شارع عبدالله النديم

الاسم

عبد الله مصباح إبراهيم الإدريسي

اسم الشهرة

عبد الله النديم

مولده ونشأته

ولد “عبد الله مصباح إبراهيم الإدريسي” في حي الجمرك بالإسكندرية عام 1845، في أسرة متوسطة الحال، كان والده يعمل نجارًا للسفن، ثم اشترى مخبزًا صغيرًا، وقد ألحقه أبوه بكتاب بحي المنشية فحفظ القرآن في عمر التاسعة، ثم ألحقه بمسجد “القائد إبراهيم” بالإسكندرية الذي يُدرس على نهج الأزهر، وأمضي خمس سنوات فى حضور الحلقات الشافعية والنحو والصرف وغيرها، لكنه اهتم بفنون الأدب ونبغ فيها، فبرع في الكتابة والشعر والزجل وتميز النديم فى المناظرات المرتجلة واشتهر بروحه الساخرة.

حياته العملية والأدبية

تعلم عبد الله النديم في بداية حياته فن التلغراف، وكان قد دخل مصر حديثًا، واشتغل في مكتب بنها للتلغراف، ثم انتقل إلى مكتب القصر العالى حيث تسكن “الوالدة باشا” أم “الخديو إسماعيل”، واتصل بالأدباء والشعراء مثل “محمود سامي البارودي”، و”عبد الله فكري” وغيرهم، ثم تعرف على “جمال الدين الأفغاني” عام1871م وأصبح مُقربا منه، فطُرد من وظيفته بالقصر، وسافر إلى الدقهلية، وعمل مدرساً لأبناء الأعيان، وفتح له أحد الأعيان متجرًا، التقى فيه بالأدباء حتى أفلس، وبدأ بالتجول بالمحافظات وحضور مجالس الأدباء، وعاد للإسكندرية ليستقر بها وكان ذلك عام 1876 فى فترة صعود الحركة الوطنية وهناك اتصل بعناصر من جماعة “مصر الفتاة” التى كانت تطرح مشروعًا للإصلاح الوطني.

وبدأ النديم الكتابة بانتظام في عدد من الصحف التى أصدرها “أديب إسحاق” و”سليم نقاش”، وفي عام 1879 شارك في تأسيس “الجمعية الخيرية الإسلامية”، وأصبح مديرًا لمدرستها كما تولى تدريس الإنشاء وعلوم الأدب والخطابة بها وأنشأ فريقًا للمسرح بالمدرسة.

وفي الإسكندرية بشر بمبادئ حزبه الجديد الذى أسسه “حزب الإصلاح”، كما شارك فى تحرير جريدتي “مصر”، و”التجارة”، ولم يكتف النديم بالنضال الصحفي، ففى عام 1879 أقام النديم في الإسكندرية محفلاً للخطابة راح يستغله فى نشر دعوته الإصلاحية وأفكاره التحريضية ضد الظلم.

اشترك في الثورة العرابية عام 1881، وانضم لها بقلمه ولسانه، فكان وقودا لهذه الثورة، حيث كان صوته يجلجل فى الآذان، ويوقظ الأسماع بنبرته المعبّرة وأدائه الخطابى البديع..

وأصدر عبد الله النديم مجلة “التنكيت والتبكيت” لمؤازرة الثورة العرابية، فصدر عددها الأول بتاريخ 6 يونيو 1881 م وعددها الأخير بتاريخ 23 أكتوبر 1881م.

أنشأ جريدة “الطائف” ونقل مقرها للقاهرة، وانتقد فيها الخديو إسماعيل، وأصبح لسان الأمة وانتقل بين الأقاليم، انضم للثورة العرابية خطيباً لها ومستشاراً لعرابي وأعد المنشورات، وانضم إلى “أحمد عرابي” ومحمود سامى البارودى فى معركة التل الكبير ضد الجيش البريطانى والتى انتهت بهزيمة العرابيين.

بعد فشل الثورة العرابية ودخول الإنجليز مصر طاردت سلطات الاحتلال عبد الله النديم، فاختفى لمدة تسع سنوات، وحُكم عليه غيابيًا بالنفي، ورصدت سلطات الاحتلال والخديو توفيق 1000 جنيه لم يرشد عنه، ولكن الأهالي، وفي بعض الأحيان الشرطة نفسها، تستروا عليه وأخفوه في بيوتهم عن سلطات الاحتلال، فهو في نظرهم الثائر البطل الذي تصدى بقلمه للخديو توفيق وديكتاتوريته وظلم الاحتلال وجبروته.

وعندما تولي “الخديو عباس الثاني” الحكم، أصدر قرارًا بالعفو عن النديم فعاد إلى القاهرة، وأسس جريدة “الأستاذ”، وتولى إدارتها شقيقه عبد الفتاح، انتقد فيها الإنجليز حتى طلب اللورد كرومر نفيه إلى يافا مرة أخرى، وأعطته الحكومة 400 جنيه ومعاشا شهريًا قدره 25 جنيهًا حتى لا يخوض في السياسة.

وفي عام 1893 صدر قرار من السلطان العثماني بتعينه مُفتشًا للمطبوعات بالباب العالي بالأستانة مقابل 45 جنيه بجانب ما يتقاضاه من الحكومة، وعاش هناك مع جمال الدين الأفغاني، وفي أثناء اقامته بالآستانة اصطدم بأحد أفراد حاشية السلطان عبد الحميد ويسمى أبا الهدى الصيادي مستشار السلطان وكان يسميه أبا الضلال وكتب فيه كتاب (المسامير)، أظهر الشيطان شخصية مهزومة أمام أبو الضلال في مقدمه و 9 مسامير فكان كتابه أحد نفائس فن الهجاء في التاريخ العربي. في إقامته الإجبارية بتركيا تعطّلت مواهبه وتوقفت، وسكت فجأة عمّا كان يطالب به الأدباتّي الزجّال الغرّيد والمعارض، ووجد في الأفغاني عزاء له وسلوةً وفي الأمسيات كان الأستاذ والتلميذ يلتقيان تحت أشجار الحدائق التي خصصها عبد الحميد لهما، يتذكران أيّام النضال وأحداث الثورة العرابية، ويطوّفان على سيرة الرفاق في سيلان الذين قدم عهد المنفى بهم ويستعرضان دوحة الشباب وما كان فيها من وارف الأغصان، وعن طريق الأستاذ تعرّف على وزراء وأعيان. لكن النديم لم ينس مصر، فطلب من السطان في 1895 العودة إلى مصر، ولكنه رفض.

أعماله ومؤلفاته

له أكثر من 7000 بيت شعر وروايتين ومن مؤلفاته: ديوان الثغر طلق المحيا، الاحتفاء في الاختفاء، الفرائض في العقائد، وغيرهم، وفُقد الكثير من مؤلفاته ولم يصلنا إلا القليل منها، ويرجع هذا لسببن:

الأول: فترات الهروب والنفي والملاحقات الأمنية التي أصبحت فيها كتابات النديم بمثابة منشورات سرية ثورية يتناقلها البسطاء والأحرار في كل مصر، وتعرضت لها الدولة بالرصد والمنع والحرق.

الثاني: أنه في آخر حياته طلب من أصدقائه ما عندهم من كتبه (لأنه كان يعطيهم كتبه لمن يطلبها من أصدقائه) ليحرقها؛ لأنه وجد فيها هجاءً كثيرًا وتجريحًا في بعض الشخصيات.

كتب آخر مقالة فى 3 يونيو عام 1893، وودع فيها قرائه في كلمة بعنوان “تحية وسلام”، جمع وطبع شقيقه عبد الفتاح وصديقه محمود واصف بعض مؤلفاته في كتاب باسم “سلافة النديم في منتخبات السيد عبد الله النديم”، وأصدرت هيئة البريد طابع بمناسبة مائة عام على وفاته.

وفاته

أصيب النديم بالمرض وتراجعت صحته، ونهش السلّ الرئوي صدره، وتوفى به في 11 أكتوبر عام 1896، وأمر السلطان أن يسير أمام نعشه فرقتان من الجيش وفرقة من الشرطة والعلماء والكبراء ودُفن في “باشكتاش” في الأستانة.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • جرجي زيدان، تراجم مشاهير الشرق، ج2، مؤسسة هنداوي، 2012، ص119-125.
  • عبد المنعم إبراهيم الدسوقي الجميعي، عبد الله النديم ودوره في الحركة السياسية الاجتماعية، القاهرة: دار الكتاب الجامعي، 1980.
  • علي الحديدي، عبد الله النديم: خطيب الوطنية، القاهرة: مطبعة وزارة التربية والتعليم، 1964.
  • محمد أحمد خلف الله، عبد الله النديم ومذكراته السياسية، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1956.
  • نجيب توفيق، الثائر العظيم عبد الله النديم، القاهرة: دار الفكر العربي، 1957