شارع محمد نجيب
الاسم | محمد نجيب يوسف قطب القشلان |
اسم الشهرة | محمد نجيب |
مولده ونشأته
هو “محمد نجيب يوسف قطب القشلان”، ولد بالسودان بساقية أبو العلا بالخرطوم في 19 فبراير 1901، لأب مصري وأم مصرية سودانية تدعى “زهرة محمد عثمان”. التحق والده بالمدرسة الحربية وتفوق فيها، وبعد تخرجه شارك في حملات استرجاع السودان 1898، وقد تزوج من سودانية اسمها “سيدة محمد حمزة الشريف” وأنجب منها ابنه الأول “عباس” ثم طلقها، وبعدها تزوج من السيدة “زهرة” في عام 1900، وقد أنجب يوسف منها ثلاثة أبناء هم محمد نجيب وعلي نجيب ومحمود نجيب، وأنجب أيضًا ستة بنات. وعندما بلغ محمد نجيب 13 عامًا توفي والده، تاركًا وراءه أسرة مكونة من عشرة أفراد، فأحس بالمسؤولية مبكرًا.
وقد تلقى محمد نجيب تعليمه بمدينة” ود مدني” عام 1905، حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم انتقل والده إلى وادي حلفا عام 1908 فالتحق بالمدرسة الابتدائية هناك، ثم التحق بكلية جوردون عام 1913.
بعد أن تخرج من الكلية التحق بمعهد الأبحاث الاستوائية لكي يتدرب على الآلة الكاتبة تمهيداً للعمل كمترجم، وبعد التخرج لم يقتنع بما حققه وأصر على دخول الكلية الحربية في القاهرة. فالتحق بها في أبريل عام 1917، وتخرج فيها في 23 يناير 1918.
وظائفه ومناصبه
عقب تخرجه من الكلية الحربية سافر إلى السودان في 19 فبراير 1918، وفي نفس سن والده التحق بذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده ليبدأ حياته كضابط في الجيش المصري بالكتيبة 17 مشاة. ثم انتقل إلى سلاح الفرسان في “شندي” وقد ألغيت الكتيبة التي يخدم فيها، فانتقل إلى فرقة العربة الغربية بالقاهرة عام 1921. ثمعاد مرة أخرى إلى السودان عام 1922 مع الفرقة 13 السودانية وخدم في “واو” وفي “بحر الغزال”، ثم انتقل إلى وحدة مدافع الماكينة في “ملكال”.
وفي 28 أبريل 1923 انتقل بعد ذلك إلى الحرس الملكي بالقاهرة، ثم انتقل إلى الفرقة الثامنة بالمعادي بسبب تأييده للمناضلين السودانيين. وقد رقي إلى رتبة ملازم أول عام 1924، ثم رقي إلى رتبة يوزباشي (نقيب) في ديسمبر 1931، ونقل إلى السلاح الحدود عام 1934، ثم انتقل إلى العريش.
كان ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936، ورقي لرتبة الصاغ (رائد) في 6 مايو 1938، ثم رقي إلى رتبة قائمقام (عقيد) في يونيو 1944، وفي تلك السنة عين حاكمًا إقليميًا لسيناء، وفي عام 1947 كان مسؤولًا عن مدافع الماكينة في العريش، ورقي لرتبة الأميرالاي (عميد) عام 1948.
كانت بداية معرفة محمد نجيب على المستوى الشعبي، وعلى مستوى الجيش المصري، في أثناء مشاركته في حرب 1948، ورغم رتبته الكبيرة كان على رأس صفوف قواته، اذ أصيب في هذه الحرب سبع مرات كانت ثلاثة منها إصابات خطيرة. وقد حصل على “نجمة فؤاد العسكرية الأولى” تقديرًا لشجاعته مع منحه لقب البكوية.
انضمامه لحركة الضباط الأحرار
عاد محمد نجيب إلى القاهرة بعد حرب 1948 قائدًا لمدرسة الضباط العظام، وتيقن أن العدو الرئيسي ليس في اليهود وبقدر ما هم هؤلاء الرجال الذين يرتكبون خلف ظهورنا الآثام والموبقات يطعنون شرفهم بما يرتكبون من حماقات، وكان يردد دائمًا أن المعركة الحقيقة في مصر وليست في فلسطين، ولا يتردد أن يقول هذا الكلام أمام من يثق فيهم من الضباط، وفي فترة من الفترات كان الصاغ عبد الحكيم عامر أركان حرب للواء محمد نجيب، ويبدو أن كلام محمد نجيب عن الفساد في القاهرة قد أثر فيه فذهب إلى صديقه جمال عبد الناصر وقال له كما روى عامر لنجيب بعد ذلك: لقد عثرت في اللواء محمد نجيب على كنز عظيم.
كان جمال عبد الناصر قد بدأ في تشكيل تنظيم الضباط الأحرار منذ عام 1994، حيث تسببت هزيمة فلسطين في بث حالة من السخط والرغبة في القضاء على الإقطاع والفساد الداخلي وإنشاء جيش قوي، مع الالتزام في نظامه بالسرية المطلقة، كان التنظيم يريد أن يقوده أحد الضباط الكبار لكي يحصل التنظيم على تأييد باقي الضباط، وبالفعل عرض عبد الناصر الأمر على محمد نجيب فوافق على الفور.
كان اختيار تنظيم الضباط الأحرار لمحمد نجيب سر نجاح التنظيم داخل الجيش، فكان ضباط التنظيم حينما يعرضون على باقي ضباط الجيش الانضمام إلى الحركة كانوا يسألون من القائد، وعندما يعرفوا أنه اللواء محمد نجيب يسارعون بالانضمام.
ترشحه لانتخابات نادي الضباط
قررت اللجنة التنفيذية لتنظيم الضباط الأحرار ترشيح محمد رئيسًا لمجلس إدارة نادي الضباط لجس نبض الجيش واختبار مدى قوة الضباط الأحرار وتحديًا للملك فاروق، وقبل الملك التحدي ورشح “حسين سري عامر” كانت الانتخابات أول اختبار حقيقي لشعبية محمد نجيب والنظيم داخل الجيش.
ومع طلوع فجر اليوم الأول من يناير 1952 أعلنت النتيجة وحصل محمد نجيب على أغلبية ساحقة شبة جماعية، ولم يحصل منافسوه سوى على 58 صوتا فقط، كانت النتيجة صدمة شديدة للملك فقرر حل مجلس إدارة النادي.
كانت الأجواء في مصر مشتعلة نتيجة حادثة حريق القاهرة في 24 يناير، أعقبتها حادثة الإسماعيلية يوم 25 يناير بعد مقتل عدد من أفراد الشرطة، فكانت شعبية الملك في تراجع شديد وجعله ذلك في موقف ضعيف، مما سهل الأمر على تنظيم الضباط الأحرار.
وفي 18 يوليو 1952 قابل محمد نجيب محمد هاشم وزير الداخلية – زوج ابنة رئيس الوزراء – بناء على طلب الأخير الذي سأله عن أسباب تذمر الضباط، وعرض عليه منصب وزير الحربية، لكن نجيب رفض وفضل البقاء بالجيش لأنه شك في مخطط يهدف إلى إبعاده عن القوات المسلحة، وخلال حديثهما أخطره محمد هاشم أن هناك 13 اسما لضباط في الجيش قاموا بعمل تنظيم يسمى (الضباط الأحرار)، وأن السرايا الملكية قد تعرفت على 8 أفراد منهم وسيلقى القبض عليهم، مما جعل نجيب يجتمع على عجالة باللجنة العليا لتنظيم الضباط الأحرار للإسراع بتنفيذ الخطة، والتي نفذت في 23 يوليو 1952.
ثورة 23 يوليو 1952
في يوم 19 يوليو 1952 اجتمعت اللجنة العليا للضباط الأحرار ولم يحضرها نجيب حتى لا يلفت أنظار الجهات الأمنية، وكانت الخطة التي عرضت ونوقشت لاحقًا مع محمد نجيب تنص على قيام المجموعات بالتحرك للاستيلاء على قيادات الجيش، وأخذت الخطة تتوسع حتى تحولت إلى السيطرة على الهيئات الحكومية والإذاعة وتحولت لخطة انقلاب عسكري كامل.
كان من المقرر تنفيذ الخطة يوم 8 أغسطس، إلا أن مقابلة نجيب مع وزير الداخلية ساهمت في تطور الأحداث وتقرر التنفيذ في أيام 22 أو 23 يوليو، كان موعد التحرك قد تسرب، وتم إبلاغ حيدر باشا بوجود تحركات من جانب الضباط الأحرار قبل ساعة الصفر، وقام اللواء حسن فريد رئيس أركان الجيش بعقد اجتماع في الساعة العاشرة مساءاً بحضور قيادات الجيش باستثناء اللواء محمد نجيب مدير سلاح المشاة لشكوكهم بأنه على صلة بهذا التنظيم، لكن محمد نجيب علم باجتماع القيادات هذا، وأصدر أوامره لعبد الحكيم عامر باعتقال جميع القادة الموجودين في الاجتماع.
وكان الاتفاق يقضي ببقاء محمد نجيب في منزله على أهبة الاستعداد لاتخاذ أي خطوات بديلة في حال فشل عملية السيطرة، وقام جمال حماد بالاتصال بنجيب ليخبره بنجاح العملية، حيث تم الاستيلاء على القيادة العامة، ومركز الاتصالات، وتحركت المدرعات ودخلت القاهرة، وانتقل اللواء محمد نجيب لمبنى القيادة العامة.
وفي السابعة من صباح ذلك اليوم أذاع الصاغ “محمد أنور السادات” بيانًا للشعب المصري أعلن فيه اندلاع حركة سلمية بدون دماء قامت بها القوات المسلحة من أجل الأمن القومي على أساس الشرعية الثورية، وكان الملك وقتها يقيم بالإسكندرية وكان هناك رجال الوزارة الذين يسعون لأداء قسم الحكومة الجديدة
برئاسة نجيب الهلالي، وعقب سماع البيان اعتقد الملك ورجال السياسة أنها حركة تطهيرية داخل الجيش، قامت وزارة نجيب الهلالي بالتواصل مع اللواء نجيب، والذي نقل له مطالب الحركة، وبناء عليه استقالت حكومة نجيب الهلالي باشا وأصدر الملك قراره لعلي ماهر بتشكيل الحكومة الجديدة، وعُيِّن محمد نجيب قائدًا عامًا للقوات المسلحة وتمت ترقيته إلى رتبة فريق.
وقد تطورت الأحداث فطلب تنظيم الضباط الأحرار من الملك فاروق التنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد الثاني ومغادرة البلاد؛ وبالفعل تنازل فاروق عن العرش وغادر البلاد في مساء يوم 25 يوليو على متن سفينة المحروسة وكان في وداعه رجال الدولة وضباط من الجيش وأطلقت البحرية 21 طلقة وعزف السلام الملكي.
تولي محمد نجيب رئاسة الوزارة
وعقب تنازل فاروق، شكل مجلس للوصاية برئاسة الأمير محمد عبد المنعم. وبعد مرور 50 يوم ونتيجة للتصادم مع مجلس قيادة الثورة قدمت وزارة علي ماهر استقالتها، وشكلت وزارة جديدة برئاسة محمد نجيب ليكون أول رئيس وزراء غير مدني، وفي 9 سبتمبر أصدرت وزارة نجيب قانون الإصلاح الزراعي، وفي 21 صدر قانون تحديد الملكية الزراعية ثم قانون تنظيم الأحزاب، ثم في 10 ديسمبر عام 1952 صدر قرار بإلغاء دستور 1923 وصدور مرسوم بحل الأحزاب السياسية، وفي يناير 1953 تم تشكيل لجنة لصياغة الدستور مكونة من 50 عضوًا برئاسة علي ماهر، وصدر دستور مؤقت في فبراير 1953 ينص على سلطات واضحة لمجلس قيادة الثورة.
محمد نجيب رئيسًا للجمهورية
بالرغم من المشاكل والأحداث التي تعرض لها التنظيم في الشهور التي تلت ثورة يوليو، خاصة مع وجود خلافات داخل صفوف الجيش، إلا أن مجلس قيادة الثورة قد اكتسب قوة كبيرة جعلته يتحكم في مقاليد الأمور، خاصة مع عدم وجود معارضة قوية في ذلك الوقت، وفي 18 يونيو 1953 تم إعلان قيام الجمهورية وإلغاء الملكية في مصر، وتم اختيار محمد نجيب كرئيس للجمهورية، ليصبح أول رئيس للجمهورية بعد إلغاء الملكية، مع الاحتفاظ بمنصبه كرئيس للوزراء مع تخليه عن منصب وزير الحربية وقيادة الجيش.
كانت أولى أيام نجيب في الرئاسة مفعمة بالمشاكل والصدام، وكان أول خلاف بينه وبين ضباط القيادة حول محكمة الثورة التي تشكلت لمحاكمة زعماء العهد الملكي، ثم حدث خلاف ثان بعد صدور نشرة باعتقال بعض الزعماء السياسيين وكان من بينهم مصطفى النحاس، فرفض اعتقال النحاس باشا، لكنه فوجئ بعد توقيع الكشف بإضافة اسم النحاس.
كما ذكر محمد نجيب في مذكراته أنه اكتشف أن رجال الثورة كانوا قد عقدوا العديد من الاجتماعات بدونه، كل هذه الأمور دفعته لكي يفكر جديًا في تقديم استقالته، وبالفعل قدم نجيب استقالته في 22 فبراير 1954، وفي 25 فبراير أصدر مجلس القيادة بيان إقالة محمد نجيب، وادعى البيان أن محمد نجيب طلب سلطات أكبر من سلطات أعضاء المجلس وأن يكون له حق الاعتراض على قرارات المجلس حتى ولو كانت هذه القرارات قد أخذت بالإجماع.
لكن بعد إذاعة بيان إقالته على الملأ خرجت الجماهير تحتج عليه وانهالت البرقيات على المجلس ودور الصحف ترفض الاستقالة. واندلعت المظاهرات التلقائية في القاهرة والأقاليم لمدة ثلاثة أيام تؤيد نجيب، كما اندلعت في السودان مظاهرات جارفة مؤيدة لنجيب، وانقسم الجيش بين مؤيد لعودة محمد نجيب وإقرار الحياة النيابية وبين المناصرين لمجلس قيادة الثورة.
وتداركًا للموقف أصدر مجلس القيادة بيانًا الساعة السادسة من مساء 27 فبراير 1954 جاء فيه “حفاظًا على وحدة الأمة يعلن مجلس قيادة الثورة عودة محمد نجيب رئيسًا للجمهورية وقد وافق سيادته على ذلك”، وعاد محمد نجيب مجددًا إلى منصبه كرئيس للجمهورية.
أزمة مارس 1954
يرى البعض أن أزمة مارس لم تكن مجرد صراع علني على السلطة بين محمد نجيب وأعضاء مجلس قيادة الثورة بل كانت الأزمة أكثر عمقًا، كانت صراعًا بين اتجاهين مختلفين اتجاه يطالب بالديمقراطية والحياة النيابية السليمة تطبيقًا للمبدأ السادس للثورة (إقامة حياة ديمقراطية سليمة)، وكان الاتجاه الآخر يصر على تكريس الحكم الفردي وإلغاء الأحزاب وفرض الرقابة على الصحف، بينما يرى آخرون أن الأزمة كانت مجرد صراع على السلطة بين محمد نجيب وجمال عبد الناصر.
إقالته وتحديد إقامته
ونتيجة لأزمة مارس 1954 قرر مجلس قيادة الثورة إعفاء محمد نجيب من منصبه في 14 نوفمبر 1954، وتحديد إقامته في فيلا زينب الوكيل بضاحية المرج، وعندما وصل إلى الفيلا تمت مصادرة أوراق اللواء نجيب وتحفه ونياشينه ونقوده التي كانت في بيته. ومنعه تمامًا من الخروج أو من مقابلة أيًا كان حتى عائلته.
وقد ظل محمد نجيب حبيس فيلا المرج حتى أمر بإطلاق سراحه الرئيس محمد أنور السادات عام 1971.
مؤلفاته
- رسالة عن السودان 1943
- مصير مصر (بالإنجليزية) 1955
- كلمتي للتاريخ 1975
- كنت رئيسًا لمصر (مذكرات محمد نجيب 1984)
وفاته
تُوفي الرئيس محمد نجيب في 28 أغسطس 1984، بعد دخوله في غيبوبة في مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، إثر مضاعفات تليف الكبد، ودفن في مصر بمقابر شهداء القوات المسلحة في جنازة عسكرية مهيبة، وحمل جثمانه على عربة مدفع، وقد تقدم الجنازة الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك، بالإضافة إلى الباقين على قيد الحياة من مجلس قيادة الثورة.
البوم الصور
موقع اللوحة بالشارع
المصادر والمراجع
- أحمد حمروش، قصة ثورة 23 يوليو، الجزء الأول، القاهرة: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1977، ص197- 333.
- خالد عوض، اللواء محمد نجيب: أول رئيس لمصر، القاهرة: مؤسسة وكالة الصحافة العربية، 2018.
- محمد ثروت، الأوراق السرية لمحمد نجيب: أول رئيس لمصر، القاهرة: دار الجمهورية للصحافة، 2013.
- محمد ثروت، شاهد على عصر الرئيس محمد نجيب، القاهرة: المكتب المصري الحديث، 2002.
- محمد نجيب، كنت رئيسًا لمصر، القاهرة: المكتب المصري الحديث، 1984.