شارع محمد حسين هيكل باشا

الاسم

محمد حسين سالم هيكل

اسم الشهرة

محمد حسين هيكل

مولده ونشأته

ولد “محمد حسين سالم هيكل” في 20 أغسطس 1888 في قرية “كفر غنام” بمحافظة الدقهلية، لأبوين من وجوه الريف المصري. حفظ بعض أجزاء القرآن الكريم وتعلم مباديء القراءة والكتابة بكُتاب القرية وأتم دراسته الابتدائية في مدرسة الجمالية بالقاهرة عام 1901، ثم المدرسة الخديوية التي حصل منها علي البكالوريا عام 1905. التحق بعدها بمدرسة الحقوق الخديوية، وفي أثناء هذه الفترة توثقت صلته بـ”أحمد لطفي السيد” وتأثر بأفكاره، والتزم بتوجيهاته، فأكبَّ على قراءة الأدب العربي القديم، في أمهاته المعروفة كالأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، والبيان والتبيين للجاحظ، وطالع عيون كتب الأدب الإنجليزي، وبعد تخرجه في مدرسة الحقوق سنة 1909م، سافر على نفقته الخاصة إلى باريس؛ ليتم دراسته في الحقوق، ويحصل على إجازة الدكتوراة. واغتنم هيكل فرصة وجوده في فرنسا، فالتحق بمدرسة العلوم الاجتماعية العالية، وحصل فيها على دراسات مختلفة، وواظب على الاستماع لمحاضرات عديدة في الأدب الفرنسي، وأقبل على قراءة الأدب الفرنسي بعد أن أتقن الفرنسية وأصبح عسيرها ميسورًا له، هذا إلى جانب اهتمامه بزيارة المعارض، والمتاحف، والآثار. وظلَّ هيكل في باريس ثلاث سنوات حصل في نهايتها على درجة الدكتوراة في الحقوق من جامعة السوربون سنة 1912، وكان موضوع رسالته “دين مصر العام”.

حياته الأدبية والسياسية

عندما أصدر “أحمد لطفي السيد” صحيفة “الجريدة”، كان محمد حسين هيكل من كتابها وهو لا يزال طالبًا بالحقوق، ومن الجدير بالذكر أن الجريدة كانت مقدمة لتأسيس حزب الأمة عام 1907 الذي تأسس بعدها. ولاؤه المستمر للأحرار الدستوريين.

وبعدما عاد هيكل من باريس عمل بالمحاماة في مدينة المنصورة فترة قصيرة، ثم تركها بعد اختياره للتدريس في الجامعة عام 1917، ولم ينقطع طوال عمله عن ممارسة العمل الصحفي، وكتابة المقالات السياسية والفصول الأدبية في جريدة الأهرام، و”الجريدة”، ثم تخلص هيكل من قيد الوظيفة واستقال من الجامعة سنة 1922 وتفرَّغ للعمل السياسي.

وعندما قامت ثورة 1919 شارك محمد حسين هيكل فيها، لكنه سرعان ما آثر جانب “عدلي يكن” و”الأحرار الدستوريين”، ثم اختير عضوًا بالأمانة العامة للجنة التي وضعت دستور 1923.

وعقب إعلان الدستور، اشترك الدكتور محمد حسين هيكل في تأسيس “حزب الأحرار الدستوريين”، كما رأس تحرير جريدة “السياسة الأسبوعية” لسان حال الحزب الجديد عام 1926، وكانت هذه الجريدة ميدانًا لنشر البحوث الأدبية والتاريخية والسياسة، وتولى تحريرها والكتابة فيها نفر من كبار الكتاب وأئمة الأدب، مثل: طه حسين، وتوفيق دياب، ومحمود عزمي، ومحمد عبد الله عنان، وعبد العزيز البشري، وشهدت صفحاتها معارك فكرية حامية، مثل معركة الشعر الجاهلي التي فجَّرها طه حسين، وعلى صفحاتها نشر هيكل فصولاً من كتابه “حياة محمد”.

لقد كان الدكتور هيكل من النجوم اللامعين في حزب الأحرار الدستوريين، وظل على ولائه للأحرار الدستوريين طيلة حياته، وقاد حملات الحزب ضد “سعد زغلول باشا” والوفد، مما دفع به إلى المحكمة، ثم قاد أيضًا الحملة على حكومة زيور والاتحاديين (1925- 1926). وقد اختير هيكل في عام 1941 نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب في عام 1943، وظل رئيسًا له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952.

كان أول منصب وزاري يشغله الدكتور هيكل هو منصب “وزير دولة” في وزارة “محمد محمود باشا” الثانية، خلال الفترة (30 ديسمبر 1937- 27 أبريل 1938)، ثم شغل بعدها منصب وزير المعارف العمومية (التعليم حاليًا) ست مرات بين عامي 1938 و1945؛ فقد وقع عليه الاختيار ليصبح وزيرًا للمعارف في وزارة “محمد محمود باشا” الثالثة (27 أبريل 1938- 24 يونية 1938)، ثم تولى نفس الوزارة للمرة الثانية في وزارة محمد محمود باشا الرابعة (24 يونية 1938- 18 أغسطس 1939).

عاد الدكتور وزيرًا للمعارف للمرة الثالثة في وزارة “حسن صبري باشا” الأولى (27 يونية- 14 نوفمبر 1940)، ثم تولى نفس الوزارة للمرة الرابعة في وزارة “حسين سري باشا” الأولى (15 نوفمبر 1940- 31 يوليو 1941)، ثم تلاها للمرة الخامسة في وزارة حسين سري باشا الثانية (31 يوليو 1941- 4 فبراير 1942). ثم عاد وتولى هذا المنصب للمرة السادسة والأخيرة، كما أضيفت إليه وزارة الشئون الاجتماعية في وزارة “أحمد ماهر باشا” الأولى (8 أكتوبر 1944- 15 يناير 1945).

تولى الدكتور هيكل رئاسة مجلس الشيوخ في عام 1945، قام خلالها بإرساء تقاليد دستورية أصيلة بمعاونة بعض أعضاء المجلس. وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعي حتى يونيو 1950، حيث أصدرت حكومة الوفد المراسيم الشهيرة التي أدت إلى إخراج هيكل وكثير من أعضاء المعارضة من المجلس نتيجة الاستجوابات التي قدمت في المجلس وناقشت اتهامات وجهت لـ”كريم ثابت” أحد مستشاري الملك فاروق.

بالإضافة إلى ذلك تولى هيكل تمثيل مصر في التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية في عام 1945، كما تولى تمثيلها في كثير من المحافل الدولية، فمثلها رئيسًا لوفد مصر في الأمم المتحدة أكثر من مرة في سنة 1946 وما بعدها، وكانت له مواقف محمودة في قضيتي مصر وفلسطين.

وقد انضم هيكل إلى كثير من الهيئات العلمية؛ فكان عضوًا في (الجمعية المصرية للقانون الدولي) و(الجمعية المصرية للدراسات التاريخية)، واختير عضوًا في (مجمع اللغة العربية) سنة 1940؛ فكان من الرعيل الأول لأعضاء المجمع، ويذكر له اقتراحه على المجمع بوضع “معجم خاص لألفاظ القرآن الكريم”، فوافق المجمع على اقتراحه، وكان من أعضاء اللجنة التي تألفت لوضع منهجه.

قيمته الفكرية وريادته لأكثر من مجال                           

كان الدكتور محمد حسين هيكل كاتبًا سياسيًا وحزبيًا قديرًا، وواحد من أبرز رواد الأدب العربي الحديث، وقد حقق الريادة من زوايا عدة: في الشكل والتقنية والمقاربة والموضوع، واقترنت ريادته الأدبية بتوجهاته وأمانيه الوطنية والسياسية على نحو نادر لم يُتح لغيره بالقدر ذاته، كما أنه وظف قلمه وأسلوبه وأدبه ومقاله في خدمة الحياة الحزبية بمعناها الكلاسيكي التقليدي.

تفرد الدكتور محمد حسين هيكل بين أبناء جيله، وكلهم هامات سامقة في عالم الأدب والفكر، بأشياء حاز بها السبق والريادة، فسبق غيره في تأليف أول رواية عربية بقصته المعروفة “زينب”، وفتح لأصحاب القلم والبيان كتابة التاريخ الإسلامي على نحو جديد يجمع إلى جانب العمق والتحليل العرض الجميل، والأسلوب الشائق، والربط المحكم بين أحداث التاريخ. وكتب أيضًا أدب الرحلة، وسجَّل خواطره وما يجول في نفسه في كتابه الرائع “في منزل الوحي”، ودوَّن مذكراته السياسية، وما شاهده وشارك فيه من أحداث في كتابه “مذكرات في السياسة المصرية”. وحاز هذا السبق وهو غير متفرغ للعمل الأدبي، فقضى حياته كلها إما رئيسًا لتحرير جريدة أو وزيرًا في وزارة، أو زعيمًا لحزب، أو رئيسًا لمجلس الشيوخ، أو محاميًا في قاعات المحاكم.

وقد دعا هيكل إلى التطوير الأدبي، وألف عدة كتب لها أثر كبير في الساحة الثقافية العربية أهمها  كتاب “حياة محمد”، صلى الله عليه وسلم، أهم كتاب في سلسلة الكتب التي ألفها هيكل عن الإسلام وحضارته العظيمة، وتاريخه، فقد أراد به في تلك الظروف التي كانت الحملة الاستعمارية فيها شديدة على المسلمين، أن يبين بأسلوب رفيع وحجة دامغة عظمة الإسلام وحضارته، ولذلك كان من المنطقي أن يجعل هيكل باكورة أعماله في هذا الصدد حول حياة الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، الذى جسد بتفاصيل حياته العطرة ما جاء به القرآن الكريم من عقيدة وعبادة وأخلاق ومعاملات، فكان التَّحقق العيني للقرآن في كل صغيرة وكبيرة من حياته.

وإذا عرفنا أنه ظل طيلة حياته عضوًا في حزب الأحرار الدستوريين حتى أصبح زعيمًا له، وأنه بقي حتى 23 يوليو 1952 وهو زعيم لهذا الحزب، فسندرك أنه كان مؤمنًا إيمانًا حقيقيًا بالديمقراطية والحياة الحزبية، حتى إنه لم يجعل هذه الحياة وسيلة من وسائل السياسة، وإنما جعلها قرينة للسياسة، حتى بدا كأن السياسة والحزبية قد توحدتا معا في ممارسته لهما.

لقد تناول الدكتور هيكل القضايا الدستورية والحكومية والاجتماعية، منطلقًا من آفاق فكرية تقدمية وقادرة على الإحساس بالمسؤولية، وكان واضح العبارة سليم المنطق، وقد اعتز بالمشاركة في الصحافة والكتابة، كما كان حريصًا على صورته وسلوكياته. وقبل هذا فإنه بمنطق الخلود كان بمثابة الرائد في فنون السرد والرواية والتراجم والتجربة الذاتية والرحلات، ويفوق هذا في الأهمية أنه الذي كتب الإسلاميات علي النحو الذي كتبها به قبل غيره، فكان الرائد الواثق في هذا الطريق.

مؤلفاته

       ترك لنا الدكتور محمد حسين هيكل الكثير من الكتب والمؤلفات التي وضع فيها خلاصة فكره وابداعه، نذكر منها:

  • رواية زينب 1914.
  • شخصيات مصرية وغربية 1929.
  • حياة محمد 1933.
  • في منزل الوحي 1939.
  • الفاروق عمر 1944/ 1945.
  • مذكرات في السياسة المصرية 1951/ 1953.
  • الصديق أبو بكر.
  • ولدي.
  • عشرة أيام في السودان.

وفاته

توفي الدكتور محمد حسين هيكل باشا يوم السبت الموافق ٨ ديسمبر ١٩٥٦م عن عمر ناهز ٦٨ عاما.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • أحمد زلط، محمد حسين هيكل بين الحضارتين الإسلامية والغربية، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1988.
  • لمعي المطيعي، موسوعة هذا الرجل من مصر، القاهرة: دار الشروق، 1997، ص504-512.
  • محمد الدسوقي، طه حسين يتحدث عن أعلام عصره، سلسلة اقرأ، القاهرة: دار المعارف، 1992، ص80-82.
  • محمد سيد محمد، هيكل والسياسة الأسبوعية، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1966.
  • محمد لطفي السيد ومحمد لبيب شقير، الدكتور محمد حسين هيكل، القاهرة: مطبعة مصر، 1958.
  • يونان لبيب رزق، تاريخ الوزارات المصرية 1878- 1953، القاهرة: مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 1975، ص407-416، 421-430، 460-465.