أحمد عثمان
الاسم | أحمد عثمان |
اسم الشهرة | أحمد عثمان |
مولده ونشأته
ولد “أحمد عثمان” في قرية “عنيبة” بالقرب من أسوان في النوبة. تلقى تعليمه الأولى في أسوان، ثم انتقل للاستكمال تعليمه في مدرسة الفنون والزخارف المصرية في القاهرة التي تطورت بعد ذلك، وأصبحت تسمى “الفنون التطبيقية”، وتتلمذ في المدرسة على أيدى أستاذين عظيمين، هما: الرسام وفنان الديكور “وليم أرنولد ستيوارت” البريطاني و”راغب عزب المصري”، وفى المدرسة تعلم فن صناعة الأثاث وكل الفنون الزخرفية على الخشب. وبعد تخرجه، بدأ العمل مع بعثة جامعة بنسلفانيا للتنقيب عن الآثار في فلسطين، وذهب وعاش فترة، وكان مسؤولًا عن تسجيل الآثار المكتشفة ورسمها، وكذلك رسم كل الحفريات في عام ١٩٢٨.
ولم يلبث أن حصل في نفس العام على منحة للدراسة في روما حيث التحق بقسم النحت في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة. بعد حصوله على شهادته في 1932، سافر إلى فلورنسا للتخصص بالنحت التزييني في المعهد الملكي للفنون، وفى النهاية حصل على الدكتوراة من أكاديمية الفنون الإيطالية.
وظائفه ومناصبه
بعد أن أنهى دراسته في روما عاد إلى مصر في عام 1933 حيث عيّن أستاذًا في النحت في مدرسة الفنون التطبيقية بالجيزة (مدرسة الفنون والزخارف سابقًا)، وكان يدير المدرسة في تلك الفترة الفنان “محمد حسن”.
وفي عام 1937 عُين أحمد عثمان رئيسًا لقسم النحت في مدرسة الفنون الجميلة بالزمالك، وكان أول مصري يترأس هذا القسم منذ إنشائه عام ١٩٠٨. وكان أستاذًا حقيقيًّا تتلمذ على يديه كبار النحاتين المصريين من الجيل التالي، وعلى رأسهم الفنان الراحل “آدم حنين”.
وشارك أحمد عثمان في الوفد المصري لتجهيز جناح مصر في معرض الفنون التطبيقية في باريس عام ١٩٣٧، وشارك في الوفد المصري الذى ترأسه “محمد محمود خليل”، رئيس مجلس الشيوخ، المقتنى الأكبر والأعظم للفن التشكيلي في مصر، وشارك في بينالي فينيسيا مع الفنانين الكبيرين “محمود سعيد” و”محمد ناجي” عام ١٩٣٨، وكانت مصر ممثّلة في البينالي للمرة الأولى.
وخلال عمله في مصر قام بتجربة فذة، إذ ذهب إلى سجن طرة، حيث المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة يقومون بتكسير صخر الجبل في طرة، وقام بعمل دورات تدريبية للمساجين لينحتوا في هذا الصخر، ويحولوا هذا العمل الشاق في النهاية إلى عمل فنى من تماثيل، ونجحت الفكرة، وأقامت مصلحة السجون معرضًا لأعمال المساجين، الذين تحول بعضهم إلى فنانين، وكان هذا عملًا إنسانيًّا رائعًا.
وفي عام ١٩٥٧ تقرر إنشاء كلية للفنون الجميلة بالإسكندرية، وعُهد إلى أحمد عثمان بتأسيسها، وأصبح أول عميد لها. واستطاع في فترة وجيزة إقناع كبار فناني الإسكندرية بالتدريس فيها، فجمع مجموعة نادرة تشمل سيف وأدهم وانلي وسعيد الصدر ومريم عبدالعليم وحامد ندا وجمال السجيني والنحات العظيم محمود موسى ومجموعة أخرى كبيرة، وبذا أصبحت كلية فنون مهمة. وكان صاحب فكرة إنشاء متحف لكلية فنون الإسكندرية، وأسس المتحف، وعن طريق صداقته وزمالته لكبار الفنانين استطاع إقناعهم بالتبرع ببعض مقتنياتهم للمتحف، وبالرغم من أن هذا متحف صغير، فإنه يحوي فنونًا عظيمة.
وبعد إحالته للتقاعد في عام 1968 تولى منصب مدير معهد ليوناردو دافنشي بالقاهرة، والمستشار الفني لوزارة الثقافة وكان عضواً بمجلس السلام الدولي .
أعماله وإنجازاته
يعد أحمد عثمان أحد ألمع النحاتين المصريين بين أبناء جيله، وبينما كانت أعماله الأولى تماثل الخصائص الإيطالية الكلاسيكية، باشر في نهاية الثلاثينيات بنحت سلسلة من التماثيل البرونزية النصفية التي تجسّد الفلاحات المصريات. تتميّز هذه التماثيل بواقعيتها من ناحية تصوير ملامح الفلاحات ونشاطات الحياة الريفية اليومية، فهي تجسّد بساطة وبهجة الحياة في الريف التي عبّر عنها غالباً من خلال ابتسامات تماثيل الفلاحات.
كان عثمان مختصًا كذلك بالمنحوتات الزخرفية وقد كلّف بتزيين العديد من المباني العامة. أنجز مع زميله النحات منصور فرج سنة 1936 النحت البارز لتزيين مدخل حديقة الحيوانات في الجيزة. وفي عام 1947، نحت النقش البارز لتزيين قاعدة تمثال إبراهيم باشا التذكاري في ميدان الأوبرا في القاهرة الذي أنجزه النحات الفرنسي شارل كوردييه (1829-1905).
وإلى جانب نشاطاته كفنان ومدرّس، كان منخرطًا في صيانة التراث الثقافي المصري، فقد شارك في العام 1954 في نقل تمثال رمسيس الثاني من ميت رهينة (ممفيس) وإعادة نصبه في ميدان باب الحديد مقابل محطة القطارات المركزية في القاهرة. كما شارك أحمد عثمان في حملة اليونسكو النوبية بدءً من 1959 بابتكاره تقنيات قطع وإعادة تركيب الكتل الحجرية لنقل معبد أبي سمبل.
تمّ تكليف عثمان في زمن جمال عبد الناصر بنحت واجهة نادي الضباط في الزمالك ونادي القوات المسلحة في مصر الجديدة (هليوبوليس)، بالإضافة إلى النسر البرونزي المنمط فوق مدخل برج القاهرة سنة 1961.
كان أحمد عثمان علاوة على ذلك رسامًا ماهرًا فقد أنجز سلسلة من رسوم العراة الأنثوية والذكرية بالفحم والعديد من الرسوم الشخصية، وهي أنماط أتقنها عندما كان في المدرسة الحرة للرسم العاري. يعكس عثمان في رسومه خلفيته كنحات من خلال إدخاله خطوطاً واضحة وظلالاً على كتل نحتية. يمكن العثور على أعماله في بعض المجموعات الخاصة وفي كل من متحف الفن المصري والحديث والمتحف الزراعي في القاهرة، وفي متحف الفنون الجميلة في الإسكندرية كما في متحف: المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة.
من أعماله الأخرى
- النحت البارز في حوائط محطة سراي القبة عام 1937.
- تمثال الشاعر أحمد شوقي بالقاهرة سنة 1960.
- تمثال الأثري محمد زكريا غنيم المقام بفناء المتحف المصري بالقاهرة 1960.
- النحت البارز على واجهة مصلحة المساحة العسكرية بالقاهرة 1965.
- النصب التذكاري لميدان الجمهورية الذي تطل عليه محطة السكة الحديد بالإسكندرية.
- تمثال يمثل رمز العلم والصحة والرفاهية بسرس الليان 1966.
- النحت البارز بدار الأوبرا لنجيب الريحاني، ومحمد تيمور، قبل احتراقها .
- واجهة مبنى الكونسرفتوار سنة 1967.
- تمثال النزهة واختارته مؤسسة هليوبوليس بالقاهرة.
- تمثال الزعيم محمد فريد المقام في مبنى نقابة المعلمين بالقاهرة.
- مشروع تمثال عبد المنعم رياض.
- وقد اقتنت الدولة مجموعة من تماثيله بمتحف الفن الحديث بالقاهرة والإسكندرية .
الجوائز والأوسمة
- الجائزة الأولى لفن النحت ببينالي الإسكندرية عن تمثال أحمد شوقي.
- حصل على ميدالية ذهبية ووسام من محافظة الإسكندرية عند إحالته إلى التقاعد.
- حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1968.
وفاته
توفي الفنان أحمد عثمان في نوفمبر 1970، في حادث قطار.
البوم الصور
موقع اللوحة بالشارع
المصادر والمراجع
- رشدي إسكندر وآخرون، 80 سنة من الفن 1908 – 1988، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1991
- سعيد حامد الصدر، المثّال أحمد عثمان: حياته وأعماله، القاهرة: الهيئة العامة للاستعلامات، 1985.
- محمد أبو الغار، «أحمد عثمان».. النحات النوبى العظيم، المصري اليوم، 9 يوليو 2024، اطلع عليه بتاريخ 4 ديسمبر 2024، رابط الإتاحة: https://www.almasryalyoum.com/news/details/3209557
- محمد الناصر، في ذكرى ميلاد رفيق درب مختار ومحمود سعيد.. أحمد عثمان تشكيل الوجدان بجذور الفن المصري، الأهرام، 5 يوليو 2024، اطلع عليه بتاريخ 4 ديسمبر 2024، رابط الإتاحة: https://gate.ahram.org.eg/daily/News/948033.aspx
- نادية رضوان، أحمد عثمان، ترجمة فيفيان حمزة، موسوعة متحف للفن الحديث والعالم العربي، اطلع عليه بتاريخ 4 ديسمبر 2024، رابط الإتاحة: https://www.encyclopedia.mathaf.org.qa/ar/bios/Pages/Ahmad-Osman.aspx