شارع عمر بن أبي ربيعة

الاسم

عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم

اسم الشهرة

عمر بن أبي ربيعة

مولده ونشأته

هو “عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم”، ولد في المدينة المنورة عام 23هـ/ 644م في الليلة التي توفي بها الخليفة “عمر بن الخطاب” فسمي باسمه. وقال الناس بعد ذلك زهق الحق وظهر الباطل لشعر ابن أبي ربيعة المتحرر وتقى ابن الخطاب.

كان عمر بن أبي ربيعة وسيمًا، بهيَّ الطَّلْعة، نشأ في أحضان أمه يساعدها على إدارة أملاك أبيه الواسعة، وقد شب على دلال وترف، فانطلق مع الحياة التي تنفتح رحبة أمام أمثاله ممن رزقوا الشباب والثروة والفراغ.

لقد كان لنشأة عمر في أسرة غنيّة غير محتاج إلى طلب الرزق أثر في أن وفر وقته على التمتّع بالنعيم والتنقّل بين الحجاز واليمن والعراق والشام. ويبدو أنه كان يعيش من صناعة وتجارة كانتا لأهله، وهما صناعة النسيج والاتّجار به، فقد كان لآل أبي ربيعة مناسج في اليمن خاصة، فشبّ عمر مثقّفا يعرف العلوم التي كانت مألوفة في عصره من القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه ورواية الأدب، كما كان يعرف القراءة والكتابة.

ويبدو أن عمر بن أبي ربيعة انتقل من المدينة إلى مكة مع من كان قد انتقل اليها لمّا آلت الخلافة إلى يزيد بن معاوية (60 ه‍- 681م) و اضطرب الأمر في المدينة: في الفتنة بين يزيد وعبد اللّه بن الزبير.

و إذا نحن اعتمدنا ديوان عمر بن أبي ربيعة أدركنا أن عمر قد قضى قسمًا كبيرًا من حياته منصرفا إلى اللهو، ولا نعلم له من ديوانه إلا لهوًا واحدًا هو التمتّع بالمغامرة في سبيل التعرّف إلى النساء الجميلات من المشهورات بالمكانة الاجتماعية أو بالمنع. (بالصّون والاحتجاب: ترك مخالطة الرجال) . ولقد ساعد عمر على ذلك فراغ وجمال ومال، ثم إنه كان لبّاسا حسن الهندام رضيّ الخلق سهل المعاشرة جوادًا عذب الحديث بصيرًا بخطاب النساء، مع شيء من الدعابة والمرح. و يبدو أن نشاطه هذا قد انكسر في أواخر أيامه.

تزوج عمرو من “كَلْثَم بنت سعد المخزومية”، فأنجبت له ولدين وماتت عنده، فتزوج “زينب بنت موسى الجُمَحيّة”، فأنجبت له بِشْراً.

شعره وخصائصه
كان واحدًا من الشعراء المجددين الذين أعطوا القصيدة الغزلية ميزات فنية عدة كالقصّ والحوار، وترقيق الأوزان الصالحة للغناء، كما يعد أشهر شعراء الغزل ومن أكابرهم. و كان عمر يميل إلى تخيّر الألفاظ الفصيحة العذبة ولو خالف فيها الجزالة: لقد كان يحبّ أن يعبّر عن المعنى الذي يجول في نفسه بأقرب الألفاظ تعبيرا عنه عند جمهور الناس، وعند النساء خاصّة. وأولع عمر بالمعاني القريبة من تلك التي تعرض للناس في حياتهم اليومية العاديّة وخالف في ذلك مألوف عصره فمدحه أقوام من أجل ذلك و عاب عليه هذا أقوام.

وكذلك كانت تراكيبه متينة نقيّة من العجمة، على أنه كان يتساهل أحيانًا، إذا لم يستطع التعبير عمّا يريد إلا بمخالفة عدد من قواعد اللغة والنحو فيما لا يضرّ البلاغة.

وفي شعر عمر شيء من الصناعة اللفظية غير مقصودة ولا بارعة، فإن عصر الصناعة اللفظية لم يكن بعد قد حان في أيام عمر. وقد كان عمر صادقًا في التعبير عن نفسه عذب الشعر. و لم يكن، فيما أحسب، شعر أكثر موافقة للغناء من شعر عمر بن أبي ربيعة. والقصص و الحوار الصحيح خاصّتان بارزتان في شعر عمر، وخصوصًا ذلك الحوار الذي يدور في العادة على ألسنة النساء.

وكان للكناية في شعره مكان بارز، فلمّا قال مثلا «حان من نجم الثّريا طلوع» ، فانّه كان يكني بذلك عن “الثريّا بنت عليّ بن عبد اللّه بن الحارث ابن أميّة الاصغر”. والخصائص الجديدة قليلة في شعر عمر. أما ميّزة عمر الكبرى فهي أنها جمع خصائص الغزل التي كانت قبله ثمّ أحسن تصريفها في شعره.

وعمر قصر شعره كلّه على الغزل، ثم قصر القصائد على المعاني فانتهى بالقصيدة حيث كان ينتهي به المعنى. فكلّ قصيدة لعمر موضوع تامّ في نفسه، سواء أكانت أبياتًا قليلة أو أبياتًا كثارًا.

وفاته

في الحقيقة ليست هناك معلومة أكيدة فيما يتعلق بمكان وفاة عمر بن أبي ربيعة أو حتى سنة وفاته؛ فيقال إنه مات وقد قارب السبعين أو جاوزها، وإذا صح ذلك يكون قد توفي حوالي سنة 93هـ/ 711م. وقد تضاربت الروايات في سبب موت عمر، فقيل إنه غزا في البحر، فأحرقت سفينته ومات، وقيل أنه مات موتًا طبيعية، كما أن هناك من يذكر أنه توفي باليمن في أواخر خلافة الوليد بن عبد الملك.

البوم الصور

موقع اللوحة بالشارع

المصادر والمراجع

  • جبرائيل سليمان جبور، عمر بن أبي ربيعة: عصره وحياته وشعره، بيروت: المطبعة الكاثوليكية، 1935.
  • عباس محمود العقاد، شاعر الغزل: عمر بن أبي ربيعة، مؤسسة هنداوي لنشر المعرفة والثقافة، 2020.
  • عبد اللطيف شرارة، عمر بن أبي ربيعة: دراسة ومختارات، الشركة العالمية للكتاب، 1991.
  • علي نجيب عطوي، عمر بن أبي ربيعة: شاعر الغزل الصريح في العصر الأموي، بيروت: دار الكتب العلمية، 1990.