شارع علي إبراهيم
الاسم | علي إبراهيم عطا |
اسم الشهرة | علي إبراهيم باشا |
مولده ونشأته:
ولد “علي إبراهيم عطا” في 10 أكتوبر 1880 بمدينة الإسكندرية. ووالده “إبراهيم عطا” من مواليد قرية “مطوبس” بمحافظة الغربية (كفر الشيخ حاليًا)، كان يعمل فلاحًا في قرية “منية المرشد”. ووالدته هي الحاجة “مبروكة خفاجي” من مواليد قرية “مطوبس” أيضًا. تزوج الوالدان ولكن لم يُقدر لهذا الزواج أن يستمر طويلاً فسرعان ما تم الطلاق، وذهبت الأم إلى الإسكندرية حيث وضعت طفلها الصغير الذي أسمته “علي”.
وتكفلت والدته بتربيته وحرصت على ضمان أفضل سبل التعليم الممكنة له؛ فأدخلته مدرسة “رأس التين الإبتدائية”. وبعد حصوله على شهادة الابتدائية حاول والده ضمه إليه، فقامت والدته إلى القاهرة حتى تضمن له استمرار التحصيل العلمي. وفى القاهرة، تعلم حتى نال شهادة الثانوية العامة أو البكالوريا بتفوق عام 1897. وفى العام نفسه، التحق بمدرسة الطب “قصر العيني”، ليتخرج منها عام 1901، إذ كانت الدراسة فى مجال الطب تقتصر على أربعة أعوام فقط حينها، ضمن إجراءات عديدة اتخذتها إدارة المدرسة لتشجيع الطلاب على الإلتحاق.
حياته العملية:
كان الدكتور علي إبراهيم قد أصبح في سنته النهائية بالدراسة، مساعدًا لأستاذه الدكتور “سيمرس”، أستاذ علمي الأمرض والميكروبات، واستمر في هذا العمل بعد تخرجه لمدة عام حتى عام 1902. ثم عمل بقسم الأوبئة بمصلحة الصحة، وهى وزارة الصحة حاليًا، ونجح فى الإتيان بأكثر من دليل على نبوغه وقدرته على تشخيص أكثر من مرض ضرب القطر المصري وقتها؛ فقد كان من أوائل من نجحوا فى تحديد أصول المرض الغامض الذى ضرب بلدة موشا بأسيوط بدايات القرن العشرين، وعرفه بأنه “الكوليرا الآسيوية”، وساعد حسن تشخيصه في محاصرة الوباء الوافد. كما نجح في تشخيص المرض الذى انتشر بين عدد من سيدات الأرياف فى هذه الفترة، بأنها “الجمرة الخبيثة”.
حاول الدكتور علي إبراهيم افتتاح عيادة خاصة مع طبيب زميل له، ونجح بالفعل فى استغلال مدخرات السنوات الأولى لعمله ضمن وزارة الصحة، فى افتتاح عيادته الخاصة. ولكن التجربة فشلت بشكل ذريع، إذا كان إقبال وثقة المواطن المصري تنصب على الطبيب الأجنبي خلال هذه الفترة، فيما كان الطبيب المصري على اجتهاده غير ذى ثقة بين أهله.
ولكن هذه العثرة المؤقتة لم تمنعه من مواصلة تحصيل العلم والإطلاع العلمي والممارسة الفائقة لعلوم الطب. وأجرى سلسلة من العمليات الجراحية التى كانت سببًا في ذيوع صيته واكتساب ثقة الجميع. فأجرى عملية لاستئصال كلية نجحت نجاحا مبهرًا رغم تواضع الإمكانيات الجراحية. كما نجح فى إتمام عملية لتفتيت حصوة بالمثانة، وهى عملية كانت تستدعى فى هذا العهد البقاء أياما طويلة فى المستشفى مع ارتفاع احتمالية الوفاة.
من المناصب الإدارية التى تولاها علي إبراهيم باقتدار، كانت مسئولية إدارة مستشفى بني سويف، ثم مديرًا للمستشفى الأميري في أسيوط. ورغم ما كان قد حققه قبل وصوله أسيوط من إنجازات جراحية تحسب له، إلا أنه سعى بصعوبة إلى تغيير نظرة العامة للطبيب المصري، ولم ينقذه وقتها إلا حلول فصل الصيف وسفر الأطباء الأجانب إلى بلادهم. فتحولت دفة الاحتياج إلى الطبيب المصري. وفى أسيوط أيضًا، منح علي إبراهيم اهتمام كبير لقطاع التمريض وتوصل لإتفاق مع إحدى الأديرة لدعم جهود التمريض بالمستشفي، وواجه معارضة وزارة الصحة لمنح الممرضات الجدد مكافأة. فقرر منحهن المكافأة من ماله الخاص، حتى رضخت وزارة الصحة لإرادته.
عاد علي إبراهيم إلى القاهرة في عام 1909 ليشغل منصب مساعد الطبيب الشرعي بالمستشفى وظل بهذه الوظيفة حتى عام 1924. وخلال هذه الفترة افتتح عيادته الخاصة بشارع الصنافيري، التى باتت بعد ذلك مركزًا للتجمع والتنسيق بين الأطباء المصريين خلال ثورة 1919، والتى تزعم علي إبراهيم جهود توحيد الجبهة الطبية خلالها.
وخلال هذه الفترة أيضًا نال لقب جراح استشاري للحضرة العليا السلطانية بعد أن نجح فى إجراء جراحة دقيقة للسلطان حسين كامل. وعمل من بعد تألق نجمه وزيادة ثقة الخاصة والعامة به على النهوض بمجال الجراحة في مصر، وتدعيم المهارات المصرية به. وبالفعل اختير عام 1924، لشغل منصب أستاذ جراحة ليكون أول مصري ينال هذا اللقب والمكانة.
ثم تولى عمادة كلية طب قصر العيني عام 1929، ليصبح أول مصري يتولى هذا المنصب، وكانت هذه بداية عهد جديد ليس بالنسبة للطبيب الكبير فقط، وإنما للطب المصري ولمستشفى قصر العيني، الذى بدأ في تطوير وتحديث أقسامها، وتوسيع رقعتها. كما اهتم خلال هذا العهدى بإرسال البعثات العلمية إلى الخارج، في محاولة لاستجلاب جديد العلوم الطبية في الخارج، وتمصير مجال الطب بمواهب وطنية نابغة. ولم تكن هذه الجهود من نصيب الشباب دون الشبات المصريات، ففى عهده التحقت أول أربع فتيات بكلية الطب في أكتوبر 1929.
وفى يناير ١٩٣٠ ألف الجمعية الطبية المصرية عقب اجتماع دعا إلى عقده وزملاؤه الذين أصدروا المجلة الطبية المصرية.
ولكن النقلة التنفيذية الكبرى كانت بتوليه منصب وزير الصحة في الفترة من يوم 28 يونيو عام 1940م حتي يوم 30 يوليو عام 1941م في وزارتي حسن صبرى باشا وحسين سري باشا. وكان وراء إصدار الدستور المصرى للأدوية وتعهد مشروع إنشاء نقابة للأطباء بالرعاية، فتم افتتاح النقابة عام 1940 وكان هو أول نقيب لها.
ساعد فى تأسيس صناعة الدواء المصري خير مساعدة ودفع بمشروع إنشاء شركة مصر للمستحضرات الطبية حتى خرج إلى حيز التنفيذ.
وقد أصبح في عام 1941 مديرًا لجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة)، وذلك لمدة خمسة أعوام كاملة. ساهم بشكل كبير في تأسيس جامعة فاروق الأول والتي أصبحت جامعة الإسكندرية فيما بعد، وارتبط اسمه بإنشاء قصر العيني دار الحكمة ومستشفى العجوزة ومستشفى الهلال الأحمر.
كان الدكتور علي إبراهيم أول من منحته الجامعة المصرية درجتي الماجستير والدكتوراه الفخريتين عام 1930. وأول طبيب يدخل في عضوية مجمع اللغة العربية عام 1940.
من مؤلفاته المتعددة، “الثقافة العلمية وأثرها في الصحة العامة”، و”التعليم الطبي في مصر في العهد الحديث”.
وفاته:
بدأت صحة الدكتور علي إبراهيم في الإعتلال فكان كثيرا مايلزم بيته ويعتكف عن عمله، فلما كان يوم الثلاثاء الموافق 28 يناير عام 1947م صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها، ولم يكن بعد قد أكمل 67 عامًا. وحين إحتفلت نقابة الأطباء في عام 1979م بيوم الطبيب المصري الأول كان على إبراهيم باشا على رأس الأطباء الرواد الذين كرمت النقابة ذكراهم كما تم منح إسمه قلادة الجمهورية وسلمها الرئيس الراحل أنور السادات خلال الإحتفال بيوم الطبيب الثاني عام 1980م للأستاذ الدكتور حسن إبراهيم الإبن الأكبر للدكتور علي إبراهيم.
البوم الصور
موقع اللوحة بالشارع
المصادر والمراجع
- أحمد الحصري، علي باشا إبراهيم الأول دائمًا، البوابة نيوز، 12 أكتوبر 2019، رابط الإتاحة: https://www.albawabhnews.com/3761015?__cf_chl_managed_tk__=pmd_7e6e4d5a0a108a163115d19ee96e6555a02e5323-1628684322-0-gqNtZGzNArijcnBszRKi
- خالد عزب وسوزان عابد، علي باشا إبراهيم، مكتبة الإسكندرية، 2008.
- طارق بدراوي، رائد النهضة الطبية في العصر الحديث، جريدة أبو الهول، أغسطس 2019، رابط الإتاحة: https://www.abou-alhool.com/arabic1/details.php?id=42175
- محمد أمين، علي باشا إبراهيم، المصري اليوم، 25 يناير 2021، رابط الإتاحة: https://www.almasryalyoum.com/news/details/2241728
- مصطفى نجيب، موسوعة أعلام مصر في القرن العشرين، القاهرة: وكالة أنباء الشرق الأوسط، 1996، ص335.
- يسرا الشرقاوي، علي باشا إبراهيم “الجراح العصامي” وأول نقيب لأطباء مصر، الأهرام، 7 أبريل 2020، رابط الإتاحة: https://gate.ahram.org.eg/daily/News/758391.aspx
- يونان لبيب رزق، تاريخ الوزارات المصرية 1878-1953، القاهرة: مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 1975، ص421-428.