شارع خان الخليلي

الاسم

خان الخليلي

اسم الشهرة

 

 يقع المكان الذي يشغله خان الخليلي حاليًا بين مشهد وجامع الحسين وشارع المعز، وبين ميدان وشارع الجامع الأزهر وأبرز آثار العصور الفاطمية والمملوكية. وكان موضعه تربة القصر الشرقي الخاص بالخليفة المعز بالله الفاطمي، التي فيها قبور الخلفاء الفاطميين المعروفة بـ “تربة الزعفران”. وقد قام الأمير “جهاركس الخليلي” بتدمير هذه المقابر، وبنى مكانها هذا الخان في 1382م، الذي مازال يعرف باسمه حتى الآن.

والخان عبارة عن مبنى على شكل مربع كبير، ويحيط بفناء يشبه الوكالة، فيما تضُم الطبقة الوسطى منهُ المحلات، أما الطبقات العليا فتحتضِن المخازن والمساكن.

قصة بناء الخان:

عندما أراد الأمير جهاركس الخليلي أن يبني لنفسه خانًا كبيرًا، تمارس فيه شتى أنواع التجارة، وبعد بحثه عن موضع مناسب، رأى أن يشيد الخان على موضع قريب من مسجد سلطانه “الظاهر برقوق” بالقرب من ميدان “بين القصرين” بشارع المعز، ولم يكن هناك شيء ليعيق الخليلي عن قراره، سوى أن الأرض التي اختارها كانت تحوي رفات الخلفاء الفاطميين، وهو ما يستدعي نبش قبورهم للبدء في البناء، وهو قرار لم يكن من السهل اتخاذه دون مسوغ شرعي.

وكان للخليلي، صديق يدعى الشيخ “شمس الدين محمد القليجي”، وهو شيخ حنفي يعمل بالإفتاء، وتولى نيابة القضاة بالقاهرة لفترة، فتوجه إليه جهاركس وسأله الرأي الشرعي في نبش القبور التي تعيق إنشاء مشروعه الاقتصادي، فما كان من القليجي إلا أن أفتاه بجواز إزالتها وإلقاء ما بها من رفات لأن الفاطميين “كفارًا رفضة”.

فقام الأمير جهاركس بنبش تربة الزعفران واستخراج رفاة عشرات الرجال والنساء، وقام العمال بوضعهم على ظهر الحمير، وألقي بها في “كيمان البرقية”، مقلب قمامة ضخم موضعه الحالي هو حديقة الأزهر، في نهاية لا تليق بمن كانوا يومًا ما حكامًا لدولة مترامية الأطراف تشمل مصر وأجزاء من الشام وشمال أفريقيا.

وقد قام السلطان الغوري في يولية 1511م، بهدم خان الخليلي وأنشأ مكانه حواصل وحوانيت وربوعًا ووكالات للتجار يتوصل إليها من ثلاث بوابات، وقد هدمت هذه الحواصل والحوانيت وأعيد بناء الخان بعد ذلك.

ولم يتأثر خان الخليلي بعوامل الزمن، وظل ملهمًا للأدباء والفنانين، فيُحرّض أخيلتهم دائمًا على الإبداع، مثلما كتبَ “نجيب محفوظ” روايته (خان الخليلي) من وحي أجواء الحي القديم، واصفًا إياه” “ستجِد في الشارع الطويل، عِمارات مُربعة القوائم تصِل بينها ممرات جانبية تقاطع الشارع الأصليّ، وتزحُم جوانب الممرات والشارع نفسه بالحوانيت (أيّ الدُكان)؛ فدُكان للساعاتي وخطاط وأخر للشاي، ورابع للسجاد وخامس للتُحف وهكذا. بينما يقع هُنا وهناك مقاهي لا يزيد حجم الواحدة منها عن حجم الحانوت (الدُكان) الصغير، وقدّ جلسَ الصنَّاع أمام الدكاكين يكبون على فنونهم في صبر”.

من هو الأمير جهاركس الخليلي؟

من أمراء الدولة المملوكية في عهد السلطان الظاهر برقوق، ومقربا إليه؛ ويحمل لقب “أمير أخور”. وينسب إلى مدينة الخليل بفلسطين. كان المشرف على الاسطبلات والبريد.

ويذكر “المقريزي” أن الأمير جهاركس “كان خبيرًا بأمر دنياه كثير الصدقة ووقف هذا الخان وغيره على عمل خبز يفرق بمكة على كل فقير منه في اليوم رغيفان، فعمل ذلك مدة سنين ثم لما عظمت الأسعار بمصر وتغيرت نقودها من سنة ست وثمانمائة صار يحمل إلى مكة مال ويفرق بها على الفقراء”.

نهاية الأمير جهاركس:

كانت نهاية الأمير جهاركس مثيرة وتستدعي التوقف، وهي نهاية اعتبرها “المقريزي” أفضل جزاء على ما فعله من نبش لقبور الموتى والاستهانة بها.

فقد أمره السلطان برقوق، بترأس جيش ضم 500 مملوك، والتوجه بهم إلى دمشق لمواجهة بعض الأمراء الذين خرجوا على السلطان، في “معركة الناصري” عام 1389م، إلا أن جنود السلطان هزموا بسبب خيانة بعض القواد للخليلي وفرار الباقين.

وقد قتل الأمير جهاركس في هذه المعركة، وقد ذكر المقريزي “وقتل الخليلي في يوم الاثنين حادي عشر شهر ربيع الآخر سنة احدى وتسعين وسبعمائة، وترك على الأرض عاريًا وسوءته مكشوفة، وقد انتفخ وكان طويلًا عريًضا إلى أن تمزق وبلي عقوبة من الله تعالى بما هتك من رمم الأئمة وأبنائهم”.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • أندريه ريمون، القاهرة تاريخ حاضرة، ترجمة/ لطيف فرج، القاهرة: دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، 1994، ص51، 162.
  • تقي الدين المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، ج2، القاهرة: مكتبة الثقافة الدينية، 1987، ص94.
  • حمدي أبو جليل، القاهرة شوارع وحكايات، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2013، ص19-27.
  • علي مبارك، الخطط التوفيقية لمصر ومدنها وبلادها القديمة والشهيرة، ج2، القاهرة: المطبعة الأميرية ببولاق، 1304هـ، ص18.