عند القيادة في شوارع القاهرة، لا يمكنك إلا أن تتعجب من التاريخ الغني والثقافة التي تُنقش على العديد من الشوارع التي سُميت على اسم شخصيات بارزة مختلفة. حكاية شارع، والتي تُترجم إلى “قصة الشارع”، هي سلسلة بودكاست تسعى لربط شعب مصر بتاريخهم من خلال تسليط الضوء على قصص الشوارع والساحات في مصر التي سُميت على اسم شخصيات تاريخية بارزة. يشارك البودكاست مقالات معلوماتية تناقش الشخص الذي سُمي الشارع أو الساحة باسمه، وأهميته، وارتباطه بالثقافة والتاريخ المصري. واحدة من القضايا الرئيسية في حكاية شارع هي ربط المواطن المصري الحديث بتراثه الثقافي والمعماري، بالإضافة إلى توفير فهم أفضل لآليات أسماء الشوارع التي هي شائعة في أي مركز مدينة كبير. الشوارع التي نعبرها يوميًا غالبًا ما تحمل أسماء مفكرين مؤثرين، وفلاسفة، وسياسيين، وقادة، وأباطرة. الشوارع المسماة على اسم نابليون، وكليوباترا، والإسكندر الثالث من روسيا، وجمال عبد الناصر، وفيرديناند دي ليسيبس، من بين العديد من الآخرين.
لقد تم استخدام مفهوم تسمية الشوارع لآلاف السنين ويمكن تتبعه إلى بلاد ما بين النهرين القديمة وكذلك في العصور الرومانية. كان الرومان يسميون ثم يعيدون تسمية الطرق المهمة لأباطرتهم أو قادتهم الذين غزوا الأرض التي بُنيت عليها الشوارع. من الناحية القانونية، يتم تنظيم تسمية الشوارع أيضًا من خلال القوانين الحديثة للعديد من الدول. في مجال علم الآثار، وُجد مفهوم تسمية الشوارع وبناء لافتات الشوارع في القطع الأثرية التي تم تأريخها إلى حوالي 1000 قبل الميلاد. تضمنت هذه القطع الأثرية لافتات الشوارع، وعلامات، ونصوص تشير إلى المباني، والشوارع، والساحات. تلعب الشوارع والأزقة في مدن مصر دورًا أساسيًا في الحفاظ على ثقافتها وتاريخها، لكن اللغة العربية هي أيضًا لغة القانون والتنظيم في مصر. بهذه الطريقة، يمكن تطبيق المفهوم الحديث لصيغة التوكيلات الخاصة بشؤون الرعاية القانونية على تسمية الشوارع.
تسمية الشوارع على اسم شخصيات تاريخية تشبه إنشاء اتفاقيات ملزمة مع تلك الشخصيات. في العديد من النواحي، تعمل قواعد وتنظيمات الشوارع كتمثيل لإعلان السلطة، والهيمنة، والمعرفة. من هذه الناحية، فإن تسمية الشوارع ليست مختلفة كثيرًا عن صياغة توكيل خاص، أو اتفاقية وكيل – إنها مسألة قانونية. يمكن رسم دراسة حالة بين الشخصية التاريخية التي قد سُمي الشارع باسمها، والاستخدام الحديث لتلك الشوارع الموجودة. على سبيل المثال، الشارع المسماة على اسم الشخصية السياسية البريطانية المثيرة للجدل، الخديوي محمد علي، الذي حكم مصر من 1805 إلى 1848، لا يزال معروفًا اليوم باسم كدينة محمد علي. يُعرف الشارع عادةً باسم “شارع العثمان”. من خلال السير في هذا الشارع، أنت تمهد الطريق عبر التاريخ وتتصل بالماضي.
تاريخيًا، يُعرف الخديوي محمد علي بأنه مؤسس مصر الحديثة، مما يمثل مثالًا آخر على تقليد تسمية الشوارع كشكل من أشكال الاتفاق القانوني. علاوة على ذلك، من المحتمل أن الشخصية التاريخية التي قد سُمي الشارع باسمها كان لها شارع كامل، أو سوق، أو حي، سُمي باسمها، مثل محمد محمود – شخصية مناهضة للاستعمار قادت الثورة المصرية عام 1919، الشيخ هلال، شخصية مناهضة للاستعمار أخرى خلال القرن السادس عشر، أو العالم المتميز ابن خلدون. تعتبر الثقافة التاريخية والثقافية عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على هذه السرد وفهم كيف ساهم هؤلاء الأفراد في المجتمع الحديث. من خلال تطبيق الدراسة المذكورة أعلاه على مفهوم القصص وراء أسماء الشوارع، فإنه يسمح بفهم أكثر شمولاً للمواطنين في العصر الحديث عن الرحلة التاريخية التي سبقتهم.