شارع مصطفى صادق الرافعي
الاسم | مصطفى صادق عبد الرازق سعيد أحمد عبد القادر الرافعي |
اسم الشهرة | مصطفى صادق الرافعي |
مولده ونشأته:
ولد مصطفى صادق الرافعي بمنزل جده لأمه بقرية “بهتيم” بمحافظة القليوبية في يناير سنة 1880م. فاستمع من أبيه أول ما استمع إلى تعاليم الدين، وحفظ شيئًا من القرآن الكريم، وكان لأبيه مكتبة حافلة تجمع أشتاتًا من نوادر كتب الفقه والدين والعربية فأكب عليها بنهم حتى استوعبها، وأحاط بكل ما فيها، وراح يطلب المزيد.
لم يدخل الرافعي المدرسة إلا في سن الحادية عشر، فدخل مدرسة دمنهور الابتدائية، وقضى بها عاماً، ثم نقل والده قاضيًا بمحكمة المنصورة، فانتقل معه إلى مدرسة المنصورة ونال منها الشهادة الابتدائية عام 1897، وفى نفس العام الذى نال فيه الشهادة الابتدائية مرض بحمى التيفود ولزم الفراش عدة شهور، وأثر المرض على سمعه، الذى لم يفلح معه العلاج، وقد فقد سمعه تمامًا في سن الثلاثين، وكان هذا المرض سببًا في عدم اتمام دراسته في المدارس، وقد ترك المرض أثرا في أحباله الصوتية فظلت في حلقه حبسه جعلت رنينًا أشبه بصراخ الطفل.
وعلى الرغم من ذلك فقد واصل تعليمه بجهده الشخصي، فأكب على الكتب ينهل منها، وعكف على القراءة يملأ وقته بها، معتمدًا في ذلك على مواهبة الشخصية، وقدرته الذاتية، وقد استطاع الرافعي -فيما بعد – أن يتعرف على نفسه وما حصل بجده وكده، حين أنشئت الجامعة المصرية، ولم يجدها قدمت في الأدب شيئاً جديداً عليه، بعد أن استمع لما يقال فيها لمدة عامان.
وظائفه:
عين الرافعي كاتبًا بمحكمة “طلخا” الشرعية بمحافظة الدقهلية في أبريل 1899م، ونقل إلى محكمة “إيتاي البارود” بمحافظة البحيرة، ثم إلى محكمة طنطا الشرعية، فالأهلية وفى طنطا ظل بقية حياته إلى أن توفى في مايو 10 مايو 1937م.
نشاطه الأدبي:
بدأ الرافعي ينظم الشعر ولم يبلغ العشرين من عمره، ونشره في الصحف وفى مجلات السوريين التي كانت تصدر في مصر، وصدر الجزء الأول من ديوان الرافعي سنة 1903، وهو في سن الثالثة والعشرين من عمره. ثم أصدر الجزء الثاني من الديوان سنة 1904، ثم الجزء الثالث في سنة 1906، وقدم لكل الأجزاء الثلاثة بمقدمة في معاني الشعر تدل على منهجه ومذهبه. ثم أصدر الجزء الأول من “ديوان النظرات” عام 1908، وتألق نجم الرافعي وبرز اسمه بين شعراء عصره، ولقى الكثير من حفاوة الأدباء والعلماء والزعماء، مما زاد في شهرته ورفع من مكانته الأدبية.
وقد انصرف الرافعي عن الشعر، وتحول إلى النثر ليتصدى به لما جد في الساحة من أحداث أفرزت قضايا ومشكلات، وكان أبرز تلك الأحداث التي وجهت الرافعي الى النثر، هو مضى سنتين على إنشاء الجامعة المصرية، دون أن تقدم جديداً في الأدب، فكتب الرافعي مقالات في “الجريدة” يحمل فيه على الجامعة، وعلى أساتذة الجامعة، وعلى منهج الأدب في الجامعة. وكان لهذه المقالات أثر بالغ في الأوساط المختلفة، مما اضطرت إذاعة اللجنة الفنية للجامعة إلى الاجتماع، وبحث الأمر، فقررت الاعلان عن مسابقة بين الأدباء لتأليف كتاب في ” أدبيات اللغة العربية” ورصدت للفائز جائزة مائة جنيه، ووضعت أجلاً لتمام الكتاب سبعة أشهر، فوجد أن المدة لا تكفى، فكتب في ذلك مقالاً ثانياً، اضطرت به الجامعة أن تزيد المكافأة الى مائتي جنية، وزادت المدة الى سنتين. عندئذ تأهب الرافعي لاقتحام هذا الميدان، وقطع نفسه في منتصف سنة 1909م لتأليفه، وقد فرغ منه مطبوعاً سنة 1911م قبل أن يحل الأجل المحدد.
وبتأليف الرافعي هذا الكتاب تكشف الحياة عن اتجاهات تحيطه تناهض الأدب العربي، واللغة العربية، وتحاول أن تنتقض من الإسلام، وقيمه وكتابه الكريم، فاستل قلمه، ووقف في وجه هذه الحملات، وقد حدثت مساجلات بينه وبين أعلام عصره مثل طه حسين، والعقاد، وزكى مبارك، وسلامه موسى، ولطفى السيد، وأحمد أمين، ومحمد حسين هيكل. على تباين أسلوبه في مواجهتهم، فقد وقر في اعتقاده أنه حامل راية الجهاد دفاعاً عن الاسلام وقضاياه ورجاله في بيئة تسيطر عليها مؤامرات المستعمرين المستشرقين منهم والمستغربين بأقلامهم وأساليبهم الخبيثة.
النشيد الوطني لمصر:
ثارت مصر ثورتها في 1919 ورأى الكثيرون أن يكون لمصر في نهضتها الجديدة بهذه الثورة نشيد يعبر عن أمانيها، ويكون أغنية كل مصري، وانعقدت اللجنة للنظر في الأناشيد المنظومة، وتقدم الرافعي بنشيد “اسلمي يا مصر” إلى اللجنة، وتقدم أحمد شوقي بنشيده “بني مصر”، بعد أن أخروا موعد التقديم ليشترك شوقي وحافظ، فسحب الرافعي نشيده وأعلنها ثورة على اللجنة وعلى شوقي وأنصار شوقي، وأعلنت اللجنة حكمها فكان الفائز الأول هو شوقي، وألف الرافعي لجنة من أصدقائه أصدرت حكمها بأن نشيد الرافعي هو النشيد القومي المصري، وعنى الرافعي بوضع صوت سعد زغلول في هذا النشيد، فما كاد ينشر حتى نادى الطلبة والأدباء والفنانون باتخاذه نشيداً قومياً، ونجحت الدعوة، فصار نشيد “اسلمي يا مصر” هو نشيد مصر القومي من سنة 1923 إلى سنه 1936. هذا ولا يزال هذا النشيد يستخدم كنشيد لكلية الشرطة المصرية.
النشيد الوطني لتونس:
ألّف الرافعي النشيد الوطني التونسي بعد إضافة بيتين للشاعر “أبو القاسم الشابي”، وهو النشيد المعروف بـ”حماة الحمى”.
وفاته:
توفي الرافعي وهو في سن السابعة والخمسين، وكانت وفاته بعد صلاة الفجر في 10 من شهر مايو عام1937م.
آثاره الأدبية:
ترك الرافعي الكثير من المؤلفات والآثار الأدبية، منها:
- ديوان الرافعي، 3 أجزاء.
- ديوان النظرات، صدر الجزء الأول سنة 1908، أما الثاني فلم ير النور وظل موزعاً بين الصحف.
- تاريخ آداب العرب.
- إعجاز القرآن والبلاغة النبوية.
- رسائل الأحزان في فلسفة الجمال والحب.
- تحت راية القرآن، أو المعركة القديم والجديد.
- وحي القلم “جزآن”.
البوم الصور
موقع اللوحة بالشارع
المصادر والمراجع
- سامح كريم، أعلام منسيون، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2005، ص37-50.
- محمد سعيد العريان، حياة الرافعي، القاهرة: المكتبة التجارية الكبرى، 1955.
- مصطفى علي الجوزو، مصطفى صادق الرافعي رائد الرمزية العربية المطلّة على السوريالية،بيروت: دار الأندلس، 1985 .