينجح، وبدونهما ما كان لمصر الحديثة أن تظهر.

ذكراه:

أطلق اسم لاظ أوغلي على ميدان كبير بالقاهرة هو ميدان “لاظوغلي” يتوسطه تمثال لاظوغلي باشا الذي صنعه المثال الفرنسي “جاك مار” عام 1872م، بعد أن قررت الحكومة المصرية عمل تماثيل لكبار الشخصيات في الدولة في عهد محمد علي، وقد كان أحد أهم هؤلاء الكبار محمد لاظوغلي باشا، كما تم تسمية شوارع أخرى في القاهرة باسم لاظوغلي أحدها عند السفارة البريطانية بحي جاردن سيتى بالقاهرة، والثاني شارع طويل شهير بمدينة حلوان.

 

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • عباس الطرابيلي، اسمه “لاظ أوغلي” ليس لاظوغلي، المصري اليوم، 9 يولية 2020، رابط الإتاحة: https://www.almasryalyoum.com/news/details/1995830
  • عبد الرحمن الرافعي، عصر محمد علي، القاهرة: دار المعارف، 1989، ص111، 160.
  • علاء المنياوي، لاظوغلي ميدان كاتم أسرار محمد علي باشا.. تفاصيل حكاية مثيرة، صدى البلد، 13 مايو 2019، رابط الإتاحة: https://www.elbalad.news/3825150
  • وسيم عفيفي، تاريخ لاظوغلي: الجانب غير المروي من قصة رجل الباشا الوفي، تراثيات، 20 يونية 2019، رابط الإتاحة: http://www.toraseyat.com/2019/06/20/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%84%D8%A7%D8%B8%D9%88%D8%BA%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%88%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D9%82/