شارع امين الخولي

الاسم

أمين إبراهيم عبد الباقي عامر إسماعيل يوسف الخولي

اسم الشهرة

أمين الخولي

مولده ونشأته

هو “أمين إبراهيم عبد الباقي عامر إسماعيل يوسف الخولي”، ولد في سنة 1895 في قرية “شوشاي”، مركز أشمون، محافظة المنوفية. حفظ القران الكريم بكُتاب القرية. كان والده مزارع حصل من التعليم الأزهري على ما يعادل الابتدائية؛ فكان له أثر كبير في هيكلة شخصيته وبلورة فكره في نشأته الأولية.

عاش أمين الخولي طفولته الأولي في القرية ثم انتقل إلى القاهرة في السابعة من عمره تقريبًا ليعيش في كنف جده الذي كان من أشهر علماء القراءات في ذلك الوقت، وفي رعاية خاله “الشيخ عامر” الذي حصل على الأهلية من الأزهر واشتغل إمامًا وخطيًبا، فأثرت الظروف البيئية التي عاشها أمين الخولي في تكوين شخصيته الثقافية والفكرية.

التحق الخولي بالمدارس المدنية، ثم التحق بمدرسة القضاء الشرعي، وتخرج فيها عام 1920، هذه المدرسة التي رسم خطتها ونظامها “الشيخ محمد عبده”، و قام بالتدريس فيه فئة من خاصة تلاميذه.

ومن هنا وجد أمين الخولي نفسه قريبًا من اتجاهات الأستاذ الإمام محمد عبده في التفسير واتجاهاته في دراسة البلاغة، وإن لم يدرك دروسه في التفسير ولا البلاغة، ولكنه تأثر بفكره علي يد تلاميذه الذين تتلمذوا وتربوا على أفكاره ففهم ووعي منهج الإمام.

واستمرت مسيرة أمين الخولي التعليمية، مستفيدا من دروس الجامعة القديمة؛ راغبًا من ذلك تحطيم القوالب الثقافية المستوردة، والاعتماد على الثقافة العربية بما يتفق وروح العصر.

وظائفه

تخرج أمين الخولي من مدرسة القضاء الشرعي عام 1920؛ فعين مدرسًا بها في أول مايو عام 1920، و في 7 نوفمبر 1923 صدر مرسوم ملكي بتعيين أئمة للسفارات الأربع المصرية المنشأة في “لندن” و”باريس” و”واشنطن” و”روما”، فتم تعيين أمين الخولي إمام السفارة المصرية بروما، وظل هناك نحو سنتين تعلم فيها اللغة الإيطالية حتى أجادها، وانتقل إلي مفوضية مصر في برلين في أول يناير عام 1926 عقب أزمة دبلوماسية أثارها فتعلم الألمانية وجعل منها وسيلة لمعرفة الثقافات الأجنبية، فاطلع على عدد من كتابات المستشرقين المهتمّين بالدراسات الإسلامية، ولما ألغيت وظيفة الإمام من السفارات والمفوضيات المصرية سنة 1927 عاد مجددًا لوظيفته بمدرسة القضاء الشرعي، وفي سنة 1928 أغلقت مدرسة القضاء الشرعي أبوابها، فانتقل في 3 نوفمبر 1928 ليدرّس بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بالجامعة المصرية (القاهرة الآن)، ثم أصبح أستاذًا مساعدًا في 4 أبريل 1937، ثم أستاذًا لكرسي الأدب العربي في 17 فبراير 1943، وفي 19 أكتوبر 1946 نقل إلى كرسي الأدب المصري في العصور الإسلامية. وآل به التدرج في الكلية إلى أن صار رئيسًا لقسم اللغة العربية، ووكيلًا للكلية في 13 مايو 1946.

أنشأ أمين الخولي في الأربعينيات برفقة عدد من طلبته ناديًا أدبيًا حمل اسم “الأمناء” بهدف الارتقاء بالأدب والفن نظريًا وعمليًا، وعبره نشر كتابيه “مناهج التجديد في النحو والبلاغة والتفسير”، و”من هدي القرآن”.

وفي عام 1953 احتدمت الخلافات في الكلية فأدت إلى تشتيت جماعة من أعضاء هيئة التدريس. فعين أمين الخولي مستشارًا فنيًا لدار الكتب المصرية في 12 يونيو 1953، ثم عُين مديرًا عامًا للثقافة، وفي عام 1955 تم إحالته للتقاعد، وفي نفس العام اختير عضوًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة.

اصداره مجلة الأدب

في إبريل سنة 1956 أصدر أمين الخولي” مجلة الأدب” مدرسة للفن والحياة على نفقته الخاصة ولتعيش عشر سنوات.

نضاله ضد الاحتلال البريطاني

كانت أول صور وطنية أمين الخولي دوره الذي قام به في ثورة 1919؛ فعندما اشتعلت الثورة في يوم 9 ‏مارس 1919 اتفق طلاب مدار القاهرة على التجمع في الزهر والخروج في مظاهرة كبيرة، وتجمعوا، وكان أمين الخولي يحمل علم مدرسة القضاء الشرعي، وحاصرهم حكمدار القاهرة بجنوده وهددهم بإطلاق الرصاص إذا لم يتفرقوا. وتقدم إليه “الخولي” قابضًا على العلم وكاشفًا صدره قائلا “ها أنا ذا”، وتماسك الطلاب، وتراجع الحكمدار وانسحب، وعندما وصلت المظاهرة إلى ميدان باب الحديد (رمسيس حاليًا) قاد الخولي المظاهرة إلى حي الفجالة المزدحم بالأقباط، وهو يهتف بصوته القوي “فيحيا إخواننا الأقباط”.

وعندما قتل الإنجليز صبيًا صغيرًا لأب فقير يبيع القباقيب. حملت المظاهرة جثمان الصبي واندفع الخولي يهتف “فلتسقط بريطانيا السفلى”. ولما أطلق عليهم الإنجليز الرصاص تساقط منهم من تساقط، وتفرق من تفرق، والخولي يهتف “الثبات … الثبات”.

ولم يفقد أمين الخولي ثوريته طيلة حياته، فقد واظب في الجامعة على زلزلة الجمود وإسقاط القنعة عنه، والدعوة إلى عدم الخضوع للكثير من آراء المتقدمين أو المحدثين. والإتيان بالآراء الجريئة العميقة التقدمية. وجعل من مريديه أمناء على الثورة الفكرية التي كان يخطط لها ويدعمها.

إسهاماته الفكرية

كان الشيخ أمين الخولي من كبار حماة اللغة العربية، رائد المنهج التنويري الذي تميز بدوره التجديدي حيث اقتحم معارك التجديد لبعض القضايا المعاصرة حتى لقب بـ “إمام المجدِدين”، وهو صاحب المقولة الشهيرة: “أول التجديد قتل القديم فهمًا وبحثًا ودراسةً”، وهو من أرسى بناءه المنهجي التجديدي على ما أسماه “التفسير البياني للقرآن”، حيث كان محور هذا الضرب من التفسير هو إظهار الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم.

وأفاد الشيخ الخولي من خلال تواجده في أوروبا أن اطلع على الحياة الدينية والثقافية وجهود مفكري النهضة والتنوير اضافة إلى جهود المستشرقين ودراساتهم عن الإسلام وحضارته. وهي المناخات والسياقات التي شكلت شخصية الخولي على المستوى الديني والفكري وأثرت أيّما تأثير في نزعته التنويرية ومشروعه التجديدي. كما تأثر كثيرًا بمنهج الإمام محمد عبده في التجديد الفكري والاجتماعي.

خاض العديد من المعارك الفكرية، وخاصة مع شيوخ الأزهر في عصره. وكان صاحب أسلوب متميز وعميق، كما كان واحدًا من شيوخ تحقيق التراث الإسلامي.

ترك إنتاج كبير كان له عظيم الأثر في حركة التجديد الديني في مصر والعالم العربي والإسلامي، على الرغم من أنه عُرف بزيه الأزهري المميز، ووقاره المهيب، وقدرته على الجدل والمناطحة الفكرية.

وكان أهم ما يميز أمين الخولي الجرأة والأصالة معًا، فبقدر ما كان وفيًا للتراث لأنه يمثل العمق الثقافي والحضاري للأمة، كان أمينًا مع كل الحقائق العلمية والمعرفية التي أنجزها العقل الغربي بعد عصر النهضة والتنوير، خصوصًا فيما يتعلق بالدراسات اللغوية ونقد النص الديني، فلم يتردد هو وتلامذته في تَمثّل “علم التأويل والتفسير” وتوظيفها في الفضاء الثقافي الإسلامي، لتخرج النص الديني من الفضاء الضيق إلى الفضاء المتسع، وتحريره من سلطة المعنى الواحد.

مؤلفاته

  • المجددون في الإسلام
  • من هدي القرآن: القادة والرسل
  • التفسير: نشأته – تدرجه – تطوره – كتب دائرة المعارف الإسلامية
  • صلة الإسلام بإصلاح المسيحية
  • من هدي القرآن: في رمضان
  • تاريخ الملل والنحل
  • تاريخ الحضارة المصرية: المجلد الثاني – العصر اليوناني والروماني والعصر الإسلامي
  • مناهج تجديد في النحو والبلاغة والتفسير والأدب
  • من هدي القرآن: في أموالهم
  • في الأدب المصري

وفاته

توفي الشيخ أمين الخولي في 9 مارس 1966؛ فكانت وفاته فاجعة كبيرة في نفوس المثقفين بصفة عامة، وكان لهذا الحدث أكبر الأثر في نفوس تلاميذه الذين تعلموا منه ونهلوا من علمه، حيث اعترف كثير من العلماء بفضل أمين الخولي عليهم.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • حسين نصار، أمين الخولي، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، 1996.
  • خير الدين الزركلي، الأعلام، ج2، بيروت: دار العلم للملايين، 1980، ص20.‏
  • كامل سعفان، أمين الخولي: شيخ الأمناء، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1998.
  • محمد مهدي علام، مجمع اللغة العربية في ثلاثين عاما: المجمعيون، القاهرة: الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، 1966، ص48-50.