شارع اسماعيل القباني

الاسم

إسماعيل القباني

اسم الشهرة

 

مولده ونشأته

ولد “إسماعيل القباني” في إحدي قرى محافظة أسيوط عام 1898، وفي بداية حياته أرسله والده إلي كتّاب الشيخ “سيد القيط” في أسيوط، وكان كتّابه يقع في “العتبة الزرقاء” قريبًا من مسجد “جلال الدين السيوطي”، ثم التحق بالتعليم الإبتدائي، وحصل علي شهادة البكالوريا من المدرسة “السعيدية الثانوية” بالقاهرة، التحق بعدها بمدرسة المعلمين العليا، ثم تخرج فيها متفوقًا عام 1917، وقد أرسل بعدها بعام 1918 في بعثة إلي جامعة “برستول” الإنجليزية لدراسة الرياضيات، لكنه اضطر إلي الانقطاع عن البعثة والعودة إلى مصر بسبب مرضه في عام 1919. وقد حصل القباني على بكالوريوس في علوم التربية من جامعة لندن عام 1926.

نشاطه التعليمي والتربوي

عقب عودة القباني إلى مصر عين مدرسًا للرياضيات بالمدرسة الثانوية بأسيوط، وفي أسيوط اتسعت دائرة نشاطه التعليمي والتربوي؛ فأنشأ قسمًا مسائيًا لتعليم الكبار المحرومين من أبناء الوطن، وتطوع معه في التعليم به بعض الغيورين، كان منهم وكيل النيابة وقتئذ “عبد الرزاق السنهوري”، ومدير التعليم “محمود فهمي النقراشي”.

وفي هذه المدرسة بدأت سمات المربي الأستاذ إسماعيل القباني تعلن عن نفسها، فلم يكن يدع فرصة أو موقفا إلا واستغله لتنشئة طلابه تنشئة علمية سليمة، فكان يناقش معهم ما يجري حولهم من أحداث عالمية، وأحداث محلية ووطنية واجتماعية، وما يظهر في الصحف من أخبار، لهذا لم يكن القباني مدرسًا فحسب، بل كان مربيًا يتعهد طلابه بالمعرفة السياسية كمواطنين.

وفي عام 1924 نقل القباني إلي مدرسة المعلمين الثانوية ليدرس مواد التربية وعلم النفس لطلابها الذين كانوا يعينون عند تخرجهم في وظائف التدريس بالمدارس الابتدائية آنذاك، ثم سرعان ما اختير بعد ذلك ليكون مدرسًا في مدرسة المعلمين العليا فكان يدرس في أغلب الوقت علم النفس، والتربية العملية. و بحكم تخصصه  كان يدرس بعض الوقت علومًا رياضية.

وعندما أنشئ معهد التربية الإبتدائي (وهو الذي حل محل مدرسة المعلمين الثانوية)، ومن بعده معهد التربية العالي للمعلمين، أُسند إلي القباني تدريس مواد التربية وعلم النفس في هذين المعهدين. وقد أصبح عميدًا للمعهد حتى عام 1945.

ثم انتقل إلى وزارة المعارف مستشارًا فنيًا مساعدًا ثم مستشارًا فنيًا عام 1947، ثم وكيلًا للوزارة عام 1948.

إسهاماته

كان القباني هو الرائد الأول في القياس العقلي في مصر، ويجمع التربويون على أن أهم ما حققه في مجال الفكر التربوي يتمثل في إنجازاته في علوم القياس العقلي في مصر على مدى الفترة من 1929 وحتى 1952، وقد بدأت شهرته في هذا المجال عندما رافق الأستاذ “كلاياريد” العالم النفسي السويسري المشهور حين جاء إلي مصر عام 1929، وأجرى بالاشتراك معه سلسلة من التجارب التربوية والنفسية، من بينها الإشراف علي إجراء اختبار «بالارد» لقياس ذكاء التلاميذ بين سن الثامنة والرابعة عشرة، وقد قام الأستاذ القباني بترجمة اختبار «بالارد» إلي اللغة العربية وعدله في بعض نقاطه، ثم أجري الاختبار علي ثلاثة آلاف تلميذ وتلميذة، وقد سجل كالاياريد النتائج التي توصل إليها القباني في تقريره.

ثم بدأ القباني بحوثة التطبيقية في تقنين اختبار الذكاء الابتدائي (1930-1934)، حيث طبق الاختبار في صورته التي عدلها هو واستخرج منه الأعمار العقلية المناسبة، ونسب الذكاء، كما أثبت صدقية الاختبار من حيث علاقته بالاختبارات الأخرى، ومن حيث علاقته بنتائج النجاح المدرسي وتقدير المدرسين للذكاء.

كما عُرف عن القباني اهتمامه بالاختبارات الموضوعية لقياس التحصيل الدراسي، حيث وضع اختبارات لقياس المهارة في العمليات الحسابية، والمهارة في التفكير الحسابي، وتجلى هذا في  كتاباته عن مشكلة الامتحانات في مصر عام 1938.

امتدت جهود القباني إلي بناء المقررات المدرسية في معهد التربية مستهدفًا التطبيق الواقعي للآراء والنظريات التربوية التي تشبع بها فكره في البيئة المصرية، ونجح في إنشاء الفصول التجريبية التي ألحقت بمعهد التربية، ثم أتبعها بإنشاء المدارس النموذجية الابتدائية والثانوية بالقبة، والأورمان في مدينة القاهرة.

ولم تقف رعاية القباني لطلاب التربية وخريجي معهد التربية العالي عند حد رعايتهم داخل معهد التربية، لكنه تبني فكرة إنشاء رابطة الخريجين التي ظهرت إلي حيز الوجود في يونيو عام 1943، وذلك من أجل تحقيق هدفه في توثيق الروابط العملية والاجتماعية بين أعضائها، إلي جانب بحث مشكلات التربية والتعليم في الميدان، وإيجاد الحلول العملية والتطبيقية المناسبة، ونشر مبادئ التربية الحديثة.

وقد نشأت الرابطة وتألفت لها هيئة تنفيذية جمعت بين عضويتها بعض أساتذة المعهد، وبعض قدامي الخريجين، وقام القباني بقيادة الرابطة وتوجيهها في هذا السبيل، فكان مقرها صالونًا للفكر التربوي، ومجالًا للنشاط التعليمي، وتهيئة الجو العلمي للبحث التربوي والتعليمي.

وبعد أن شارك القباني في تأسيس رابطة الخريجين أسس من خلالها في عام 1948 صحيفة «التربية» لتعبر عن الرابطة، ولتكون لسان حالها، وتولي رئاسة تحريرها، واشترك معه في هيئة تحريرها بعض من زملائه أساتذة التربية بمعهد التربية، وكذلك بعض قدامي الخريجين. وقد تولى القباني رئاسة الرابطة خلال الفترة من 1943 إلى 1953، وكذلك رئيسًا لهيئة تحرير صحيفة التربية (1948-1953).

القباني وزيرًا للتعليم

تولى القباني منصب وزير المعارف (التربية والتعليم) في الفترة ما بين 9 سبتمبر 1952 و13 يناير 1954، أي ما يقرب من سبعة عشر شهرًا، وكان ذلك في مستهل عهد ثورة يوليو 1952. و ما أن تولى القباني الوزارة حتى بدأ في  إصدار التشريعات التعليمية التي ترجمت أفكاره ومخططاته إلي إطار تعليمي محدد، وسياسة تربوية واضحة المعالم والأبعاد، مستهدفًا إصلاح وتطوير قاعدة التعليم الشعبية، وتوحيدها لجميع أبناء المواطنين، وجعل التعليم فيها حقًا للجميع تتكافأ فيه الفرص أمامه بغض النظر عن طبقية أو جاه أو غني أو فقر، وبهذا وضع الأساس القوي لديمقراطية التعليم في عصر جديد كان يحب أن ينسب له مثل هذا التوجه.

كان القباني هو صاحب فكرة توحيد التعليم الأولي والابتدائي، وقد صدر قرار بتنفيذه من خلال القانون رقم 201 لسنة 1953 الخاص بتنظيم التعليم الابتدائي وصيغت فلسفة هذا القانون على أنها كانت تعبيرًا عن رغبة الثورة المعلنة في تذويب الفوارق الثقافية بين المواطنين، وتوحيد عقلية الشعب، وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وخلق عقلية مصرية متجانسة، وبمقتضي هذا القانون جعل التعليم الابتدائي إلزاميًا لجميع الأطفال من البنين والبنات من سن السادسة حتي الثانية عشرة.

كما استصدر القباني تشريعًا أعاد به هيكلة السلم التعليمي المصري، وهو القانون رقم 211 لسنة 1953، وبدأ في تنفيذه في أول العام الدراسي (1953-1954)، وهو النظام الذي لانزال نسير عليه حتى يومنا هذا. وبمقتضي هذا القانون تعدل التعليم الثانوي القديم ليتكون من مرحلتين، مرحلة إعدادية (متوسطة)، ومرحلة ثانوية، ومدة الدراسة بالمرحلة الإعدادية أربع سنوات (وقد عدلت فيما بعد إلي 3 سنوات فقط)، والقبول بالسنة الأولي منها بامتحان محلي لطلاب الالتحاق بهذه المرحلة علي أن تكون أعمارهم بين سن العاشرة والثانية عشرة وعلي أن يمتحنوا في مادتي اللغة العربية والحساب، وتنتهي المرحلة الإعدادية بامتحان تعقده كل منطقة من مناطق التعليم لتلاميذها، ويمنح الناجحون فيه شهادة الدراسة الإعدادية.

أما المرحلة الثانوية فثلاث سنوات ويقبل بالسنة الأولي منها الحاصلون علي الشهادة الإعداية بشرط ألا تزيد السن علي سبع عشرة سنة، والدراسة بهذه المرحلة موحدة في السنة الأولي، ثم تتشعب في السنتين الثانية والثالثة إلي قسمين أدبي وعلمي، ويعقد امتحان نقل لتلاميذ السنتين الأولي والثانية، وفي نهاية السنة الثالثة تعقد الوزارة امتحانا عاما يمنح الناجحون فيه شهادات الدراسة الثانوية العامة.

وعلى صعيد ثالث اهتم القباني بإصلاح التعليم الثانوي الفني بأنواعه (الصناعي، والتجاري، والزراعي) ورفع مستوي الدراسة بمدارسه، وأصبح القبول بهذه المدارس بالشهادة الإعدادية.

كما اهتم الأستاذ إسماعيل القباني بتطوير محتوى المناهج الدراسية في جميع مراحل التعليم، ولأول مرة في تاريخ المناهج التعليمية صدرت المناهج مقترنة بتوجيهات فنية توضح لمدرسي المواد الدراسية المختلفة أفضل أساليب التدريس، وكيفية معالجتها.

محو الأمية وتعليم الكبار

كان القباني مهتمًا بمحو الأمية للكبار والتوسع في إنشاء فصول مكافحة الأمية، كما قامت الوزارة في عهده بإجراء تجارب لمكافحة الأمية بين كبار السن في بلدة سرس الليان، وبلدة المنايل بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وكانت قمة جهوده في هذا المجال افتتاحه للمركز الدولي للتربية الأساسية (يناير 1953) الذي تعاونت في إنشائه كل من منظمة اليونسكو والحكومة المصرية.

مؤلفاته

من مؤلفاته:

  • قياس الذكاء في المدارس الابتدائية.
  • سياسة التعليم في مصر.
  • دراسات في تنظيم التعليم في مصر.
  • التربية عن طريق النشاط.
  • مائة عام في التعليم المصري، باللغة الإنجليزية.

وفاته

       تُوفي المربي الكبير إسماعيل القباني عام 1963، بعد أن قدم لوطنه أعظم الخدمات.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • محمد درويش درويش، قراءة تحليلية لأفكار تربوية عند رائد التربية في الوطن العربي: إسماعيل القباني 1898-1963، مجلة التربية، كلية التربية، جامعة الأزهر، العدد189، ج2، يناير 2021، ص446-482
  • محمود قمبر، من أعلام التربية: إسماعيل القباني 1898-1963، حوليات كلية التربية، جامعة قطر، العدد10، 1993، ص17-41.