شارع محمد توفيق دياب

الاسم

محمد توفيق دياب بك

اسم الشهرة

توفيق دياب بك

مولده ونشأته:

ولد محمد توفيق دياب في عام 1888م بقرية “سنهوت البرك” إحدى قرى محافظة الشرقية، لوالد حكم عليه أن يعيش في تلك القرية، الأميرآلاي “موسى بك دياب، أحد كبار ضباط الجيش المصري، خلال الثورة العرابية (1881-1882م).

وتعد أسرة توفيق دياب من الأسر الكريمة القديمة “وإن لم تكن موفورة الثراء، فهي موفورة الفضل، وكانت مترابطة”. ويذكر توفيق دياب نفسه أن جده لوالدته محمد بك عبد الله كان من وجهاء الشرقية، توفي عن ألف فدان، خص والدة توفيق منها مساحة كبيرة”، وجده لوالده الحاج دياب ترك مساحة كبيرة خص والده منها أربعين فدانًا.

في هذه البيئة ولد محمد توفيق دياب، وكان قد مضى على الاحتلال البريطاني للبلاد ست سنوات، وكما جرت العادة في ذلك الوقت بإطلاق التسميات الثنائية على المواليد، فقد أسمته الأسرة بـ “محمد توفيق” على اسم الخديو، والذي سبق أن انضم الوالد للثورة العرابية التي قامت ضده. والأرجح أن تكون التسمية تيمنًا بأحد أبطال الجيش المصري في السودان، والذي كان يحمل نفس الاسم، هو الأميرآلاي محمد توفيق، وكان محافظًا لسواكن، وتصدى للمهديين بشجاعة في فبراير عام 1884م.

التحق توفيق دياب بالكتاب، وحفظ القرآن الكريم، والتحق بالمدرسة الابتدائية في منيا القمح، ولاشك أنه كان يسمع في تلك السن المبكرة عن الثورة العرابية وعن دور والده فيها.

ونظرًا لإصابة والده بضعف النظر فقد كان توفيق يقرأ لوالده شعر شوقي، ويتلو عليه ما تيسر من القرآن الكريم، وصحيح الحديث كالبخاري.

أرسله والده وهو في العاشرة من عمره ليلتحق بمدرسة الجمالية الابتدائية، وحصل منها على الشهادة الابتدائية، ثم التحق بمدرسة التوفيقية الثانوية، فالخديوية الثانوية. ولكنه لم يكن ملتزم في الدراسة حسب قوله هو، فكثيرًا ما كان يترك المدرسة ويذهب إلى الأزهر ليحضر حلقات الدراسة للتعمق في اللغة العربية، مما مكنه من البروز في ميدان الكتابة أو في محافل الخطابة، الأمر الذي دفع والده لإرساله إلى الإسكندرية ليحصل على درجة البكالوريا من مدرسة رأس التين.

ثم التحق بمدرسة الحقوق بالقاهرة، لكنه تركها وسافر إلى لندن لنحو خمس سنوات، أو يزيد قليلاً لا ليحصل على الشهادة ليلتحق بوظيفة حكومية، ولكن كما كان يقول للشباب “أناشدكم أن تنالوا الشهادة عفوًا عن طريق العلم، لا أن تنالوا العلم عفوًا عن طريق طلب الشهادة”.

وأحب توفيق التصوف، وفي ذلك يقول “لقد تصوفت وأنا طالب في إنجلترا ثلاث سنوات، ثم أتممتها بعد أن عدت إلى الديار”.

حياته العملية:

عاد توفيق إلى مصر بعد أكثر من خمس سنوات في إنجلترا وروحه حافلة بالتمرد، فقد ذهب إلى لندن قاصدًا نيل الشهادة في الاقتصاد، وعاد منها ومعه شهادة في الخطابة، وبدأ يدلوا بدلوه في الحياة العامة.

توجه إلى القاهرة في عام 1916، وقام بإلقاء محاضرات ثقافية واجتماعية مقابل رسم دخول خمسة قروش، وقد لاقت محاضراته قبولاً.

وطلب من أستاذ الجيل “أحمد لطفي السيد” أن ينضم إلى الجامعة الأهلية، وقدمه إلى صديقه “سعد باشا زغلول” وكيل الجامعة، ويقتنع سعد به، وبدأ توفيق دياب في إلقاء دروسه في الجامعة، الأمر الذي أسعد توفيق دياب كثيرًا.

وقد قال عنه “مصطفى أمين”، وكان تلميذًا له، “أنه كان شخصية لا تكرر، فقد كان خطيبًا مفوهًا يثير حماسة الجماهير بصوته القوي وعباراته النارية، وسخريته اللازعة. ولم تكن شهرته تقتصر على مصر بل امتدت شهرته إلى جميع الدول العربية، وقد خرج الرجال والنساء والأطفال يجرون وراء القطار عندما زار فلسطين هاتفين باسمه، ثم أوقفوا القطار وحملوه على الأعناق”.

حياته الصحفية والسياسية:

خلال تلك الفترة تنقل دياب بين عدة صحف منها “المقطم” و”الأهرام” و”الأخبار”، ثم عين مترجمًا للمطبوعات في “الداخلية”، ومراقبا على الصحف الإنجليزية الصادرة في القاهرة أثناء الحرب العالمية الأولى، وفي سنة 1918 أعلنت الهدنة وألغيت الرقابة على الصحف، وتحولت إلى رقابة على أخبار الوفد المصري في لندن أثناء المفاوضات مع لجنة ملنر، فاستقال من إدارة المطبوعات وعاد للكتابة في جريدة “الأهرام” مساندًا ومؤيدًا للوفد ولسعد زغلول.

الطرد من البرلمان:

انحاز توفيق إلى مبادئ “الأحرار الدستوريين” المدافعة عن الدستور والاستقلال، ولبى دعوة أحمد لطفي السيد للمشاركة في تحرير جريدة “السياسة” لسان حال الحزب، ووقع عليه الاختيار ليكون أول مندوب “محرر برلماني” للجريدة عام 1924، ليلحق بزميله محمود عزمي الذي عمل كأول ناقد برلماني. كتب الزميلان تحليلا لجلسة البرلمان الأولى، لم يعجب أقطاب المجلس، فأمر مراقب المجلس بإخراج مندوب “السياسة” من شرفة الصحفيين عنوة، فعاد دياب إلى جريدته ليكتب مقالا بعنوان “شخصي الضعيف وكحيل العين”، وهو المقال الذي حقق له شهرة واسعة، واستمر دياب في نقده لـ “الوفد” والوفديين، وقدم مع زميله طه حسين ومحمد حسين هيكل للمحاكمة أكثر من مرة.

وفي عام 1928 عطلت السلطات الحياة البرلمانية، كان دياب حينها مراقبا عاما لإدارة جامعة القاهرة، وكان ينشر بانتظام في “الأهرام”، كتب مقالا يهاجم الوزارة لأنها انقلبت على الدستور والحرية، فأحيل إلى التحقيق في الجامعة بدعوى أن القانون يحرم على الموظفين الكتابة في الصحف، فرد قائلا: “لا طاعة في عنقي لوزارة تؤاخذني على مخالفة القانون في حين أنها تهدم الدستور”، وقدم استقالته من الجامعة.

في ذكرى عيد الجهاد ألقى دياب خطبة أشعلت حماس المستمعين، فتم اعتقاله والتحقيق معه بتهمة التحريض على الثورة ثم خرج بعد أيام، اعتنق في تلك الفترة مبادئ “الوفد”، ثم أصدر مع صديقه محمود عزمي جريدة “وادي النيل” التي حاربتها حكومة محمد محمود بشتى الطرق وقررت تعطيلها في ديسمبر عام 1928، ثم أصدر جريدة “الشرق الجديد” وعطلت هي الأخرى في يناير عام 1929. بعدها استأجر دياب جريدة “النديم” ثم “المهذب” وعاد لإصدار “الشرق الجديد” مرة أخرى، ثم شارك في تأسيس “اليوم” وعقب إغلاقها شارك في تحرير “الضياء”، وظل بها حتى أصدر في سبتمبر عام 1931 صحيفته “الجهاد”، وكانت الجهاد ثالث الصحف الوفدية الكبرى.

شاركت الجهاد في تعبئة الجماهير والطلبة في المظاهرات التي عجت بها شوارع البلاد عام 1935 للمطالبة بعودة دستور 1923 واستقلال البلاد، ونشرت التفاصيل الكاملة لتلك الثورة، فنقلت بالصور قتل وإصابة المتظاهرين على أيدي الإنجليز، وشاركت في الإضراب العام الذي شمل أنحاء البلاد يوم 21 نوفمبر عام 1935، معلنة الحداد العام على أرواح شهداء الدستور والحرية، وفتحت الجهاد أبوابها للطلبة الذين تعرضوا لرصاص الإنجليز في ميدان الإسماعيلية “التحرير”، وللمصادفة كان من هؤلاء الطالب جمال عبد الناصر الذي صار بعد ذلك رئيسا للدولة.

وأغلقت الجهاد عام 1938، بسبب مقال افتتاحي نشره توفيق دياب يهاجم فيه الملك. وظل يكتب في صحف أخرى منها الأهرام، التي ظل يكتب فيها حتى 17 ديسمبر 1955، وكانت مقالة بعنوان “الأمة المصرية تغلي حفيظتها”.

وكان له دور في الحياة النيابية، إذ انتخب عضوًا في برلمان 1930، وانتخب مرة أخرى في برلمان 1936. كما اختير عضوًا في مجمع اللغة العربية عام 1958، حيث كان من أهم الفاعلين فيه.

وفاته:

توفي توفيق دياب في 11 نوفمبر 1967م، بعد حياة حافلة بالنضال والعطاء

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • محمود فوزي، توفيق دياب: ملحمة الصحافة الحزبية، ج2، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1989.
  • مصطفى عبد الغني. موسوعة أعلام مصر قى القرن العشرين، وكالة أنباء الشرق الأوسط، 1996، ص147.
  • يونان لبيب رزق. المتمرد النبيل: توفيق دياب، دار الشروق، 2003.