شارع الإدريسي
الاسم | أبو عبد الله احمد بن محمد بن عبدالله الإدريسي الحمدي الحسن الإدريسي |
اسم الشهرة | الإدريسي |
مولده ونشأته:-
هو “أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبدالله الإدريسي الحمدي الحسن الإدريسي”، ويُعرف أيضًا باسم “الشريف الإدريسي”، ولد في مدينة “سبتة” بالمغرب في عام 1100م. وقد ربي تربية عالية ونشئ على ما تقضي به تقاليد بيته الكريم من التعليق بمعالي الأمور والتمرس بأسباب الرياسة كالشجاعة والعلم والنظر في أوضاع البلاد وسياسة الناس، مما ظهر أثره بعد في سلوكه وأفكاره والغالب أنه تلقى دروسه ببلده سبتة، فقد كانت حافلة بالأعلام في كل فن، ثم أتم تعليمه في “جامعة قرطبة”.
رحلاته:-
بدأ الإدريسي سياحته وهو ابن ستة عشر عاما، مما يدل على نضجه المبكر، شأن النوابغ أمثاله وأبناء البيوتات العريقة، فتجول في شمالي إفريقيا، وغرف مدنه وقراه، وكذا بلاد الأندلس، وزار بعض مدن فرنسا وشاطئها الواقع على المحيط الأطلنطي، وكذا بعض مدن الشاطئ الإنجليزي، وفي الشرق زار مصر والشام، وتجول في سائر بلاد آسيا الصغرى، وقد جمع معلومات مفصلة عن كل منطقة وسرعان ما اكتسب شهرة دولية كخبير جغرافي.
سمع الملك “روجر الثاني” ملك صقلية (1095-1154م) بخبرة الإدريسي في رسم الخرائط، واستدعاه إلى البلاط في باليرمو عام 1145م، وطلب من الإدريسي تجميع خريطة محدثة للعالم، إذ عمل الملك على توظيف الجغرافي العربي لمساعدته في المهمة. اعتمد الإدريسي في بحثه على خرائط العالم المعاصر التي رسمها جغرافيون مسلمون آخرون، بالإضافة إلى أعمال جغرافيين يونانيين قدماء مثل بطليموس. عمل الإدريسي على تحديث المواد القديمة من خلال إرسال المسافرين والرسامين إلى نقاط مختلفة حول العالم، وإرشادهم إلى عمل سجلات دقيقة لما رأوه، وكانت النتيجة عبارة عن كرة أرضية فضية حُفرت عليها خريطة للعالم كاملة مع مدن العالم الرئيسية والبحيرات والأنهار والجبال وطرق التجارة.
رسم الإدريسي أيضًا خريطة للعالم قسمت الأرض شمال خط الاستواء إلى 70 قسمًا، كتب الإدريسي نصين جغرافيين شاملين، على ما يبدو لابن روجر ويليام الثاني، الأول بعنوان “كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق” الذي احتوى على معلومات تفصيلية عن أوروبا وإفريقيا وآسيا، فيما بعد جمع مجلدًا آخر بعنوان “روضة الأناس ونزهة النفس”. تضمنت أعمال الإدريسي على صور دقيقة بشكل ملحوظ لإفريقيا ونهر النيل.
رسم خريطة للعالم على كرة يصل وزنها إلى ما يُقارب 400 كيلو جرام، وقد فصل فيها القارات السبع، والأنهار، والمدن الرئيسة، والبحيرات، بالإضافة إلى الطرق التجارية، وكانت هذه الخارطة تعد الخارطة الأكثر دقة في فترة العصور الوسطى.
ألف كتابًا في الجغرافيا الوصفية، وكان الهدف منه أن يكون توضيحًا للكرة الأرضية، وهو كتاب “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق”، وقد سمي بكتاب روجر، إذ إن الملك روجر هو طلب منه تأليفه.
تُرجمت العديد من كتبه إلى اللاتينية وتم توزيعها في جميع أنحاء أوروبا، حيث اكتسبت شعبية كبيرة، واستمرت دراسة أعماله في الشرق والغرب لعدة قرون. قدم الإدريسي مساهمات عديدة في علم النبات، وقام بكتابة عدداً من الكتب في النباتات الطبية. اشتملت اهتمامات الإدريسي العلمية أيضًا على الأمور الطبية وتمثلت في كتابه “كتاب الأدوية البسيطة”، الذي يسرد فيه أسماء الأدوية بما يصل إلى 12 لغة، إذ تُرجمت أسماء الأدوية التي تضمنها إلى عدة لغات، بما في ذلك الفارسية والهندية واليونانية واللاتينية والبربرية.
كان لدى الإدريسي معرفة جيدة بالأدب العربي، وكان أيضًا شاعرًا بارعًا بالحكم على بعض أبياته التي بقيت على قيد الحياة.
أنتج الإدريسي خلاصة وافية للمعلومات الجغرافية تضمنها في كتابه الذي يحمل عنوان “كتاب نزهة المشتاق في اختيار الآفاق”، يُترجم العنوان إلى كتاب الرحلات الممتعة إلى الأراضي البعيدة أو فرحة من يشتاق إلى عبور الآفاق، وقد تم حفظها في تسع مخطوطات، سبعة منها تحتوي على خرائط. أشرف الجغرافي العربي الإدريسي على توزيع أكثر من 70 خريطة، كما تحتوي خريطة الإدريسي الواحدة على البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا وأوروبا وأجزاء من آسيا، وهي موجهة مع الجنوب نحو الأعلى. يُعتقد أنه
أشهر مؤلفاته:-
برزت للإدريسي العديد من الإنجازات والمؤلفات التي لا تزال موجودة حتى الوقت الحالي، ولا يزال العلماء يعودون لها في مؤلفاتهم، ولم يكن كاتبًا للجغرافيا فقط، بل برع كذلك في الطب بالإضافة إلى الشعر، وفيما يأتي بعض من مؤلفاته:
- كتاب الجامع لصفات أشتات النبات، وكان يتعلق بالنباتات الطبية وأسمائها، وقد ترجم أسماءها إلى اللغة اللاتينية واليونانية والفارسية والهندية وغيرها.
- كتاب أنس المهج وروض الفرج، الذي تضمن وصفًا لقسم شمال أفريقيا وبلاد السودان.
- كتاب روضة الأنس ونزهة النفس.
وفاته:-
توفي الإدريسي في عام 1166م في مدينة سبتة في المغرب، ولا توجد معلومات وتفاصيل حول سنواته الأخيرة.
البوم الصور
موقع اللوحة بالشارع
المصادر والمراجع
- خير الدين الزركلي، الأعلام، ج7، بيروت: دار العلم للملايين، ط5، 1980.
- زكي محمد حسن، الرحالة المسلمون في العصور الوسطى، مؤسسة هنداوي، ٢٠١٣، ص51- 54.
- عبد الله كنون، ذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة، ج1، بيروت: دار ابن حزم، 2010، ص205- 247.