شارع توفيق الحكيم
الاسم | توفيق إسماعيل الحكيم |
اسم الشهرة | توفيق الحكيم |
مولده ونشأته
هو “توفيق إسماعيل الحكيم”، ولد في 9 أكتوبر 1898 بالإسكندرية. وكان والده مصري من أثرياء الفلاحين يعمل في سلك القضاء في مدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة، وكانت والدته تركية ابنة لأحد الضباط الأتراك المتقاعدين. كانت والدته سيدة متفاخرة لأنها من أصل تركي، وكانت تقيم العوائق بين توفيق الحكيم وأهله من الفلاحين، فكانت تعزله عنهم وعن أترابه من الأطفال وتمنعهم من الوصول إليه، ولعل ذلك ما جعله يستدير إلى عالمه العقلي الداخلي.
ألحقه والده بمدرسة دمنهور الابتدائية عندما بلغ السابعة من عمره حتى انتهى من تعليمه الابتدائي سنة 1915، ثم انتقل إلى القاهرة مع أعمامه، لمواصلة الدراسة الثانوية في مدرسة محمد علي الثانوية، بسبب عدم وجود مدرسة ثانوية في منطقته. وقد أتاح له هذا البعد عن عائلته نوعًا من الحرية فأخذ يهتم بنواحٍ لم يتيسر له العناية بها إلى جانب أمه كالموسيقى والتمثيل ولقد وجد في تردده على فرقة “جورج أبيض” ما يرضي ميوله الفنية للانجذاب إلى المسرح.
وعندما قامت ثورة 1919 شارك مع أعمامه في المظاهرات وقبض عليهم واعتقلوا بسجن القلعة. إلا أن والده استطاع نقله إلى المستشفى العسكري إلى أن أفرج عنه. عاد عام 1920 إلى الدراسة وحصل على شهادة البكالوريا عام 1921. ثم التحق بكلية الحقوق حسب رغبة والده ليتخرج منها عام 1925.
التحق بعد تخرجه بمكتب أحد المحامين المشهورين، فعمل محاميًا متدربا لفترة زمنية قصيرة، ونتيجة لاتصالات عائلته بأشخاص ذوي نفوذ، تمكن والده من الحصول على دعم أحد المسؤولين في إيفاده في بعثة دراسية إلى باريس في عام 1925 لمتابعة دراساته العليا في جامعتها للحصول على شهادة الدكتوراة في القانون؛ وفي باريس، كان يزور متاحف اللوفر وقاعات السينما والمسرح، واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة إذ اطلع على الأدب العالمي وفي مقدمته اليوناني والفرنسي.
لقد انصرف الحكيم عن دراسة القانون، واتجه إلى الأدب المسرحي والقصص، وتردد على المسارح الفرنسية ودار الأوبرا، فاستدعاه والداه في سنة 1927 أي بعد ثلاث سنوات فقط من إقامته هناك، دون أن يحصل على الشهادة التي أوفد من أجل الحصول عليها، فعاد إلى مصر في عام 1928.
وظائفه
عمل توفيق الحكيم بعد عودته إلى مصر وكيلًا للنائب العام سنة 1930، في المحاكم المختلطة بالإسكندرية ثم في المحاكم الأهلية. وفي سنة 1934 انتقل إلى وزارة المعارف العمومية ليعمل مفتشًا للتحقيقات، ثم نقل مديرًا لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل مديرًا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي.
وفي سنة 1944 استقال الحكيم من وظيفته الحكومية، ولكنه عاد ثانية إليها في سنة 1954، حيث عمل مديرًا لدار الكتب المصرية. وفي نفس السنة انتخب عضوًا عاملًا بمجمع اللغة العربية. وفي سنة 1956 عيّن عضوًا متفرغًا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة. وفي سنة 1959 عيّن كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس، ثم عاد إلى القاهرة في أوائل سنة 1960 إلى موقعه في المجلس الأعلى للفنون والآداب. عمل بعدها مستشارًا بجريدة الأهرام ثم عضوًا بمجلس إدارتها في عام 1971.
أسلوبه في الكتابة
لقد مزج توفيق الحكيم بين الرمزية والواقعية علي نحو فريد يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد أو غموض. وأصبح هذا الاتجاه هو الذي يكون مسرحيات الحكيم بذلك المزاج الخاص والأسلوب المتميز الذي عرف به. ويتميز الرمز في أدب توفيق الحكيم بالوضوح وعدم المبالغة في الإغلاق أو الإغراق في الغموض. ففي أسطورة إيزيس التي استوحاها من كتاب الموتى فإن أشلاء أوزوريس الحية في الأسطورة هي مصر المتقطعة الأوصال التي تنتظر من يوحدها ويجمع أبناءها علي هدف واحد. ورواية “عودة الروح” هي الشرارة التي أوقدتها الثورة المصرية، وهو في هذه القصة يعمد إلي دمج تاريخ حياته في الطفولة والصبا بتاريخ مصر، فيجمع بين الواقعية والرمزية معا على نحو جديد، وتتجلي مقدرة الحكيم الفنية في قدرته الفائقة على الإبداع وابتكار الشخصيات وتوظيف الأسطورة والتاريخ على نحو يتميز بالبراعة والإتقان، ويكشف عن مهارة تمرس وحسن اختيار للقالب الفني الذي يصب فيه إبداعه، سواء في القصة أو المسرحية، بالإضافة إلي تنوع مستويات الحوار لديه بما يناسب كل شخصية من شخصياته، ويتفق مع مستواها الفكري والاجتماعي؛ وهو ما يشهد بتمكنه ووعيه. ويمتاز أسلوب توفيق الحكيم بالدقة والتكثيف الشديد وحشد المعاني والدلالات والقدرة الفائقة علي التصوير؛ فهو يصف في جمل قليلة ما قد لا يبلغه غيره في صفحات طوال، سواء كان ذلك في رواياته أو مسرحياته. ويعتني الحكيم عناية فائقة بدقة تصوير المشاهد وحيوية تجسيد الحركة ووصف الجوانب الشعورية والانفعالات النفسية بعمق وإيحاء شديدين.
توفيق الحكيم والمسرح
بالرغم من الإنتاج المسرحي الغزير للحكيم، الذي يجعله في مقدمة كتاب المسرح العربي وفي صدارة رواده، فإنه لم يكتب إلا عددًا قليلاً من المسرحيات التي يمكن تمثيلها علي خشبة المسرح ليشاهدها الجمهور، وإنما كانت معظم مسرحياته من النوع الذي يمكن أن يطلق عليه (المسرح الذهني)، الذي كتب ليقرأ فيكتشف القارئ من خلاله عالما من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها علي الواقع في سهولة ويسر؛ لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي.
ولا ترجع أهمية توفيق الحكيم إلي كونه صاحب أول مسرحية عربية ناضجة بالمعيار النقدي الحديث فحسب، وهي مسرحية (أهل الكهف)، وصاحب أول رواية بذلك المعنى المفهوم للرواية الحديثة وهي رواية (عودة الروح)، اللتين نشرتا عام 1932، وإنما ترجع أهميته أيضًا إلى كونه أول مؤلف إبداعي استلهم في أعماله المسرحية الروائية موضوعات مستمدة من التراث المصري. وقد استلهم هذا التراث عبر عصوره المختلفة، سواء كانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية، كما أنه استمد أيضا شخصياته وقضاياه المسرحية والروائية من الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي المعاصر لأمته.
الجوائز والتقدير
- قلادة الجمهورية عام 1957.
- جائزة الدولة في الآداب عام 1960، ووسام الفنون من الدرجة الأولى.
- قلادة النيل عام 1975.
- الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975.
- أطلق اسمه على فرقة (مسرح الحكيم) في عام 1964 حتى عام 1972.
- أطلق اسمه على مسرح محمد فريد اعتبارًا من عام 1987.
أعماله الأدبية
لقد أثرى توفيق الحكيم الأدب العربي بالكثير من المؤلفات والأعمال الأدبية، وقد ترجم الكثير منها إلى عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية. ونذكر من أعماله:
أولًا- الروايات
- عودة الرّوح
- القصر المسحور مع طه حسين
- يوميّات نائب في الأرياف
- عصفور من الشّرق
- أشعب
- راقصة المَعبد روايات قصيرة
- حمار الحكيم
- الرّباط المُقدس
ثانيًا- القصص، نذكر منها:
- عهد الشّيطان قصص
- سلطان الظّلام قصص
- عدالة وفن قصص
ثالثًا- المسرحيات، نذكر منها:
- أهل الكهف
- شهرزاد
- سليمان الحكيم
- الملك أوديب
- مسرح المُجتمع
- إيزيس
- السّلطان الحائر
- مجلس العدلّ
رابعًا- النصوص والدراسات، منها:
- شجرة الحُكم (نصوص سياسيّة)
- عصا الحكيم (نصوص حواريّة)
- تأمّلات في السّياسة (نصوص فكريّة)
- التعادليّة (نصوص فكريّة)
- شجرة الحُكم السياسيّ (نصوص سياسيّة)
قضى توفيق الحكيم السنوات الثلاث الأخيرة في حياته في متاعب صحية عديدة سواء بسبب أمراض الشيخوخة أو أمراض الوحدة والأحزان التي تولدت عن رحيل ابنه إسماعيل. واستمر كذلك حتى توفاه الله في 26 يوليو 1987.
وفاته
البوم الصور
موقع اللوحة بالشارع
المصادر والمراجع
- إسماعيل أدهم وإبراهيم ناجي، توفيق الحكيم، مؤسسة هنداوي، 2011.
- محمد السيد شوشة، 85 شمعة في حياة توفيق الحكيم، القاهرة: دار المعارف، 1984.
- محمد خير رمضان يوسف، تتمة الأعلام للزركلي، بيروت: دار ابن حزم، 2000، ص75.
- كامل سلمان جبوري، معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى عام 2002م، ج1، بيروت: دار الكتب العلمية، 2003، ص502.