شارع محمد صالح حرب باشا

الاسم

محمد صالح حرب باشا

اسم الشهرة

صالح حرب باشا

مولده ونشأته

ولد “محمد صالح حرب” في “جزيرة الحربياب” إحدى قرى مدينة “دراو” بمحافظة أسوان عام 1889، وسط عائلة عسكرية؛ فقد كان جده “محمد بك علي” مهندسًا عسكريًا برتبة مقدم أرسلته السلطات المصرية إلى السودان لعمل الاستحكامات الحربية في دنقلة، وقد اتخذ من مدينة دنقلة بالسودان مقامًا له، حيث تلقى ولده صالح تربية هيأته لأن يكون حاكمًا عادلاً لخط دنقلة، فتزوج من أشراف دنقلة ابنة “مصطفى عثمان كيكى”، وهي أم محمد صالح حرب (عائلة كيكى بدراو وجزيرة الحربياب) ولم تنجب غيره، وعندما قامت الثورة المهدية في السودان رحل صالح بأهله إلى أسوان حيث تم تعيينه مديرًا للجباخانة (المدفعية)، وهناك أنجب ابنه محمد صالح حرب، وقد توفيت والدته ودفنت في أسوان، وتزوج والده من السودان وأنجب، وبذلك أصبح لمحمد صالح حرب إخوة في السودان.

تلقى محمد صالح حرب تعليمه الأول بحفظ القرآن الكريم، والتحق بمدرسة أسوان الابتدائية، وتزامل مع الأديب الكبير “عباس محمود العقاد” في فصل واحد، لأنهما ولدا في نفس العام، ثم التحق فيما بعد بمدرسة خفر السواحل التي تخرج فيها سنة 1903.

وظائفه وجهاده

عندما تخرج محمد صالح حرب من مدرسة خفر السواحل سنة 1903 كان برتبة ملازم ثان، وترقى إلى أن أصبح الحاكم العسكري والمدني لمنطقتي مرسي مطروح وسيوة، وهو ما قد يناظر الآن قائد المنطقة العسكرية الغربية بعد أن امتدت سلطة القوات المسلحة إلى المناطق التي كانت فيما مضى تابعة لسلاح الحدود وخفر السواحل.

كانت النزعة الوطنية مسيطرة تمامًا على محمد صالح حرب وقد دفعته إلى أن يلعب دوراً كبيراً في تأييد حركات الجهاد في ليبيا، ثم بحركة الجهاد الإسلامي في الأناضول بتركيا عندما استخدم منصبه في تسهيل تهريب الأسلحة والمؤن والقادة إلى ليبيا لمقاومة الغزو الإيطالي، ونسق مع القيادات التركية تهريب الضباط الأتراك لتدريب قوات المجاهد الكبير “عمر المختار” في ليبيا.

وقد قام صالح حرب بثورة مسلحة في نوفمبر 1915 عندما انضم إلى القوات السنوسية ومعه القوات المصرية في مرسى مطروح ضد القوات الإنجليزية، واستطاع أن يؤلب قبائل أولاد علي ضد الإنجليز في معركة “وادي ماجد”، واستطاع أن يحشد عددًا من القبائل في مرسي مطروح للانضمام إليه وللقوات السنوسية، وأعلن الثورة في 27 نوفمبر 1915 في صحراء مصر الغربية، وظل حرب بقواته يحارب الإنجليز حتى سنة 1917، حيث استطاع أن يسيطر بقواته على الواحات لمدة عامين، وأصبح قائدًا للمجاهدين، وكبد القوات الإنجليزية خسائر فادحة.

إلا أنه حدثت بعض الانشقاقات داخل البيت السنوسي بمخطط من الإنجليز أدى إلى تفكيك جيش المجاهدين، مما دفع صالح حرب للتوجه إلى الأناضول لاستكمال المسيرة الجهادية، غير أن هزيمة الأتراك في الحرب العالمية الأولى أوقف هذا الأمر.

مشوار صعوده بعد ثورة ١٩١٩

مع نجاح ثورة 1919 وصدور الدستور ونجاح “سعد زغلول باشا” في استصدار قرارات العفو عن المسجونين والمنفيين عاد محمد صالح حرب باشا إلى ممارسة السياسة، بل إنه رشح نفسه فى انتخابات مجلس النواب عام 1926 عن دائرة أسوان مسقط رأسه، وانتخب كبرلماني، وظل محتفظًا به حتى 1930 حيث حل “إسماعيل صدقي باشا” البرلمان.

أصبح محمد صالح حرب باشا وكيلًا لمصلحة السجون ما بين 1930 و1939، وفي يناير 1939 اختير ليكون مديرًا لخفر السواحل، وظل في هذا المنصب حتى أغسطس 1939.

محمد صالح حرب وزيرًا

اختير صالح حرب وزيرًا للدفاع في وزارة “علي ماهر باشا” الثانية

، خلال الفترة من 18 أغسطس عام 1939 إلى 27 يونية عام 1940. وكان تولي محمد صالح حرب باشا وزارة الحربية بمثابة ضربة حظ للحركة الوطنية والاتجاهات الأصيلة والأصولية فيها، وقد تمكن محمد صالح حرب بمعونة على ماهر باشا من تكوين ما سمي بالجيش المرابط الذي أسندت قيادته إلى زميله الوزير “عبد الرحمن عزام باشا”، كما أن صالح حرب دعّم توجه الملك فاروق والشيخ المراغي وعلي ماهر الداعي إلى تجنيب مصر ويلات الحرب، بل وعدم الانحياز إلى بريطانيا وكان من الطبيعي أن تسعى بريطانيا إلى الخلاص من هذه الوزارة بكل ما تمثله من توجهات معادية للبريطانيين.

جمعية الشبان المسلمين

على صعيد مواز أصبح اسم محمد صالح حرب بمثابة أيقونة للإخلاص الوطني والأصالة والإسلام، وهكذا فإنه كان هو المرشح الطبيعي لرئاسة جمعية الشبان المسلمين في 1940 بعد وفاة مؤسسها “عبد الحميد سعيد”، الذي ترأسها منذ تأسيسها في 1927 وحتى وفاته. وقد ظل محمد صالح حرب رئيسًا لجمعية الشبان المسلمين 27 عامًا منذ 1940 وحتى وفاته في 1967.

ومن الجدير بالذكر أنه في أثناء هذا كله وكنتيجة طبيعية له تداولت المخابرات العالمية والغربية روايات كثيرة عن رصدها ورصد عملائها لأنشطة وتحركات كثيرة لمحمد صالح حرب في مناصرة المحور ضد الحلفاء، وكانت السلطات البريطانية ترتاب بحكم حساسيتها من حركات الجهاد الوطني وبخاصة إذا ما ارتبطت بالفكرة الإسلامية وهكذا تضاعفت احتجاجات البريطانيين على وجود محمد صالح حرب (وهو الضابط الكبير المعروف بعدائه للانجليز) في قلب القاهرة إلى جوار مركز الأحداث، ولهذا فإنها طالبت مرارا باعتقاله بحكم نصوص المعاهدة والتحالف لكن النحاس باشا اكتفى بتحديد إقامته في أسوان طيلة ما تبقى من وقت الحرب (1942 – 1945)، حيث عاد مرة أخرى إلي القاهرة ليكمل نضاله وكفاحه.

وعلاوة علي ذلك فقد كان كان له دور كبير نحو القضية الفلسطينية وقضايا الشمال الأفريقي ومما يذكر أيضًا عن صالح حرب باشا أنه كان له الفضل في

إكتشاف موهبة القارئ الشيخ “محمود علي البنا” وتقديمه للإذاعة المصرية ورئيسها الثاني “محمد بك قاسم” بعد أن قدمه لوجهاء وأعيان مصر في حفل أقيم بجمعية الشبان المسلمين بمناسبة بداية العام الهجري 1368 هجرية الموافق لشهر نوفمبر عام 1948م.

وفي شهر أكتوبر عام 1951م وبعد قيام حكومة الوفد القائمة حينذاك بإلغاء معاهدة عام 1936م سجل التاريخ لصالح حرب باشا دورًا وطنيًا جديدًا عندما دعا إلى تكوين تنظيمات من الشباب وقام بجهود كبيرة فى تنظيم وتدريب كتائب الفدائيين لمقاومة الإنجليز فى منطقة القناة التي بدأت بها حركة الكفاح المسلح ضد قواعد الإنجليز ومعسكراتهم تلك الحركة التي زلزلت الأرض تحت أقدام قوات الإنجليز المتواجدة في مصر حينذاك.

وفاته

توفي اللواء محمد صالح حرب في عام 1968، عن عمر يناهز 79 عاما، بعد حياة حافلة بالجهاد والنضال والعطاء.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • طارق بدراوي، محمد صالح حرب.. القائد «37»، موقع جريدة أبو الهول، عدد يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 2 سبتمبر 2024، رابط الإتاحة: https://www.abou-alhool.com/arabic1/details.php?id=47514
  • محمد عفيفي، اللواء محمد صالح حرب.. دور مصر فى الحركة الوطنية الليبية، موقع الدستور، مؤرشف من الأصل بتاريخ 5 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 2 سبتمبر 2024، رابط الإتاحة: https://www.dostor.org/3021473
  • ياسر أبو النيل، أسوان تكرم محمد صالح حرب .. القائد «37»، بوابة الأهرام، مؤرشف من الأصل بتاريخ 30 نوفمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 2 سبتمبر 2024، رابط الإتاحة: https://gate.ahram.org.eg/News/2536789.aspx
  • يونان لبيب رزق، تاريخ الوزارات المصرية 1878-1953، القاهرة: مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 1975، ص418-420