شارع أبو يوسف الكندي

الاسم

أبو يوسف يعقوب بن إسحق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي

اسم الشهرة

الكندي

عالم موسوعي عربي ملم يُقلب بـ”فيلسوف العرب”، ويُعدّ أول فيلسوف عربي مسلم ظهر في التاريخ، لذلك يعتبر موسوعة عربية عريقة، حيث برع في الفلك والفلسفة والفيزياء والرياضيات بالإضافة إلى أنه برع في الموسيقى وغيرها الكثير.

مولده ونشأته
هو “أبو يوسف يعقوب بن إسحق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي”، من أبناء قبيلة كندة، ولد في “الكوفة” بالعراق في عام 801م.تلقّى الكندي علمه الأولي في الكوفة، حيث كان والده واليًا على الكوفة، وعندما كان في عمر الخامسة عشر حفظ القرآن الكريم والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة وأصول الفقه، وعاش في البصرة في مطلع حياته وتعلّم فيها “علم الكلام”.

حياته العلمية
وقد انتقل الكندي إلى بغداد في الفترة الذهبية للعصر العباسي ليكمل مسيرته العلمية والثقافية على يد أعظم العلماء، وفي بغداد حَظِي الكندي بمكانةٍ رفيعة من قبل الخليفتين “المأمون” و”المعتصم”، فقد عينه الخليفة المأمون مُشرفًا على بيت الحكمة، أما الخليفة المعتصم فقد عينه المربي الخاص لأبنائه وذلك لحكمته وذكائه، وكان يُعد من أشهر مُترجمي عصره، حيث عدّه “ابن أبي أصيبعة” مع حُذاق الترجمة في الإسلام.

اشتُهِر الكندي بخطّه العربي المميز، فقام الخليفة المتوكل بتعيينه الخطاط الخاص له، لكن بالرغم من ذلك أثناء فترة حكم المتوكل انطفأت شهرته واندثر وهجهُ.

إنجازاته وإسهاماته
قام الكندي بإنجازات وإسهامات كبيرة جدًا في مجالات علمية مختلفة، من أبرز هذه الإسهامات ما يأتي:

الفلك: اتبع الكندي نظرية بطليموس حول النظام الشمسي، والتي تقول بأن الأرض هي المركز لسلسلة من المجالات متحدة المركز، التي تدور فيها الكواكب والنجوم المعروفة حينها، وقال عنها أنها كيانات عقلانية تدور في حركة دائرية، ويقتصر دورها على طاعة الله وعبادته. وقد ساق الكندي إثباتات تجاربية حول تلك الفرضية، قائلاً بأنه اختلاف الفصول ينتج عن اختلاف وضعيات الكواكب والنجوم وأبرزها الشمس؛ وأن أحوال الناس تختلف وفقًا لترتيب الأجرام السماوية فوق بلدانهم. إلا أن كلامه هذا كان غامضًا فيما يتعلق بتأثير الأجرام السماوية على العالم المادي.

افترض في إحدى نظرياته المبنية على أعمال أرسطو، الذي تصور أن حركة هذه الأجرام تسبب الاحتكاك في منطقة جنوب القمر، فتحرك العناصر الأساسية التراب والهواء والنار والماء، والتي تتجمع لتكوين كل ما في العالم المادي. ومن وجهة نظر بديلة، وجدت في أطروحته «عن الأشعة»، هو أن الكواكب تتحرك في خطوط مستقيمة. وفي كلا الفرضيتان، قدم الكندي وجهتي نظر تختلفان اختلافًا جوهريًا عن طبيعة التفاعلات المادية، وهما التفاعل عن طريق الاتصال، والتفاعل عن بعد. تكررت تلك الفرضيتان في كتاباته في علم البصريات.

شملت أعمال الكندي الفلكية البارزة، كتاب «الحكم على النجوم» وهو من أربعين فصلاً في صورة أسئلة وأجوبة، وأطروحات حول “أشعة النجوم” و”تغيرات الطقس” و”الكسوف” و”روحانيات الكواكب”.

الرياضيات: أبدع الكندي في الهندسة والحساب، حيث كان له دورًا مهمًا في إدخال الأرقام الهندية للعالم، بالإضافة إلى توافق الأعداد بما فيها الأعداد النّسبية وكيفية حساب الوقت.

الطب: برع الكندي في الطب وربطه بعلم الرياضيات، حيث وضع مقياسًا رياضيًا لقياس فعالية الدواء، وتحديد كمية العقاقير المعقدة، وقد تأثر الكندي بأفكار “جالينوس” الطبيب الإغريقي فكتب أكثر من 30 أطروحة في الطب.

الكيمياء: بدأ بتأسيس العطور، بعد أن قام بإجراء عدة تجارب لتحويل النباتات إلى زيوت عطرية وجمع بين روائحها العطرة.

الموسيقى: كان الكندي أول من وضع سُلم موسيقي عربي الذي مازال يُدرس إلى الآن، ويعتبر أيضًا أول من أدخل كلمة “موسيقى” إلى اللغة العربية، وتفوّق على الموسيقين اليونانيين آنذاك، وقد كتب الكندي عدة أطروحات موسيقية تصل إلى حوالي 15 أطروحة، ولم يتبقَ منها سوى 5 أطروحات.

الفلسفة: كانت الفلسفة الجهد الأكبر للكندي وقد تميّز فيها لنشر الفلسفة الإسلامية، حيث ترجم النّصوص الفلسفية اليونانية أثناء عمله في بيت الحكمة، ويعتبر أول من وضع اللبنة الأساسية الفلسفية الأولى في طريق الفلاسفة من بعده، مثل: ابن سينا والغزالي وغيرهم. وقد لاقى الكندي انتقادات كثيرة في أفكاره الفلسفية من قِبَل المفكِّرين، قائلين أن هذه الأفكار تتركّز على علمٍ أجنبي، والجدير بالذّكر أن الكندي قد حارب أفكارًا فلسفية خاطئة منها: الخلود في الحياة وإنكار يوم البعث، وناقشها بكل حكمة ومنطقية.

مؤلفاته
بلغت مؤلفات الكندي وفقًا لرواية “ابن نديم” حوالي 260 كتاب، منها 32 في الهندسة، و22 في كل من الفلسفة والطب، و9 كتب في المنطق و12 كتابًا في الفيزياء، بينما عدّ “ابن أبي أصيبعة” كتبه حوالي 280 كتابًا. 
لقد فُقدت الكثير من مؤلفات الكندي، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها تدمير المغول عددًا لا يحصى من الكتب، عند اجتياحهم بغداد. إضافة إلى سبب أكثر احتمالاً وهو أن كتاباته الفلسفية لم تعد تلقى قبولاً بين أشهر الفلاسفة اللاحقين كالفارابي وابن سينا.

وعلى الرغم من أن الكثير من مؤلفاته فقدت، فقد كان للكندي تأثيرًا في مجالات الفيزياء والرياضيات والطب والفلسفة والموسيقى استمر لعدة قرون، عن طريق الترجمات اللاتينية التي ترجمها “جيرارد الكريموني”، وبعض المخطوطات العربية الأخرى، أهمها الأربع وعشرون مخطوطة من أعماله المحفوظة في مكتبة تركية منذ منتصف القرن العشرين. ومن أهم هذه المؤلفات ما يأتي:

في الفلسفة
الفلسفة الأولى فيما دون الطبيعيات والتوحيد

  • الحث على تعلُّم الفلسفة
  • رسالة في أن لا تنال الفلسفة إلا بعلم الرياضيات

في الفلك
رسالة في ظاهريات الفلك

  • رسالة في العالم الأقصى
  • رسالة في صناعة بطليموس الفلكية

في الطب
رسالة في الطب البقراطي

  • رسالة في الغذاء والدواء المهلك
  • رسالة في الأبخرة المُصلحة للجو من الأوباء

في الحساب
رسالة في الكمية المضافة

  • رسالة في الحيل العددية وعلم أضمارها
  • رسالة في النسب الزمانية

في الهندسة

  • رسالة في تقريب وتر الدائرة
  • رسالة في إصلاح كتاب إقليدس
  • رسالة في اختلاف المناظر

في السياسة

  • الرسالة الكبرى في السياسة
  • رسالة في تسهيل سبل الفضائل
  • رسالة في دفع الأحزان

وفاة الكندي
توفي الكندي في بغداد وحيدًا في عهد الخليفة العباسي “المعتمد”، في عام 259هـ/ 873م بسبب داءٍ شديد أصاب ركبتيه وانتشر في جسمه ليصل إلى رأسه.

 

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • كوركيس عواد، يعقوب بن إسحاق الكندي: حياته وآثاره، بغداد: مديرية الفنون والثقافة الشعبية بوزارة الإرشاد، 1962.
  • محمد عبد الهادي أبو ريده، الكندي وفلسفته، القاهرة: دار الفكر العربي، 1950.