مولده ونشأته:
ولد “محمد محمود شعبان سلامة” في 21 سبتمبر ١٩١٢ بحي الرمل بالإسكندرية. كان أكبر الأبناء لوالده فاهتم بتعليمه وتربيته وحرص على أن يلتحق بالجامعة، وبالفعل التحق محمد بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا)، وتخرج فى قسم الدراسات اليونانية واللاتينية عام ١٩٣٩.
مسيرته بالإذاعة المصرية:
عقب تخرجه التحق بالإذاعة بتزكية من الدكتور “طه حسين”، عميد كلية الآداب فى تلك الفترة وأستاذه، حيث عمل بالإذاعة كمقدم برامج ومذيع، وقد تدرج في العديد من المناصب القيادية حتى أصبح رئيس الإذاعة.
والجدير بالذكر أن سبب عمله ببرامج الأطفال هو غياب مقدم البرنامج، فتم تكليفه بالحلقة، وحدث خطأ مطبعي في النشرة التى يقرأ منها المُذيع على الهواء، فبدلًا من كتابة “بابا شعبان” تمت كتابة “بابا شارو”، وبعد إذاعة الحلقة أحبه الناس والأطفال، وتم تكليفه ببرنامج الأطفال بنفس الخطأ ليظل اسم “بابا شارو” علامة مميزة فى الإذاعتين المصرية والعربية.
كما قدم برامج درامية وغنائية وصورًا موسيقية أشهرها: “عيد ميلاد أبو الفصاد” و”أصل الحكاية الدندرمة” و”الراعي الأسمر” و”عذراء الربيع جلنار” و”صندوق اللعب” و”دبدوبة في المدرسة”.
قدم بابا شارو أحاديثه للأطفال على مدى ٢٠ عامًا طوال الفترة (١٩٤٠-١٩٦٠)، فساهم بذلك في تشكيل وصياغة وجدان الطفل المصرى والعربى من خلال برنامجه “حديث الأطفال”، وتولى قيادة أجيال من الأطفال أصبحوا شبابًا وكبارًا واحتلوا أهم المواقع، واكتشف الكثير من المواهب الذين أصبحوا نجومًا مثل “نجاة” و”سعاد حسني” وغيرهما.
قدم مع “طاهر أبو فاشا” حلقة من (حكايات ألف ليلة وليلة) كبرنامج إذاعى قام ببطولته العديد من أشهر الممثلين، كان أبرزهم “زوزو نبيل” فى دور “شهرزاد”، كما قدم ٣٠٠ حلقة درامية من كتب “الأغاني” للأصفهاني.
وفي مجال ثقافة الطفل تنوع عطاؤه في مختلف الفنون الإذاعية، فقدم (بكير بياع الفطير) و(كليلة ودمنة)، وهى من التراث القديم، و(جحا وظريفة والحمارة اللطيفة)، وبعض الصور الخيالية مثل (طرزان فى الغابة)، وغيرها من الأوبريتات التي ساهمت في تثقيف أجيال كثيرة.
اسهاماته الأكاديمية:
انجز محمد محمود شعبان عدد كبير من البحوث والدراسات في فروع الفن الإذاعي المختلفة. كما أنشأ معهد التدريس الإذاعي والتليفزيوني، وقام بالتدريب فيه، بالإضافة إلى ذلك قام بالتدريس في قسم الدراسات العُليا بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
عمل أستاذًا زائرًا بكلية الإعلام جامعة الرياض بالسعودية، وأستاذًا متفرغًا بجامعة الملك عبدالعزيز بالسعودية، بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام (1978-1981)، وحاضر لعدة سنوات بمعهد السينما والفنون المسرحية بأكاديمية الفنون بمصر، وكان أول مصري يدرس فنون التليفزيون.
الجوائز والتكريم:
تم تكريم بابا شارو من أكثر من جهة، كما نال الكثير من الجوائز، منها:

• وسام الاستحقاق عام ١٩٥٤.
• وسام الجمهورية عام ١٩٦٧.
•  شهادة تقدير من المركز الكاثوليكي عام ١٩٧٩ بمناسبة عام الطفل الدولي.
•  شهادة الجدارة من أكاديمية الفنون عام ١٩٨٠.
•  جائزة «العطاء» الذهبية لأطفال مصر عام ١٩٨٠.
•  شهادة تقدير للرواد الأوائل من الإذاعة المصرية في الاحتفال بيوبيلها الذهبي.
•  كرمته وزارة الإعلام رئيسًا للدورة الثانية بمهرجان الإذاعة والتليفزيون، ورئيسًا شرفيًا لدورة ١٩٩٨.
• أطلق اسمه على استديو ٣٧ بالإذاعة بعد وفاته فى ٩ يناير ١٩٩٩.

وفاته:
توفي محمد محمود شعبان “بابا شارو” في 10 يناير 1999.