مولده ونشأته:
ولد “محمود بدر الدين” بمدينة الإسكندرية في عام 1899. التحق بمدرسة السعيدية الثانوية بالقاهرة، وبعد حصوله على شهادة الثانوية التحق بمدرسة الهندسة وتخرج فيها عام 1922. عمل أستاذًا بكلية الهندسة التطبيقية بجامعة عين شمس، ومهندسًا بمصلحة السكة الحديد، ومحررًا رياضيًا بجريدة “الأساس”، ثم بدار أخبار اليوم.

مسيرته في عالم الرياضة:
عشق محمود بدر الدين لعبة كرة القدم منذ صغره، وعندما التحق بمدرسة السعيدية الثانوية أصبح حارس مرمى فريقها، وقد انضم في البداية إلى النادي الأهلي، ثم لعب فترة في نادى الزمالك، ولأنه لم يكن يمتلك الموهبة الكافية للتألق فقد اعتزل مبكرًا جدًا ليتجه إلى عالم التحكيم الكروي، وظل فترة طويلة من أفضل حكام الكرة في مصر إن لم يكن أفضلهم على الاطلاق. وقد تميز بدر الدين بسرعة الحركة مما جعلة يمتلك لياقة بدنية عالية رغم بدانة جسمه، إلا أنه كان قريبًا من الكرة على الدوام. وعاش بدر الدين سنوات وهو الحكم الأول في مصر قبل أن يعتزل التحكيم.
عقب اعتزاله التحكيم شغل منصب سكرتير كرة القدم بالنادي الأهلي، ومنه انتقل للعمل اداريًا في نادي الزمالك، وكان بدر الدين قمة في التنظيم والادارة حتى انه تم اخياره مسئولًا اداريًا عن منتخب مصر في كاس العالم عام 1934.
وفي أوائل الأربعينيات من القرن الماضي تم انتخاب محمود بدر الدين سكرتيرًا عامًا لاتحاد كرة القدم المصري، فوجد المكان يعاني من العشوائية والفوضى ليقرر الرجل استقالته كسكرتير عام للاتحاد في عام 1942، وقرر تعين نفسه مديرًا عامًا للاتحاد بمرتب شهري قدرة خمسون جنيهًا، وبدأ في التخطيط للكرة المصرية.
قام بدر بإرسال خطاب للجنة الأوليمبية المصرية يخطرها فيه بأن اتحاد الكرة ليس في حاجة للمعونة السنوية التي كان الاتحاد يتلقاها عبر اللجنة الأوليمبية من وزارة الشؤون الاجتماعية. كان الرجل مقتنعا بأن الكرة بكل هذه الشعبية الجارفة لابد أن تصبح قادرة على أن تنفق على نفسها دون احتياج لأي معونة من أي أحد أو جهة، ولكي يتحقق ذلك كان لابد من بطولة للدوري العام في مصر أسوة بدول أوروبا.
بدر الدين وبطولة الدوري العام:
بدأ محمود بدر الدين محاولاته في عام 1946 لإقناع الجميع بقبول فكرته، والتي عرضها من خلال جريدة “الأساس”، حيث أبدى من الأسباب الكثير لإقامة بطولة الدوري العام، وأشار إلى أهمية المنافسة بين أندية القطر المصري، وما ينتج عنها من فوائد عديدة تعود على لاعبي الكرة. وضرب بدر الدين على الوتر الحساس حين أشار إلى فائدة الإيراد الناجم عن مباريات البطولة الوليدة مما يزيد من نشاطات الأندية و يساعدها على تطوير منشاتها.
وبذل محمود بدر الدين مجهودات كبيرة في اقناع المسئولين بفكرة مسابقة الدوري العام، حتى نجح أخيرًا في إقناع الفريق “محمد حيدر”، رئيس اتحاد الكرة ورئيس نادي الزمالك في الوقت نفسه، وياور “الملك فاروق” وأحد الذين يحظون بالثقة الملكية المطلقة، بأن يقوم بعرض الفكرة على الملك، فوافق الملك. فامتلكت مصر أول بطولة للدوري العام. وقد انطلقت البطولة في يوم ٢٢ أكتوبر عام 1948، والتي أصبحت فيما بعد المسابقة الكروية الأكبر والأضخم في مصر والشرق الاوسط.
ويعود الفضل لبدر الدين في جعل كرة القدم لعبة ذات شعبية كبيرة دخلت بيوت كل المصريين، فهو من جعل المصريين يعشقون كرة القدم من خلال صوته الذى كان يجمع الملايين من المصريين عبر أثير الإذاعة المصرية في منتصف الأربعينيات لينقل لهم وصفًا تفصيليًا على مباريات كرة القدم، ليسجل التاريخ اسم محمود بدرالدين كأول معلق رياضي على مباريات الكرة، وذلك قبل وجود التلفزيون وقبل وجود إعلام يغطي الأحداث الرياضية بشكل كاف. فقد كان بدر الدين يمتلك أسلوبًا رشيقًا وبسيطًا في التعليق على المباريات في الاذاعة.

وفاته:
توفي محمود بدر الدين في عام 1955 في الطائرة وهو قادم من روما، بعدما أن أثري كرة القدم المصرية بالعديد من المآثر، والتي ستظل كرة القدم مدينة له بالفضل فيها علي مر الأيام والسنين.