شارع عمر الخيام

الاسم

غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم بن صالح الخيام

اسم الشهرة

عمر الخيام

مولده ونشأته
هو “غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم بن صالح الخيام”، ولد في سنة 1048م في مدينة” نيسابور” التي كانت ضمن حدود بلاد فارس الكبرى في ذلك الوقت، والتي كانت إحدى المدن الرائدة في خراسان خلال العصور الوسطى.

أمضى عمر الخيّام طفولته في مدينة نيسابور، وتمّ تقدير مواهبه من قبل أساتذته الأوائل الذين أرسلوه للدراسة عند أعظم معلّم في منطقة خراسان وهو “الإمام موفّق نيسابوري”، الذي كان يُدرّس أولاد النبلاء. وبعد أن أتم الخيام دراسة العلوم والفلسفة والرياضيات وعلم الفلك في مدينة نيسابور، سافر إلى مدينة “بخارى” في عام 1068، حيث كان يتردّد إلى مكتبة الفلك المرموقة، وانتقل في عام 1070 إلى مدينة “سمرقند”، حيث كان يعمل “أبو طاهر” حاكم ورئيس القضاة في المدينة. كتب الخيّام خلال عام 1070، أعماله الجبريّة الأكثر شهرة، وأطروحته (رسالة في براهين الجبر والمقابلة) التي كانت مكرّسة لمعلّمه القاضي أبو طاهر.

الخيام في طريق الشهرة
عندما أصبح الخيام في السادسة والعشرين من عمره دخل في خدمة السلطان “ملك شاه الأوّل” مستشارًا، وكان ذلك في عام 1073م، فقد دُعي إلى أصفهان من قبل الوزير “نظام الملك” بهدف الاستفادة منه في المكتبات ومراكز التعليم هناك. بدأ في ذلك الوقت بدراسة أعمال عالم الرياضيات اليوناني إقليدس وأبولونيوس عن كثب.

كما شرع في إنشاء مرصدٍ فلكيّ في أصفهان، حيث قاد مجموعةً من العلماء لإجراء عمليات رصد فلكية دقيقة تهدف إلى مراجعة التقويم الفارسي، وقد أنهى في عام 1079م مع فريقه عمليات قياس طول السنة بدقة مذهلة، حيث عبّروا عنها بـ 14 خانة: 365.24219858156 يومًا. في الواقع، ووفقًا لأكثر القياسات الحديثة دقّة، كان ذلك الرقم دقيقًا في خاناته الثمانية الأولى، ويحدث الاختلاف من سنة إلى أخرى في الخانة الثامنة، ممّا يجعل التقويم الذي ابتكره النظام الأكثر دقّة على الإطلاق.

بعد وفاة الملك ملك شاه ووزيره فقدَ عمر التأييد الذي كان يضمنه من المحكمة، وسرعان ما انطلق -نتيجةً لذلك- في رحلة حجّ إلى مدينة مكّة. كان أحد الدوافع الخفيّة المحتملة لذهابه إلى الحجّ، هو إظهار إيمانه للعامة بهدف تهدئة حالات الاشتباه حول اتّباعه لمذهب الشكّ، ودحض مزاعم التهجّم غير الأخلاقي الذي وجّهه إليه رجل دين معادٍ.

 بعد ذلك تمت دعوته من قبل السلطان الجديد “سنجار” إلى مدينة “مرو الشاهجان” للعمل كمنجّم للبلاط الملكي، وقد سُمح له لاحقًا بالعودة إلى نيسابور بسبب تدهور حالته الصحية. وقيل أنّه قد عاش حياته -بعد عودته إلى مسقط رأسه- في عزلة عن البشر.

إنجازاته
رغم شهرة الخيام شاعرًا، إلا أنه كان عالمًا في عدد من العلوم؛ نذكر منها علم الرياضيات، حيث اشتهر بالجبر واشتغل في تحديد التقويم السنوي للسلطان ملك شاه، والذي صار التقويم الفارسي المتبع إلى اليوم. وهو أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط، وهو أول من استخدم الكلمة العربية «شيء» التي تكررت في القرآن الكريم وقد استخدمها الخيام للدلالة على الكلمة التي رسمت في الكتب العلمية البرتغالية (Xay) وما لبثت أن استبدلت بالتدريج بالحرف الأول منها “x” الذي أصبح رمزًا عالميًا للعدد المجهول.

ترجع شهرته إلى عمله في الرياضيات حيث حلَّ معادلات الدرجة الثانية بطرق هندسية وجبرية. كما نظم المعادلات التكعيبية وحاول حلها كلها، ووصل إلى حلول هندسية جزئية لمعظمها. وقد بحث في نظرية ذات الحدين عندما يكون الأس صحيحًا موجبًا، ووضع طرقًا لإيجاد الكثافة النوعية.

كما برع عمر الخيام في علم الفلك أيضًا، لذلك طلب منه السلطان ملك شاه سنة 1074م إنشاء مرصد في مدينة أصفهان، وطلب منه أيضًا تعديل التقويم الفارسي القديم. ويقول المؤرخ” جورج سارتن” إن تقويم الخيام كان أدق من التقويم الجريجوري، وقد وضع الخيام تقويما سنويًا بالغ الدقة، وقد تولى الرصد في مرصد أصفهان.

رباعيات الخيام
 رباعيات الخيام هي مقطوعة شعرية بالفارسية، مكونة من أربعة أشطر يكون الشطر الثالث فيها مطلقًا بينما الثلاثة الأخرى مقيدة. ولم يفكر أحد ممن عاصره في جمع الرباعيات، فأوّل ما ظهرت سنة 865 هـ، أي بعد رحيله بثلاثة قرون ونصف، وكانت أول إشارة إلى عمر الخيام شاعرًا قام بها المؤرخ “عماد الدين الإصفهاني”.

كان الخيام في أوقات فراغه يتغنى برباعياته، وقد نشرها عنه من سمعها من أصدقائه، وبعد عدة ترجمات وصلت لنا كما نعرفها الآن. ويرى البعض أنها لا تنادي إلى التمتع بالحياة والدعوة إلى الرضا أكثر من الدعوة إلى التهكم واليأس، وهذه وجهة نظر بعض من الناس، وقد يكون السبب في ذلك كثرة الترجمات التي تعرضت لها الرباعيات، زيادة على الإضافات، بعد أن ضاع أغلبها.

من جهة أخرى هناك اختلاف حول كون الرباعيات تخص عمر الخيام فعلا، فهي قد تدعو بجملتها إلى اللهو واغتنام فرص الحياة الفانية، إلا أن المتتبع لحياة الخيام يرى أنه عالم جليل وذو أخلاق سامية، لذلك يعتبر بعض المؤرخين أن الرباعيات نسبت خطأ للخيام وقد أثبت ذلك المستشرق الروسي” زوكوفسكي”، الذي قام برد 82 رباعية إلى أصحابها ولم يبق إلا القليل الذي لم يعرف له صاحب.

ترجم رباعيات عمر الخيام إلى الإنجليزية” إدوارد فتزجيرالد” في عام 1859، فعرفت هذه الترجمة نجاحًا كبيرًا لدى مستشرقي نهاية القرن.
أما الترجمة العربية من الفارسية فقام بها الشاعر المصري” أحمد رامي”، وهناك ترجمة أخرى للشاعر العراقي” أحمد الصافي النجفي”، كما ترجمها كذلك الشاعر الأردني “عرار”.

اتهامه بالإلحاد
فسر البعض رباعياته على أنها إلحاد، كونها تدعو إلى اللهو والمجون، بينما يرى الفريق الآخر أنه مات مسلمًا، مستمدًا استنتاجه من سيرة الخيام ومؤلفاته ومن رافقه من العلماء. كما أن رباعياته تتراوح بين الإيمان والإلحاد وبين الدعوة للمجون والدعوة للهو وبين طلب العفو من الله وإعلان التوبة، لذا اختلف العلماء في تصنيف عمر الخيام والأرجح أنه لم يخرج عن المألوف إنما هي صرخة في وجه الظلم والأمور الدخيلة على الدين الإسلامي في عصره.

وفاته
توفي عمر الخيام في مدينة نيسابور في 4 ديسمبر 1131 عن عمر يناهز 83 عامًا، ودُفن في قبر كان قد تنبأ بموقعه في شعره، في بستان تسقط فيه الأزهار مرتين في السنة، ويطلق على ذلك المكان الآن ضريح عمر الخيّام.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • أحمد حامد الصراف، عمر الخيام: عصره، سيرته، ادبه. فلسفته، رباعياته، بغداد: مطبعة دار السلام، 1931.
  • عبد الرزاق كيلو، عمر الخيام علامة الزمان، دمشق: دار المكتبي، 2010.
  • عبد المنعم الحفني، عمر الخيام والرباعيات، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1992.
  • محمد علي عفش، عمر الخيام، دار المشرق العربي، 2019.