شارع سقراط

الاسم

سقراط

اسم الشهرة

 

مولده ونشأته
ولد سقراط في مدينة أثينا عام 470 قبل الميلاد، وكان والده يعمل نحّاتًا، وقيل أن سقراط مارس مهنة والده في صغره، ووالدته ربنة منزل، وكان والداه ثريين نسبيًا. عاش بالقرب من أقارب والده وورث، كما هو معتاد، جزءًا من تركة والده، مؤمنًا حياة خالية بشكل معقول من المخاوف المالية اتبع تعليمه قوانين وعادات أثينا. تعلم المهارات الأساسية للقراءة والكتابة، ومثل معظم أثرياء أثينا، تلقى دروسًا إضافية في مختلف المجالات الأخرى مثل الجمباز والشعر والموسيقى. وقد أدى سقراط خدمته العسكرية خلال” الحرب الپيلوپونيزية” وميز نفسه في ثلاث حملات، وفقًا لأفلاطون.

جذب سقراط اهتمامًا كبيرًا من الجمهور الأثيني وخاصة الشباب الأثيني، وكان غير مبالٍ بالملذات المادية، بما في ذلك مظهره وراحته الشخصية. أهمل النظافة الشخصية، نادرًا ما كان يستحم، وكان يمشي حافي القدمين، ويمتلك معطفًا واحدًا خشنًا. كان معتدلًا في الأكل والشرب.

كان سقراط على معرفة بمذاهب العديد من الفلاسفة قبله، مثل: بارمينيدس، وهيراكليتوس، وأناكساجوراس، وغيرهم، وعُرِف بمعارفه العقليّة الواسعة قبل بلوغه سنّ الأربعين، بالإضافة إلى أنّ حاكم دلفي أعلن بأنّ سقراط أحكم رجل في اليونان.

عاش سقراط قبل 2500 سنة، ولكن فلسفته ما تزال مستمرة إلى يومنا هذا، حيث تناقل تلميذه أفلاطون رسائله، مثل: رؤية سقراط بأنّ على الإنسان ترك الشهوات الدنيويّة، مثل: رغبة الطعام، والجاه والملابس، والتطلّع نحو النفس، والبحث عن الحكمة والمعرفة، وعُدّ سقراط شخصية مثيرة للجدل، واعتُرف به على نطاق واسع، وسخر من العديد من المسرحيات الكوميدية.

فلسفة سقراط
اكتشف سقراط بأنّ الإنسان يعلن امتلاكه للمعرفة، من دون إدراكه للجهل الذي يمتلكه في الحقيقة، واعترف بأنّه على بيّنة بجهله على عكس الآخرين، بالإضافة إلى أنّ دعوة سقراط وفلسفته ارتكزت على البحث عن الحكمة في السلوكيّات المختلفة، التي تساعد على تحسين الأفكار والأخلاق للناس في أثينا، وأفنى عمره في مناقشة قضايا العدالة والتقوى بين المواطنين، بالإضافة إلى أنّه لم يهتمّ للمناصب الإداريّة العامة، بل أهمل شؤونه الخاصة، واشتُهر بالشجاعة في الحملات العسكريّة، فكان له العديد من الأعداء.

على الأرجح تتمثل أكثر إسهامات «سقراط» أهميةً في الفكر الغربي في منهج الجدل والتداول القائم عن طريق الحوار، وهو المنهج المعروف أيضًا بالمنهج السقراطي أو “أسلوب إلينخوس” (والتي تعني مجادلة)، وقد قام سقراط بتطبيق هذا المنهج في دراسة مفاهيم أخلاقية أساسية مثل الخير والعدالة. وكان تلميذه “أفلاطون” أول من وصف المنهج السقراطي في “الحوارات السقراطية”، التي تتلخص في أن حل مشكلة ما، قد يتم تحليلها إلى مجموعة من الأسئلة والتي تعمل إجاباتها تدريجيًا على الوصول إلى الحل المنشود. ويتجلى تأثير هذا المنهج بشدة اليوم في استخدام المنهج العلمي والذي لا تكون مرحلة الافتراض أول مراحله.

ويُعَد تطوير هذا المنهج وتوظيفه من أبرز الإسهامات المستمرة لـسقراط كما أنهما شكلا عاملًا رئيسيًا في ارتداء سقراط لعباءة مؤسس الفلسفة السياسية أو علم الأخلاق أو الفلسفة الأخلاقية، وفي تميزه كأبرز الشخصيات في كل الموضوعات الرئيسية المتعلقة بالفلسفة الغربية.

معتقداته الفلسفية
من الصعب تمييز معتقدات سقراط عند فصلها عن معتقدات أفلاطون. فليس لدى الاستدلال المادي الكثير الذي يمكن به التمييز بين معتقدات هذين الفيلسوفين. فإن أفلاطون هو من وضع النظريات المطولة الواردة في معظم حواراته، وبعض العلماء يعتقدون أن أفلاطون انتهج الأسلوب السقراطي بشدة

لدرجة جعلت من المستحيل التمييز بين الشخصية الأدبية والفيلسوف نفسه. وجادل آخرون بأن لأفلاطون نظريات ومعتقدات خاصة به ولكن أثير جدل كبير حول ماهية هذه النظريات والمعتقدات بسبب صعوبة فصل معتقدات سقراط عن معتقدات أفلاطون وصعوبة تفسير حتى الكتابات الدرامية المتعلقة بسقراط. لذا، ليس من السهل التمييز بين المعتقدات الفلسفية الخاصة بسقراط عن تلك التي انتهجها أفلاطون، ولا بد أن نتذكر أن ما قد يتم نسبه لسقراط قد يعكس عن كثب الاهتمامات المحددة لأفلاطون. وما يزيد الأمر تعقيدًا هو حقيقة أن شخصية سقراط التاريخية اشتهرت على نحو سلبي بطرحها للأسئلة دون الإجابة عنها، مدعيَين بذلك أنها تفتقر إلى الحكمة في الموضوعات التي تطرح على الآخرين أسئلة بشأنها بصفة عامة، إذا كان هناك ما يمكن ذكره عن المعتقدات الفلسفية لسقراط، فهو أنها كانت تتعارض أخلاقيًا وفكريًا وسياسيًا مع رفقائه الأثينيين.

لقد اعتقد سقراط بأن أفضل طريقة يحيا بها البشر هي أن يركزوا على تطوير الذات بدلاً من السعي وراء الثروة المادية. وقد كان دائمًا ما يدعو الآخرين لمحاولة التركيز على الصداقات وعلى الإحساس بالمجتمع الحقيقي، لأنه شعر بأن هذه هي الطريقة الفضلى لكي ينمو البشر كمجموعة. وقد وصل تطبيقه لهذه المبادئ إلى درجة أنه قَبِلَ في نهاية حياته الحكمَ بالإعدام في الوقت الذي ظن فيه الجميع أنه سيغادر أثينا هربًا منه، وذلك لأنه شعر بعدم القدرة على الهروب أو معارضة إرادة مجتمعه؛ وكما ذكرنا من قبل كانت بسالته المعروفة في أرض المعركة لا جدال فيها.

إن فكرة أن البشر يملكون فضائل معينة كانت تشكل ميزة مشتركة في كل تعاليم سقراط. وتمثل هذه الفضائل السمات التي يجب أن يحظى بها كل إنسان، وعلى رأسها الفضائل الفلسفية أو العقلية. وقد أكد سقراط على أن “الفضيلة هي أقيم ما يملكه الإنسان؛ والحياة المثالية هي تلك الحياة التي تنقضي في البحث عن الخير. وتكمن الحقيقة وراء ظلال الوجود، ومهمة الفيلسوف هي التي توضح للآخرين مدى ضآلة ما يعرفون بالفعل”.

محاكمته وإعدامه
في عام 399 قبل الميلاد، قدم سقراط للمحاكمة بتهمة إفساد عقول شباب أثينا، وبتهمة المعصية. دافع سقراط عن نفسه دون جدوى. تمت إدانته بأغلبية أصوات هيئة المحلفين المكونة من مئات المواطنين الأثينيين الذكور، ووفقًا للعرف، اقترح عقوبته الخاصة: وهي أنه لا يستحق العقاب وأنه “هو” يجب أن يحصل على الطعام والسكن مجانًا من الدولة، مقابل الخدمات التي قدمها للمدينة بدلاً من ذلك، اقترح تغريمه مينا من الفضة (حسب قوله، كل ما لديه، رفض المحلفون عرضه وأمروا بعقوبة الإعدام. كانت التهم الرسمية هي: إفساد الشباب؛ عبادة الآلهة الباطلة؛ عدم إتباع الدين الرسمي للدولة.

وقد استمرت محاكمته ليوم واحد فقط، وأمضى يومه الأخير في السجن بين الأصدقاء والتابعين الذين عرضوا عليه طريقًا للفرار، وهو ما رفضه. توفي في صباح اليوم التالي، وفقًا لعقوبته، بعد شرب الشوكران السام.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • جورج رديبوش، سقراط، ترجمة أحمد الأنصاري، القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2014.
  • علي حافظ بهنسي، سقراط، القاهرة: دار المعارف للطباعة والنشر، 1998.
  • محمد ممدوح، سقراط: شهيد الكلمة، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2018.
  • مصطفى غالب، سقراط، القاهرة: دار الهلال، 1989.