شارع مصطفى شردي

الاسم

مصطفى النحاس محمد شردي

اسم الشهرة

مصطفى شردي

مولده ونشأته:
ولد “مصطفى النحاس محمد شردي” ببورسعيد في 5 أكتوبر 1935، حيث كان والده يعمل محررًا بجريدة “المصري” ومراسلًا للجريدة ورئيسًا لمكتب المصري ببورسعيد. وكانت أسرة مصطفى شردي أسرة وفدية عاشت مخلصة لمباديء الوفد في الحرية والدستور ووحدة الشعب العظيم، وكانت صور الزعيم “سعد زغلول” و”مصطفى النحاس” على جدران بيتهم المتواضع، لذلك قام والده بتسميته “مصطفى النحاس محمد شردي”.
وببورسعيد تلقى مصطفى تعليمه الأولي، وبعد حصوله على شهادة الثانوية التحق بقسم الصحافة بكلية الآداب جامعة القاهرة، متأثرًا بعمل والده بالصحافة، وقد حصل على الليسانس في عام 1961م.
عمله بالصحافة:
ورث مصطفي شردي حب الصحافة من أبيه “محمد شردي”، وكان مصطفى في مدرسته يصدر مع أقرانه مجلة حائط يومية يكتبونها بأيديهم، وعندما وصل إلى سن الخامسة عشرة بدأ رحلته الصحفية مع جريدة “المصري”، وكان وقتها يغطي أحداث معارك الفدائيين في منطقة القناة، وعندما أغلقت جريدة المصري انتقل إلي “دار أخبار اليوم” يكتب ويلتقط الصور، ويبعث الإثارة بتحقيقاته المصورة.
وقد حقق مصطفي شردي أول نصر صحفي في حياته في عام 1956؛ فحينما تعرضت مدينة بورسعيد ومنطقة القناة للعدوان الثلاثي من جانب (انجلترا وفرنسا وإسرائيل)، قرر مصطفى شردي عدم مغادرة بورسعيد حتى يسجل هذا الغدر الثلاثي، وفي 31 أكتوبر أخذ في تصور آثار الدمار التي لحقت بالمساجد والكنائس والموت الذي سلب الحياة من الأطفال والنساء والعواجيز، ويسرع بها إلى الصحفيين الكبيرين “مصطفى وعلي أمين” لتجد طريقها إلى كبريات الصحف العالمية لتفضح غدر وهمجية جحافل إنجلترا وفرنسا، والتقط عشرات الأفلام التي تفضح العدوان، وكان عمره في ذلك الوقت 21 عامًا.
وفي عام 1958 سافر إلي لبنان ليغطي أحداث الحرب الأهلية هناك. وفي عام 1970 كلفته أخبار اليوم مع مجموعة من الطيور المهاجرة في الخليج العربي ليساهم في إصدار صحيفة “العروبة القطرية” بـ”الدوحة”، ثم انتقل إلي “أبو ظبي” ليؤسس أول جريدة يومية في دولة الإمارات العربية، وهي “الاتحاد”، وقد أسسها مع نخبة من فرسان الصحافة أمثال (جمال بدوي وجلال سرحان، وغيرهما).
وعقب عودته إلى مصر أوائل السبعينيات عمل فترة في مجلة “آخر ساعة” وبسرعة أثبت وجوده وترك بصمة على المجلة، وارتقى بسرعة الصاروخ حتى أصبح نائبا لرئيس التحرير، واستمر بهذا المنصب حتى عام 1984م.
وعندما عاد حزب الوفد إلى الحياة السياسية، وأخذ رئيسه “فؤاد سراج الدين” في البحث عن رئيسًا لتحرير جريدة الوفد، قام الكاتب الكبير مصطفى أمين بترشيح مصطفى شردي له. والتقى سراج الدين رئيس الوفد برئيس التحرير المرشح، فاكتشف أن اسمه مصطفى النحاس شردي، وله شقيق يدعى سعد زغلول شردي، من عائلة وفدية صميمة، وهذا ما أسعد سراج الدين، وفي الوقت ذاته وجده صحفيًا عبقريًا، فهو يفهم في التحرير وكنز لا يفنى من الأفكار والأخبار، بالإضافة إلى فهم كامل للإخراج الصحفي وفن الطباعة، وبذلك أصبح مصطفى شردي أول رئيس تحرير لصحيفة “الوفد”.
وخلال أسابيع قليلة بعد صدورها أصبحت جريدة الوفد ملء السمع والبصر بفضل رئيس تحريرها الشجاع صاحب القلم الرشيق الذي خاض معارك عدة دفاعًا عن الناس في وجه الظلم؛ فقد كان منحازًا للفئات الكادحة، حيث بعث بالمحررين إلى جميع أنحاء البلاد من أسوان إلى الإسكندرية يدرسون مشكلات العمال وآلامهم وآمالهم. وتعرض شردي بسبب ذلك لتهديدات كثيرة انتهت بتحطم سيارته، وتقديم بلاغات ضده وضد أسرته! لكنه صمد ولم يتراجع.
ومن الجدير بالذكر أن جريدة الوفد كانت أسبوعية عندما صدرت في عام 1984م، وقام مصطفى شردي بتحويلها إلى جريدة يومية في مارس 1987م، وأصبحت من أكثر الصحف المصرية انتشارًا نافست في ذلك الوقت الصحف العريقة مثل الأهرام والأخبار.
والملاحظ أن مصطفى شردي كان عبقريًا في الصحافة، وكاتبًا وطنيًا من طراز فريد، وله حس سياسي، كما كان حازمًا جدًا في عمله والتف حوله العاملون معه.
وتطور وضع مصطفى شردي وخاض الانتخابات البرلمانية، وأصبح نائبًا عن دائرة المناخ ببورسعيد، فأثبت وجوده وكفاءته تحت القبة، واشتهر بمحاربة الفساد برغم مشاغله الصحفية.
وقد حظي شردي منذ صغره وعمله فى بلاط صاحبة الجلالة باحترام كافة زعماء ورؤساء مصر والدول العربية يتقدمهم الراحلان “جمال عبد الناصر” و”محمد أنور السادات”، والتقى شردي بـ”محمد حسني مبارك” وعرض عليه الكثير من القضايا الهامة بالشعب المصري وأهالي بورسعيد الباسلة.
حياته الاجتماعية:
تزوج مصطفى شردي من السيدة العظيمة “ثريا” التي وقفت معه في السراء والضراء، وكانت من العوامل الأساسية لنجاحه وتحمله لمختلف المتاعب التي أحاطت به، وكذلك أبناءه خاصة ابنه “محمد مصطفى شردي” الذي ينطبق عليه المثل القائل “ابن الوز عوام”، فقد عمل في الوفد ووصل إلى أعلى المناصب ثم أعتزل في الوقت المناسب عندما لم يعد الوفد كما كان.
وفاته:
وفي يوم الخميس 29 يونيو 1989م، دخل مصطفى شردي المستشفى، وتوفي في يوم الجمعة 30 يونيو 1989م، وقد شيعت مدينته بورسعيد في جنازة لم يسبق لها مثيل.
وعندما توفي لم يَقُل فيه فؤاد سراج الدين كلمات رثاء، بل كانت كلماته تعبيرًا عن حقيقة، فجاءت كالمديح عندما قال: “كان مصطفى شردي – رحمه الله- عبقريًا في الصحافة، وكان من أعظم الصحفيين في تاريخ مصر كلها. وكان كاتبًا وطنيًا من الطراز الأول، وله حس سياسي رائع، لم أقم بتوجيهه أبدًا لكتابة أي مقال، ومع ذلك كان يقوم بالتعبير عما في نفسي كأحسن ما يكون. وهو بالإضافة إلى ذلك يتميز بشجاعة كبيرة. وكان حازمًا جدًا في عمله، ومع ذلك التفَّ حوله العاملون معه. وكان صديقهم الكبير، بابُه دائمًا مفتوح لهم، لذلك أحبوه، رغم شِدَتِه، لأنَّه إنسان من الطراز الأول”.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • كامل سلمان جاسم الجبوري، معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى سنة 2022، ج6، بيروت: دار الكتب العلمية، ص232.
  •  لمعي المطيعي، موسوعة نساء ورجال من مصر، القاهرة: دار الشروق، 2004، ص625-632.
  •  محمد عبد القدوس، مصطفى شردي: ثلاثون عامًا على وفاء صحفي عظيم، بوابة الوفد، 29 يونيو 2019، رابط الإتاحة: https://alwafd.news/essay/44179?__cf_chl_managed_tk__=pmd_cb1777f54675cb8913173552610d85b16fb71af3-1628666380-0-gqNtZGzNArijcnBszRPO
  •  مصطفى نجيب، موسوعة أعلام مصر في القرن العشرين، القاهرة: وكالة أنباء الشرق الأوسط، 1996، ص471