شارع حافظ ابراهيم

الاسم

محمد حافظ إبراهيم فهمي

اسم الشهرة

حافظ إبراهيم

مولده ونشأته

ولد “محمد حافظ إبراهيم فهمي” في “ديروط” بمحافظة سوهاج عام 1872، ووالده هو المهندس المصري “إبراهيم فهمي”، وهو من المهندسين الذين أشرفوا على بناء “قناطر ديروط”، وعندما بلغ حافظ من العمر أربعة أعوام توفي والده، فقامت بالانتقال به إلى مدينة القاهرة فكفله خاله الذي كان يعمل مهندس تنظيم، فرعاه وقام بتربيته كما أنه أرسله للالتحاق بالكُتّاب وبعد ذلك إلى المدرسة، لكن حافظ كان يعيش حياة مضطربة لأنه كان يتنقل بين مدارس مختلفة حتى التحق بآخرها وهي المدرسة الخديوية، إلا أنه وفي نفس الوقت تم نقل خاله إلى بلدة طنطا فأخذه معه، لكن حافظ إبراهيم لم يلتحق بالمدرسة وهو في هذه البلدة إذ التحق بالجامع الأحمدي بشكل غير منتظم، فحظي في هذا الجامع بالعديد من الدروس التي تشابه تلك التي تلقى في الجامع الأزهر. وكان مما يتم مناقشته في الجامع الأحمدي بين الطلاب استعراضهم لأصحاب طرائف الشعر القديم، والمُحدث مثل “البارودي”، فأثناء ذلك لُوحظ ميل حافظ إبراهيم للشعر والأدب.

وبعد مدي فترة من الزمن قرر حافظ أن يحاول الحصول على قوته بنفسه، فتوجه للدّخول في مهنة المحاماة لما يملكه من طلاقة في اللسان، وكانت المحاماة آنذاك مهنة حرة، فعمل لدى بعض المحامين، وانتهى به الأمر إلى مكتب المحامي “محمد أبو شادي”، أحد زعماء ثورة 1919، وهناك اطلع على كتب الأدب ثم ترك المهنة وسافر إلى القاهرة وعمره لا يتجاوز السادسة عشرة، إلا أنه سرعان ما انتقل إلى مدينة القاهرة فالتحق في مدرستها الحربية حتى تخرج منها عام 1891.

وظائفه

عقب تخرجه من المدرسة الحربية عُين في وزارة الحربية برتبة ملازم ثان، فبقي فيها ثلاثة أعوام، وبعد ذلك تحول إلى وزارة الداخلية ليعمل فيها لمدة عام وأكثر قليلاً، ثم عاد ليعمل في الحربية. وفي سنة 1896 أرسل إلى السودان مع الحملة المصرية للقضاء على الثورة المهدية، إلا أن الحياة لم تطب له هنالك، فثار مع بعض الضباط. نتيجة لذلك، أحيل حافظ على الاستيداع بمرتب ضئيل.

لقد مر حافظ إبراهيم بالعديد من المراحل في حياته المليئة بالقلق وضيق العيش كونه من أسرة متوسطة الحال، بالإضافة إلى نشوئه يتيمًا، فكان في حالة تجعله محتاجًا للعمل لإعالة نفسه، فعمل حتى أُحيل إلى التقاعد.

ومن الجدير بالذكر أن حافظ كان صاحب إحساس رقيق مما جعله يشعر بعمق الأسى الذي يعيشه، إلا أنه تجاوز ذلك في حياته إذ حاول العمل في صحيفة الأهرام، لكنها لم تقبله فعمد إلى ملازمة “الشيخ محمد عبده”.

وفي عام 1911 عُين رئيسًا للقسم الأدبي في دار الكتب ووصل إلى منصب “وكيل دار الكتب” أي الرجل الثاني. وحصل على البكوية عام 1912، وأطلق عليه لقبه الشهير “شاعر النيل”. وقد كان لوظيفته أثر فيما ينظمه من الشعر؛ فتوقف عن نظم الأمور السياسيّة والاجتماعية كما كان يفعل قبل توظيفيه في هذه المهنة والتي بقي فيها حتى عام 1932.

زواجه

تزوج حافظ إبراهيم عام 1906 من ابنة أحد أغنياء حي عابدين، إلا أن هذا الزواج لم يستمر سوى أربعة أشهر فقط، حيث انفصلا ولم يُقبِل بعدها على زواج آخر، كما لم يكن للمرأة مكان في مسيرته إلا زواجه ذاك؛ وذلك بسبب ما لاقاه من ظروف حياته ووطنه، ففضل أن يتجه بهذه العاطفة إلى هموم وطنه وشعبه، إذ ظهر أثر ذلك في ديوانه الشعري الذي لا يحتوي إلا على ثلاث صفحات من شعر الغزل، حتى أنها ليست أبياتًا طويلة، فهي لا تتجاوز البيتين للمقطوعة الواحدة، ومنها ما هو مترجم عن “جان جاك روسو”، وفي عام 1908 توفيت والدته مهمومة على حال ابنها ثم توفى خاله بعدها، لذا بقي عند زوجة خاله التي أمنت له أسباب العيش.

صفاته وشخصيته

تمتع حافظ إبراهيم بالعديد من الصفات التي جعلت منه شاعرًا فريدًا في زمانه، ومنها جزالة شعره، وقوة ذاكرته التي بقيت كميزة له طوال عمره حتى عمر الستين، كما أن ذاكرته كانت مليئة بآلاف القصائد العربية سواءً القديمة أم الحديثة، كذلك كانت تحتوي على عدد كبير يصل إلى المئات من الكتب. كما شهد له أصدقاؤه باستطاعته قراءة ديوان شعري كامل أو كتاب ما في دقائق معدودة، حتى كان يذكر مما قرأه بعد ذلك قدرًا جيدًا، وذلك كله لامتلاكه ملكة القراءة السريعة، بالإضافة إلى قدرته على تأدية سُور القرآن بعد سماعها مباشرةً بنفس الطريقة التي سمعها بها، وكان له ذلك أثناء سماعه لقارئ القرآن عند خاله، وشهد له أصدقاؤه بذلك أيضًا.

أشعاره السياسية والاجتماعية

حمل حافظ ابراهيم هموم الوطن والشعب فعبر عنها في الكثير من القصائد الشعرية، حيث اشتهر بوطنيته وقوميته، وارتبط شعره بالمناسبات على اختلاف أنواعها سواء رثاء أو مدح أو وصف، وقال عنه الشعراء والنقاد انه احكم الصياغة والأسلوب وأجاد بهما، وقد هزته الأحداث الوطنية التي مرت على بلاده في الفترة التي عاصرها مثل “حادثة دنشواي”، كما أثر فيه ظهور الكثير من الشخصيات الوطنية الحاملة لهموم الوطن أمثال “مصطفى كامل” و”سعد زغلول”.

لقد تميز شعر حافظ السياسي بطابعه الوطني والمتمثل في الآمال الحالمة لأمته، فاستخدم فيه مفردات كان يشكو فيها ما يتعرض له وطنه من قضايا ومشاكل، بالإضافة إلى الأحداث التي تُزعزع الأخلاق وتزرع حالة من الحماس فيه ليكتب في إصلاح ما هو فاسد، بالإضافة إلى أنه كان لشعره موقف مساعد للصحافة الوطنية، والرأي السياسي، والاجتماعي للقادة، فقد كان يتردد إلى مجالسهم التي تثير مشاعره، فيكتب ما لا تستطيع المقالات والخطب إيصاله، فهو شاعر الحياة السياسية، والاجتماعية؛ فلا تخلو قضية سياسية أو اجتماعية إلا وتتعلق كتاباته بها والعكس كذلك، وهكذا كان شعر حافظ بين الجانبين، وليس عجيبًا أن يكون حافظ إبراهيم شاعر الشَعب كذلك لما حمله من حب لوطنه وأهله.

وكان شعره الاجتماعي مميزًا بسبب البيئة التي نشأ فيها بين العلماء والعباقرة رغم ظروفه الصعبة، بالإضافة إلى مخالطته لأبناء بلده، وانخراطه في عاداتهم، وآدابهم، وأخلاقهم، فكان يجيد إضفاء حالة من الضحك على وجوههم تارة، والبكاء في أخرى أثناء نقده للواقع الذي يعيشون فيه، كما أنه لم يتوانى عن إبراز تلك القضايا بأي شكل من الأشكال؛ فقد كان جريئًا في طرحه لأوجاع الشعب وقضاياه بين الأسى، والدهشة، ومستعرضًا فيه غفلة الناس عن مصالح حياتهم، وحقوقهم المهملة بسببهم أنفسهم، وذلك تجاه حياتهم ووطنهم لإثارة نفوسهم وتهذيبها نحو الإصلاح، وما كانت القضايا التي يتناولها خاصة في وطنه فقط إنما في الوطن العربي كافة.

ومن الجدير بالذكر أن حافظ إبراهيم تأثر بالأفكار التي يعرضها كل من البارودي، والشيخ محمد عبده، وقاسم أمين، وسعد زغلول، وغيرهم.

ديوانه الشعري

لقد ظل ديوان حافظ حبيس الأدراج حتى جاء “علي زكي العرابي” وزيرًا للمعارف “التعليم حاليًا” في مايو عام 1936، وأصدر قرارًا بتشكيل لجنة تولى رئاستها “أحمد أمين”، لكي تقوم بجمع قصائد حافظ إبراهيم وشرحها وإعداد الديوان لتقوم وزارة المعارف بطباعته على نفقتها. وكتب مقدمة الطبعة الأولى أحمد أمين، ونشرت الديوان دار الكتب التي كانت تابعة وقتذاك لوزارة المعارف، وكان ذلك عام 1937. وصدرت الطبعة الثانية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1980.

مؤلفاته

  • ترجم بعض القصائد لشعراء الغرب مثل شكسبير.
  • ليالي سطيح في النقد الاجتماعي
  • تعريب رواية البؤساء لصاحبها فيكتور هيجو عام 1903.
  • الموجز في علم الاقتصاد، الذي كتبه بمشاركة “خليل مطران”.
  • التربية والأخلاق.
  • كتاب عمر: مناقبه، وأخلاقه، والمسمّى بـ “عُمرية حافظ” عام 1918.

وفاته

توفي حافظ إبراهيم في صباح يوم الخميس الموافق 21 يونيو 1932، ودفن في إحدى مقابر السيدة نفيسة. وأثناء إعلان وفاته كان الشاعر أحمد شوقي في مدينة الإسكندرية، فلم يعلم بخبر وفاته لتكتم سكرتيره على الخبر؛ حرصًا منه على إبعاد هذا الخبر السيئ عنه خاصة بمعرفته قوة الرابطة بينهما، إلا أنه بعد معرفة شوقي بوفاته أخذ يسرح للحظات، وبعدها رفع رأسه وقال أبياتًا في رثاء صديقه حافظ، وكانت أول أبيات في مرثيّته، وهذه هي: “قد كنت أوثر أن تقول رثائي … يا مُنصِف الموتى من الأحياءِ”.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • طه حسين، حافظ وشوقي، مؤسسة هنداوي، 2014.
  • عبد الحميد سند الجندي، حافظ إبراهيم: شاعر النيل، القاهرة: دار المعارف، 1992.
  • عبد المنعم إبراهيم الجميعي، شاعر النيل: حافظ إبراهيم، سلسلة رواد التنوير، مصر: الهيئة العامة للاستعلامات، 2012.
  • كامل محمد محمد عويضة، حافظ إبراهيم: شاعر النيل، سلسلة أعلام الأدباء والشعراء، بيروت: دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع، 1993.
  • لمعي المطيعي، موسوعة رجال ونساء من مصر، القاهرة: دار الشروق، ط1، 2003، ص228-235.
  • محمد ثابت، أروع ما كتب حافظ إبراهيم شاعر النيل، القاهرة: كنوز للنشر والتوزيع، 2016.