شارع محيي الدين عبد الحميد

الاسم

محمد محيي الدين عبد الحميد إبراهيم

اسم الشهرة

محيي الدين عبد الحميد

مولده ونشأته

ولد الشيخ “محمد محيي الدين عبد الحميد إبراهيم” في قرية “كفر الحمام” بمحافظة الشرقية عام 1900، نشأ في كنف والده الشيخ “عبد الحميد إبراهيم”، الذي كان شيخًا للمعهد الديني بدمياط، ثم شيخًا لمعهد الإسكندرية، والذي كان ينافس الأزهر الشريف مكانةً وقتئذٍ، ثم ارتقى دار الإفتاء عندما اختاره الملك فؤاد لهذا المنصب الرفيع من ١٩٢٠ حتى ١٩٢٢ عام وفاة الشيخ الأب.

نشأ الطفل محيي الدين في هذه البيئة العلمية فحفظ القرآن في كتّاب كفر الحمام، وكان ذا نفس طلعة طموح تتوق للعلم النافع وأخذه من مظانه يهطع لمجالسة العلماء الذين يتوافدون على أبيه فظفر بعلم غزير منذ نعومة أظفاره. ثم أن كان ودخل الأزهر وتخرج فيه عام ١٩٢5 في أول دفعة لكلية اللغة العربية بنظامها الجديد وكان الطالب الأول على دفعت.

وظائفه

عقب تخرجه عين مدرسًا في معهد القاهرة الأزهري، وعند تطوير الأزهر وإنشاء الكليات الجامعية فيه في عهد الشيخ “الظواهري”، وقع عليه الاختيار مبكرًا ليكون مدرسًا في كلية اللغة العربية عام 1931، ثم اختير أستاذًا للدراسات العليا، وهو ما عرف في ذلك الوقت بأستاذية تخصص المادة عام 1935، أي أنه كان في ١٩٣٥ أستاذًا لمن يتخرجون بدرجة الأستاذية.

أعير الشيخ محيي الدين عبد الحميد إلى السودان في عام 1940 أستاذًا في كلية الحقوق لأربع سنوات دراسية، فألف في مواد الحقوق كتبًا كثيرة كانت من أهم مراجع الطلاب والمدرسين، وعاد في عام 1943، فعمل مرة أخرى أستاذًا في كلية اللغة العربية، فوكيلًا لها، فمفتشًا بالمعاهد الدينية عام 1946، فأستاذًا في كلية أصول الدين.

عاد بعد ذلك إلى التعليم الأزهري العام ليتولى توجيهه وتنظيمه، فعمل مديرًا لتفتيش العلوم الدينية والعربية بالأزهر والمعاهد الدينية عام 1952، وكانت هذه الوظيفة أعلى بكثير من وظائف أستاذية الجامعة، ثم عاد إلى الجامعة فاختير عميدًا لكلية اللغة العربية عام 1954، ثم تولى التدريس في كلية أصول الدين، ثم عين عميدًا للغة العربية مرة ثانية في أكتوبر 1964، وحتى أحيل للتقاعد ببلوغه الخامسة والستين.

ظل الشيخ محيي الدين عبد الحميد على صلة بالأزهر جامعًا وجامعة بعد تقاعده، في عصر كانت علاقة الأساتذة بكلياتهم تنتهي مع تقاعدهم، لكن الحاجة إلى علمه كانت أكبر من القانون والقواعد. وقد اختير رئيسًا للجنة الفتوى، التي كانت تتخذ من بعض الحجرات في مدخل الجامع الأزهر مقرًا لها، كما اختير رئيسًا للجنة إحياء التراث.  كما اختير عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية، الذي حل محل هيئة كبار العلماء.

عضويته في مجمع اللغة العربية

انتخب محيي الدين عبد الحميد عضوًا في مجمع اللغة العربية عام 1964، وفي المجمع شارك في لجان: المعجم الكبير، والأصول، وإحياء التراث القديم، والأدب.

منهجه في تحقيق النصوص

لم يكن منهج الأستاذ محيي الدين في تحقيق النصوص من أجل التحقيق في ذاته، وإنما كان منهجًا علميًا يهيئ به النص القديم للدراسة، وقد حرص على التيسير على طلاب العلم الشبان بوجود نسخة مصححة مضبوطة من أمهات الكتب دون أن يشغلهم بكثرة الهوامش والمراجع والترجيحات، وليس من أسهل على أستاذ كبير سنه أن يتنازل عن مجد وعن مكانة علمية بمثل هذه السهولة، بل إن جهده، على عادة جهد الرواد، كان يتعرض في الجيل التالي له لكثير من الهجوم، حتى إنه كان يعاب عليه سرعة التحقيق، وأنه لم يذكر الأخطاء التي تولى تصويبها. ومن الظلم للشيخ محيي الدين أن نطالبه بمثل هذا كله برغم كثرة ما أنجزه، ورغم طبيعة العصر الذي أنجز فيه وما تميز به عن غيره من طلاب العلم على استكمال التحقيق بسليقتهم من معلوماتهم، حتى إن وقعوا في بعض الأخطاء الساذجة رغم هذا.

لقد كان الأستاذ محيي الدين كان تواقًا لكل فروع التراث العربي والإسلامي، لم يكتف بعلوم العربية التي تخصص فيها، بل حقق في علم الكلام والمنطق والشعر والأدب والسيرة النبوية وتفسير القرآن والعروض والفرائض والأحوال الشخصية، إضافة إلى علم النحو والصرف.

يعود إليه الفضل في تحقيق كلاسيكيات الكتب الأزهرية (وبخاصة في علوم النحو) وهو الذي حقق مؤلفات ابن مالك وابن هشام وابن عقيل والسعد التفتازاني والأشموني، وليس من قبيل المبالغة القول بأنه تولى وحده تحقيق عدد كبير من أمهات الكتب المقررة للدراسة في الأزهر (والمعاهد العليا المعنية بشئون التعليم الديني) حتى قيل «إنه أتي على الأزهر حين من الدهر، وجل ما يدرس في معاهده من تأليف الأستاذ محيي الدين عبد الحميد، أو إخراجه». ومع هذا فقد كان نمط التحقيق الذي يقوم به تحقيقًا عمليًا يستهدف إعداد مادة الكتاب للدراسة والقراءة، ولم يكن تحقيقًا من أجل التحقيق (في حد ذاته) على نحو ما كان يقوم به الشيخ أحمد شاكر والأستاذ عبد السلام هارون وأعلام الجيل التالي من المحققين. وبالإضافة إلى تآليفه وتحقيقاته في علوم شتى التي تجاوزت أكثر من مائة كتاب، فقد كان أستاذًا واسع الأفق، وقد عمل بالفتوى وبالتفتيش وبالتدريس في كليات اللغة العربية وأصول الدين والحقوق.

والجدير بالذكر أن شروحه وتعليقاته كانت آيةً من آيات الإتقان والدقة فلم يحظ مؤلف محقق مثلما حظيت تحقيقاته بحسن القبول من طلبة العلم؛ فالباحثون يبدؤون قراءة تحقيقاته من أسفل قبل المتن الأعلى، وذلك لطلاوة أسلوب الشيخ الذي منحه الله -عز وجل- ملكة التحصيل والتأصيل والتوصيل فكان هذا الطود الشامخ فريدًا من نوعه فهو يحقق التحقيق للمتن الأصلي، ينقح ويصحح فكتب الله لكتبه الذيوع والانتشار بين أهل العلم النافع.

إسهاماته العلمية

قامت شهرة الشيخ محمد محيي الدين على جهوده في إخراج كتب النحو وشرحها، وإخراجها في أنقى صورة؛ فحقق وشرح الآجرومية، وقطر الندى، وشذور الذهب، وأوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، وابن عقيل على الألفية، ومغني اللبيب، وشرح الأشموني على ألفية ابن مالك، والإنصاف في مسائل الخلاف. وهذه الكتب كانت تدرس في الأزهر الشريف في سنوات دراسية متدرجة من المرحلة الابتدائية حتى مرحلة تخصص المادة في كلية اللغة العربية.

كما أن له مؤلفات عدة، منها:

  • الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية.
  • أحكام المواريث على المذاهب الأربعة.
  • التحفة السنية بشرح المقدمة الأجرومية، ثلاثة أجزاء.

وفاته

ظل الشيخ محيي الدين يتابع عمله في تحقيق كتب التراث لا يعوقه أي شيء عن مواصلة طريقه حتى توفي في 30 ديسمبر 1972.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • إيمان الحريري، عميد المحققين وإمامهم العالم الجليل الشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد، مجلة رؤى، العدد الثاني، ص63.
  • خير الدين الزركلي، الأعلام، ج7، بيروت: دار العلم للملايين، ط5، 1980، ص92.
  • عبد السلام هارون، تأبين الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد، مجلة مجمع اللغة العربية القاهرة، ج32، 1973، ص186.
  • عصام الشتري، العلامة محيي الدين عبد الحميد في ذكراه الثامنة والأربعين، مجلة رؤى، العدد الثاني، ص58-62.
  • محمد رجب البيومي، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين، دمشق: دار القلم، 1995، ص152-142.