شارع محمود عزمي
الاسم | محمود عزمي |
اسم الشهرة |
مولده ونشأته:
ولد محمود عزمي في قرية “شيبة قش” مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية في 5 مايو 1889. تلقى تعليمه الأولي بقريته، ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة “التوفيقية” الثانوية للمتفوقين، وبعد حصوله على شهادة الثانوية التحق بكلية الحقوق، وبعد حصوله على شهادة الحقوق أرسل في بعثة إلى فرنسا لإتمام دراسته بجامعة السوربون، وهناك تزوج بزميلة له من “روسيا البيضاء”، واصطحبها معه إلى مصر بعد حصوله على درجة الدكتوراة في القانون سنة 1912.
عمله بالصحافة:
عاد محمود عزمي إلى مصر ليعمل مدرسًا للاقتصاد بمدرسة التجارة العليا، وفي عام 1914 ألقي القبض عيه وأحيل للتحقيقات في قضية إلقاء قنبلة على موكب “السلطان حسين كامل”، بعدما وجد اسمه في مفكرة أحد المشتبه في علاقاتهم بالحادث، وأفرج عن عزمي بأمر من “حسين رشدي باشا”، رئيس الوزراء آنذاك، بعد أن تأكد أنه ليس هناك صلة بينه وبين حادث إلقاء القنبلة، وبعد هذا الحادث توطدت علاقة عزمي برئيس الوزراء و”عدلي يكن باشا”، وزير المعارف.
وخلال أحداث ثورة 1919 أصدر جريدة سرية سماها “الاستقلال”، لمخاطبة الطلبة والعمال، وظلت تصدر حتى هاجمتها السلطات وأغلقتها.
وقد عمل عزمي محررًا برلمانيًا لجريدة “السياسة” الناطقة باسم “حزب الأحرار الدستوريين” عام 1922، ثم سافر بعد ذلك مندوبًا لها في “لوزان” أثناء انعقاد مؤتمر الصلح بين تركيا والحلفاء من 22 نوفمبر 1922 إلى فبراير عام 1923.
وفي الفترة ما بين عامي 1922 و 1923، كتب محمود عزمي سلسلة مقالات تناقش مواد الدستور المصري 1923، وانتقد المادة 15 الخاصة بالصحافة، والتي نصت على أن: “الصحافة حرة في حدود القانون، والرقابة على الصحف محظورة، وإنذار الصحف أو وقفها أو إلغاؤها بالطريق الإداري محظور، إلا إذا كان ذلك ضروريًا لوقاية النظام الاجتماعي”، ورأى أن العبارة الأخيرة ما هي إلا استثناء يبطل مفعول حرية الصحافة تماما ويخضعها إلى ما كانت عليه في عهد التحكم الفردي.
حاصر عزمي بقلمه استبداد السلطة، فكتب مقالًا بجريدة السياسة انتقد فيه تدخل “الملك فؤاد”، حاكم مصر آنذاك في شئون الحكم، فألقى القبض عليه في يناير عام 1928، وأحالته النيابة العامة إلى محكمة الجنايات بتهمة “العيب في الذات الملك” التي حكمت عليه بالحبس 6 أشهر مع وقف التنفيذ، فنقض الحكم وحكمت “النقض” بإلغاء حكم الجنايات، وقضت عليه بغرامة قدرها عشرون جنيهًا.
وفي نفس العام استقال من جريدة السياسة، بسبب اعتراضه على سياسة الحزب، وأصدر جريدة معارضة تسمى “وداي النيل”، مع “توفيق دياب”، وبعد أن أغلقت الحكومة هذه الجريدة، أصدرا عزمي ودياب جريدة “الشرق الجديد”، إلا أنها لم تستمر إلا أسابيع محدودة.
ونتيجة تضييق الخناق عليه في مصر سافر عزمي إلى فرنسا، وهناك أسس مع مجموعة من الطلبة المصريين “الشعبة المصرية لجماعة حقوق الإنسان”، وحصل لها على عضوية الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، ثم سافر إلى لندن وأصدر هناك جريدة “العالم العربي” بالإنجليزية، لتتحول إلى لسان حال المعارضة المصرية في أوروبا، كما راسل من هناك جريدة “الجهاد” التي أصدرها صاحبه توفيق دياب، وأقنعه الأخير بالعودة إلى مصر بعد نهاية عهد صدقي، وبالفعل عاد ليكون المحرر الدبلوماسي لجريدة الجهاد.
تولى عزمي رئاسة تحرير جريدة “روز اليوسف” عام 1935، وفي 30 يناير 1936 عُين مستشارًا صحفيًا لمجلس الوزراء، وأسس عزمي في ذات العام صحيفة “الشباب”، أشاد فيها بالإصلاحات التي تقوم بها الوزارة.
وفي عام 1937 ترك عزمي مصر، وتوجه هذه المرة إلى العراق، وعمل أستاذًا للاقتصاد بجامعة بغداد، ولكن في آخر العام الدراسي أطلق عليه أحد الطلبة الراسبين النار فأصاب كتفه، فعاد إلى مصر ليتولى عدة مناصب حكومية.
ومن الجدير بالذكر أنه شارك في تأسيس معهد الصحافة والترجمة عام 1939، وقام بالتدريس فيه، والذي أصبح فيما بعد كلية الإعلام بجامعة القاهرة. كما قام بوضع مشروعًا باسم “جمعية الصحفيين”، وهو المشروع الذي تم على أساسه إنشاء نقابة الصحفيين في عام 1941.
نشاطه الدولي:
عرف الدكتور محمود عزمي دوليًا، حيث مثل مصر في عدد من المحافل الدولية، بداية من تمثيله مصر في لجنة الضرائب الدولية التابعة لعصبة الأمم سنة 1939، ثم تمثيله مصر في لجنة حرية تداول الأنباء التابعة للأمم المتحدة أواخر أربعينيات القرن العشرين، ثم اختياره كعضو في بعثة مصر في الأمم المتحدة سنة 1950، ثم تمثيله مصر في لجنة حقوق الإنسان الدولية سنة 1951، وتمثيله مصر في مؤتمر الشئون الصحفية بإيفيان بفرنسا سنة 1951، ثم انتخابه رئيسًا للجنة حرية تداول الأنباء ومواثيق الشرف الصحفية بالأمم المتحدة سنة 1952، ثم اختياره رئيسًا للجنة حقوق الإنسان الدولية سنة 1953، وأخيرًا رئاسته لبعثة مصر في الأمم المتحدة سنة 1954.
ويُحسب له نضاله في هيئة الأمم المتحدة من أجل الدفاع عن القضايا العربية، وحقوق الإنسان والمرأة، وحرية الإعلام والصحافة.
مؤلفاته:
قام محمود عزمي بتألف عدد من الكتب في مجال الصحافة وغيرها، منها:
- مبادئ الصحافة العامة
- الأيام المائة
- على عتبة المفاوضات
وفاته:
وفي يوم 3 نوفمبر سنة 1954، وبعد أشهر قليلة من اختياره رئيسًا لبعثة مصر في الأمم المتحدة وبينما كان يلقي كلمة مصر في محلس الأمن دفاعًا عن حقوق مصر ودفاعًا عن حق الشعب الفلسطيني في أرضه أصيب بأزمة قلبية نتيجة انفعاله الشديد وهو يلقي خطابه في المجلس، وبعد رحيله نكست هيئة الأمم المتحدة أعلامها لمدة أسبوع حدادًا عليه، كما خصصت جمعيتها العامة جلسة مشهودة لرثائه، تحدث فيها عشرات الأعضاء، الذين أشادوا بشجاعته ومواقفه الجريئة.
البوم الصور
موقع اللوحة بالشارع
المصادر والمراجع
- خير الدين الزركلي، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين الاعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، ج7، بيروت: دار العلم للملايين، 1980، ص177.
- مصطفى نجيب، موسوعة أعلام مصر في القرن العشرين، القاهرة: وكالة أنباء الشرق الأوسط، 1996، ص390.
- نجوى كامل، محمود عزمي رائد الصحافة المصرية، القاهرة: دار المعارف، 1987.